بغض الصحابة والإساءة إليهم بقول أو فعل
ومن انتقص أحدًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
أو أبغضه بحدث كان منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعا حتى يترحم عليهم جميعا،
ويكون قلبه لهم سليما .
نعم هذا عدنا إلى الكلام في الصحابة من انتقص أحدا من
أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعني من تنقص أحدا من أصحاب النبي
-صلى الله عليه وسلم- أو أبغضه لحدث منه، أو ذكر مساوئه كان مبتدعا حتى
يترحم عليهم جميعا، ويكون قلبه سليما، فالتنقص للصحابة، ولو لواحد منهم،
التنقص للصحابة أو بغضه أو ذكر مساوئه، هذه طريقة أهل البدع، وهو من علامات
النفاق، ولا يبرأ من النفاق ومن أهل البدع، حتى يترحم عليهم جميعا يترحم
على الصحابة جميعا ويكون قبله سليما لهم؛ ولهذا قال الطحاوي في عقيدته، عن
الصحابة، وحبهم دين وإيمانٌ، وحبهم دين وإيمانٌ وإسلام، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ
وطغيان، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيان، فبغض الصحابة من علامات النفاق، ومن
علامات خبث القلوب، والله تعالى أثنى على المؤمنين في دعائهم لمن سبقهم من
المؤمنين، وأنه ليس في قلوبهم غلٌّ لهم، قال الله تعالى: ﴿
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ ﴾(1) .
والله - سبحانه وتعالى- أخبر أن الفيء يكون لثلاث طوائف
من الناس، استدل بعض العلماء على كفر الروافض، بأن الله تعالى ذكر أن الفيء
وهو المال الذي يقسم للمؤمنين بعد القتال لثلاثة من الأصناف: للمهاجرين،
والأنصار، ومن تبعهم بإحسان يدعو لهم فقال: ﴿
مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ
السَّبِيلِ ﴾(2) ثم قال: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ ﴾(3) هذا الصنف الأول، ثم قال بعده: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ ﴾(4) وهم الأنصار، ثم قال: ﴿
وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ
لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ
فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ
رَحِيمٌ ﴾(1)
فجعل الفيء للمؤمنين، وجعلهم ثلاثة أصناف: المهاجرون، والأنصار، والذين
جاءوا من بعدهم يدعون لهم، ويسألون الله أن لا يجعل في قلوبنا غلا
للمؤمنين، والروافض في قلوبهم غل لهم فليسوا منهم، ليسوا لا من المهاجرين
ولا من الأنصار ولا من الذين يدعون لهم وليس في قلوبهم غل، بل في قلوبهم
غل، فدل على أنهم ليسوا من المسلمين.
وقد استنبط الإمام مالك -رحمه الله- كفر الروافض من هذه الآية، ومن آية الفتح: ﴿
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى
الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ
فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ
أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي
الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ
فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ
الْكُفَّارَ ﴾(5)
قال: أخذ من قوله ليغيظ بهم الكفار؛ ليغيظ الله بالصحابة من؟ الكفار، إذا
الصحابة، يغيظ الله بالصحابة أيش؟ الكفار، والروافض تغيظهم الصحابة، فدل
على أنهم كفار، الإمام مالك استنبط من هذا من الآية، قوله: ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾(5) +الصحابة، الصحابة الله قال: ليغيظ بهم الكفار، من الذي يغتاظ من الصحابة؟ الكفار.
والروافض تغيظهم الصحابة أو ما يغيظهم؟، فكانوا كفارا،
هذا استنباط الإمام مالك من الآية، استنبط الإمام مالك من هذه الآية كفر
الروافض، من قوله: ﴿ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ﴾(5) والمنافقون يغيظهم الصحابة؛ فهم كفار.
وكذلك آية الحشر، والله تعالى جعل الفيء لثلاثة أصناف من الناس، والروافض خارجون منهم، والصنف الثالث: يقولون من دعاءهم: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾(1)
والروافض في قلوبهم غلٌّ للصحابة، فدل على أنهم ليسوا منهم، ليسوا من
المؤمنين؛ ولهذا قال المؤلف -رحمه الله-: ومن انتقص أحدا من أصحاب رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- أو أبغضه، لحدث منه، أو ذكر مساوئه، كان مبتدعا،
ولا يبرأ من البدعة حتى يترحم عليهم جميعا ويكون قلبه سليما؛ إذا لا يجوز
سب الصحابة، ولا ذكر مساويهم، والواجب الترحم على الصحابة والترضي عنهم،
وستر والإمساك عما شجر بينهم من الخلاف والحروب، واعتقاد أن لهم من الحسنات
ما يغطي ما صدر عنهم من الهفوات، والحروب التي وقعت بينهم؛ فهم ما بين
مجتهد مصيب له أجران، وما بين مجتهد مخطئ له أجر، وهذا وجه الصواب.
والقتال المنهي عنه في الأحاديث كما سيأتي: « إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار »(6) هذا إذا كان قتال لهوى وعصبية، أما إذا كان قتال عن اجتهاد فهو داخل في قوله تعالى: ﴿
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي ﴾(7) وقال: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾(8)
سماهم إخوة وهم يتقاتلون؛ لأن القتال عن اجتهاد، ولهذا انضم أكثر الصحابة
إلى علي في قتال أهل الشام، ورأوا أنهم الفئة؛ فئة أهل الحق، وأن أهل
الشام بغاة، لكن لا يعلم أنهم بغاة: ﴿
وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا
بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا
الَّتِي تَبْغِي ﴾(7) فهم بغاة يجب عليهم أن يبايعوا، وليس لهم أن يمتنعوا لكنهم اجتهدوا، اجتهدوا فامتنعوا، مطالبة بدم عثمان، قال النبي لعمار: « تقتلك الفئة الباغية »(9)
وقد قتله جيش معاوية؛ فدل على أنهم الفئة الباغية، فعلي ومن معه مصيبون
لهم أجران: أجر الاجتهاد وأجر الصواب، ومعاوية ومن معه مخطئون، فليس لهم
أجر الصواب، ولهم أجر الاجتهاد.
وانضم أكثر الصحابة إلى علي، عملا بهذه الآية أمر: ﴿ فقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي ﴾(7)
وبعض الصحابة لم يتبين له الأمر، فاعتزل الفريقين؛ اشتبه عليه الأمر،
وخاف من الأحاديث التي فيها الأمر عدم الجلوس في الفتنة، عدم القتال في
الفتنة، وفيها أحاديث الأمر بكسر السيف في الفتنة، وقال: « ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي »(10)
من ذلك ابن عمر اعتزل الفريقين، وسلمة بن الأكوع اعتزل الفريقين وتزوج في
البادية، وقال: أذن لي النبي -صلى الله عليه وسلم- في البدو، وأسامة بن
زيد، وأبو بكرة، وجماعة اعتزلوا الفريقين.
لكن الصواب مع علي، جماهير الصحابة. .. .، الذين انضموا
إلى معاوية، هم أهل الصواب، الأدلة في هذا كثيرة، الأدلة في النهي عن
الكلام في الصحابة وانتقاصهم: من ذلك الإمام أحمد له كلام فيه في كتاب
السنة للخلال بسند صحيح أنه قال: « من انتقص أحدا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلا ينطوي إلا على برية، وله خبيئة سوء »(11) إذا قصد إلى خير الناس وهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حسبك.
من الأدلة قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه »(12)
حصل خلاف بين، هذا الحديث، قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لأنه حصل سوء
تفاهم بين صحابيين: بين عبد الرحمن بن عوف، وكان من السابقين الأولين،
وبين خالد بن الوليد، وكان ممن أسلموا بعد الحديبية، وقبل فتح مكة، الصحابة
درجات، السابقون الأولون: الذين أسلموا قبل صلح الحديبية، والصحابة بعدهم
المتوسطون في الدرجة المرتبة الثانية: الذين أسلموا بعد الحديبية وقبل فتح
مكة، والمرتبة الثالثة: الذين أسلموا بعد فتح مكة، ويقال لهم: الطلقاء،
ومنهم أبو سفيان، وابناه: معاوية ويزيد، هؤلاء خالد في المرتبة الثانية،
أسلم متى بعد الحديبية، وعبد الرحمن بن عوف من السابقين الأولين، من العشرة
المبشرين بالجنة، حصل سوء تفاهم بين أيش؟ بين عبد الرحمن بن عوف، وبين
خالد، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يخاطب خالدا، قال: « لا تسبوا -لخالد- أصحابي »(13) الذين تقدمت صحبتهم، يخاطب خالدا: « لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم - من الصحابة المتأخرين- أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه »(14)
هذا تفاوت بين من؟ بين الصحابة، لو أنفق خالد مثل أحد ذهب، وأنفق عبد
الرحمن ملء الكف مد أو نصف، لسبقه عبد الرحمن، لو أنفق خالد مثل أحد ذهب،
وأنفق عبد الرحمن ملء الكف مد أو نصف مد، سبقه عبد الرحمن، لماذا؟ لسبق
الصحابي.
هذا يتفاوت بين الصحابة، فكيف بين الصحابة وبمن بعدهم من التابعين؟ « لا تسبوا أصحابي »(15) لا تسبوا أصحابي الذين تقدمت صحبتهم، يا من تأخرت صحبتهم: « فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه »(16)
فالمسلم عليه أن يتبرأ من طريقة النواصب والخوارج، أهل السنة يتبرءون من
طريقة النواصب والخوارج، فالنواصب: الذين ينصبون العداوة لأهل البيت: علي
وفاطمة والحسن والحسين، الخوارج يؤذونهم، والروافض: الذين يعبدون أهل البيت
ويكفرون الصحابة، كل هؤلاء ضلال، وهؤلاء ضلال، والحق وسط؛ أهل السنة
والجماعة يترضون عن الصحابة، ويوالون أهل البيت، لكن لا يعبدونهم كما تفعل
الروافض، لا يعبدونهم ولكن ينزلونهم منزلتهم، التي دلت عليها النصوص، لا
بالهوى والعصبية، بل بالعدل والإنصاف، أهل السنة يترضون عن الصحابة،
ويوالون الصحابة، ويوالون أهل البيت، وينزلونهم منازلهم بالعدل والإنصاف لا
بالهوى والتعصب، والروافض يكفرون الصحابة، ويقولون: إنهم ارتدوا بعد النبي
-عليه الصلاة والسلام- وكفروا، طيب إذا كفروا كيف الآن يوثق بدين نقله
الكفرة؟ كيف كيف نثق بدين نقله الكفرة؟ من الذي نقل إلينا الشريعة؛ الكتاب
والسنة أليس الصحابة؟ إذا كانوا كفروا كيف يوثق بدين نقله الكفرة؟.
ولهذا قال:+ شاهدانا الكتاب والسنة، وهؤلاء يريدون أن
يجرحوا الشهود حتى يبطل المشهود له وهو الكتاب والسنة، يريدون إبطال الدين،
كيف يسبون الصحابة هم الشهود اللي نقلوا نقلوا الشريعة إلينا؛ فمن طعن
فيهم فقد طعن في الإسلام، طعن في الدين، من طعن في الصحابة يريد هدم الدين.
ولهذا روي عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه قال: " من سب
الشيخين أو كفر الشيخين فإنه كافر، أبي بكر وعمر، وكذلك الخلفاء الأربعة،
ومن سب الواحد هذا يكون فاسقا عاصيا، ومن كفرهم فقد كذب الله، ومن كذب الله
كفر؛ لأن الله زكاهم، وعدلهم، ووعدهم الجنة: ﴿ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾(17) ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾(5) « لا يلج النار أحد بايع تحت الشجرة »(18) ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾(19) من كفرهم فقد كذب الله، ومن كذب الله فقد كفر.
ومن سبهم فهذا فيه تفصيل، من سب الواحد منهم إن كان سبه
لدينه كفر، وإن سبه للغيظ والغضب، فقد فسق، فأهل السنة والجماعة يتبرءون من
طريقة الروافض والخوارج، يبرءون إلى الله من طريقة الروافض الذين يكفرون
الصحابة ويعبدون آل البيت، ومن طريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت
وينصبون لهم العداوة، يوالونهم جميعا ويترضون عنهم، وينزلونهم منزلتهم التي
أنزلهم الله بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب.
طيب الحروب والخلافات التي حصلت بين الصحابة، موقف أهل
السنة الترضي عنهم، والإمساك عن الخلافات التي شجرت بينهم، وعدم إشاعتها،
وعدم ذكرها؛ لأن إشاعتها توجد أيش؟ توجد في القلوب حزازات على الصحابة، وما
صدر عنهم من الخلاف والوفاق+، كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في العقيدة
الواسطية: النقول التي تنقل عنهم؛ منها ما هو كذب لا أساس له من الصحة،
ومنها ما له أصل لكن زيد فيه ونقص وغير عن وجهه، ومنها ما هو صحيح،
والصحيح: هم من فيهم ما بين مجتهد مصيب له أجران، وما بين مخطئ له أجر
واحد، والذنوب المحققة التي تصدر منهم، ليسوا معصومين الصحابة؛ بل قد يقع
من الواحد منهم كبيرة، لكن إذا وقعت الكبيرة فهو إما أن يوفق للتوبة التي
يمحو الله بها الذنب، أو يوفق لمصائب يكفر الله بها ذنبه، أو لحسنة ماحية،
أو لشفاعة يشفع فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين هم أولى الناس
بشفاعته هذه الذنوب المحققة.
شيخ الإسلام -رحمه الله- له كلام في العقيدة الواسطية
ينبغي للمسلم أن يحفظ هذه العقيدة، يحفظها ويعتني بها؛ فتمثل معتقد أهل
السنة والجماعة عقيدة مختصرة هذه العقيدة الواسطية، يقول فيها: ويتبرءون
-يعني أهل السنة والجماعة- من طريقة الروافض الذين يبغضون الصحابة
ويسبونهم، وطريقة النواصب الذين يؤذون أهل البيت بقول أو عمل، ويمسكون عما
شجر بين الصحابة، عما شجر -يعني الخلافات - ويمسكون عما شجر بين الصحابة،
ويقولون: إن هذه الآثار المروية في مساوئهم منها ما هو كذب، هذا واحد، لا
أساس له من الصحة، ومنها ما قد زيد فيه ونقص وغير عن وجهه، والصحيح منه هم
فيه معذورون، إما مجتهدون مصيبون، وإما مجتهدون مخطئون، وهم مع ذلك لا
يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل يجوز
عليهم الذنوب في الجملة، ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر
منهم إن صدر؛ لهم من السوابق والفضائل والجهاد مع النبي -صلى الله عليه
وسلم- ونشر الإسلام، وتعليم الناس ما يغطي ما صدر عنهم من هفوات؛ ولذلك لا
يجوز نشر أقوال +.
وينبغي للمسلم أن يقرأ في الكتب التي فيها كتب أهل السنة
والجماعة مثل: " كتاب العواصم من القواصم " كتاب جيد لابن العربي، " مختصر
السيرة " للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- و " مختصر
السيرة" لابنه عبد الله، هذه كتب جيدة.
أما الكتب التي، وكذلك الأشرطة التي تنشر فيها ما يسب
الصحابة، مثل: أشرطة طارق السويدان، فيها يذكر مساوئ للصحابة، ويمتلئ القلب
فيها ومن حزازات على الصحابة، هذا لا ينبغي نشرها، وقد حُذِّر هذا، وحذرنا
قديما، وحذَّرَ منه سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- وغيره، لكن
طارق السويدان له بعض الأشرطة فيها كلام طيب وفيها بعض الملحوظات؛ لكن
أشرطة الصحابة بالذات هذه لا ينبغي سماعها، بل ينبغي إتلافها ومحوها،
والتسهيل عليها حتى لا تنتشر، وينتشر كلام الصحابة؛ ما هو من مساوئ
الصحابة؛ لأن هذا خلاف معتقد أهل السنة والجماعة.
فعليه أن يستغفر ربه، وعليه أن يرجع عما قال عن الصحابة،
وأن يعتقد ما يعتقده أهل السنة والجماعة، ويسلك مسلكهم، وليس له أن ينشر
هذه الأشرطة التي فيها ذكر مساوئ الصحابة، وفق الله الجميع لطاعته، وصلى
الله على محمد وآله وصحبه.
|
|
(2) سورة الحشر (سورة رقم: 59)؛ آية رقم:7
(3) سورة الحشر (سورة رقم: 59)؛ آية رقم:8
(4) سورة الحشر (سورة رقم: 59)؛ آية رقم:9
(5) سورة الفتح (سورة رقم: 48)؛ آية رقم:29
(6) البخاري : الإيمان (31) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2888) , والنسائي : تحريم الدم (4122) , وأبو داود : الفتن والملاحم (4268) , وابن ماجه : الفتن (3965) , وأحمد (5/51).
(7) سورة الحجرات (سورة رقم: 49)؛ آية رقم:9
(8) سورة الحجرات (سورة رقم: 49)؛ آية رقم:10
(9) مسلم : الفتن وأشراط الساعة (2916) , وأحمد (6/300).
(10) الترمذي : الفتن (2194) , وأحمد (1/168).
(11)
(12) البخاري : المناقب (3673) , ومسلم : فضائل الصحابة (2541) , والترمذي : المناقب (3861) , وأبو داود : السنة (4658) , وابن ماجه : المقدمة (161) , وأحمد (3/54).
(13) البخاري : المناقب (3673) , ومسلم : فضائل الصحابة (2541) , والترمذي : المناقب (3861) , وأبو داود : السنة (4658) , وابن ماجه : المقدمة (161) , وأحمد (3/54).
(14) البخاري : المناقب (3673) , ومسلم : فضائل الصحابة (2541) , والترمذي : المناقب (3861) , وأبو داود : السنة (4658) , وابن ماجه : المقدمة (161) , وأحمد (3/54).
(15) البخاري : المناقب (3673) , ومسلم : فضائل الصحابة (2541) , والترمذي : المناقب (3861) , وأبو داود : السنة (4658) , وابن ماجه : المقدمة (161) , وأحمد (3/11).
(16) البخاري : المناقب (3673) , ومسلم : فضائل الصحابة (2541) , والترمذي : المناقب (3861) , وأبو داود : السنة (4658) , وابن ماجه : المقدمة (161) , وأحمد (3/54).
(17) سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:95
(18) الترمذي : المناقب (3860).
(19) سورة الفتح (سورة رقم: 48)؛ آية رقم:18
= هنا =
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق