المجلس
السادس والعشرون
شرح
حلية طالب العلم
القناعة والزهادة
التَّحَلي بِالقَّناعَةِ وَالزَّهادَة،
وَحَقيقَةُ الزّهُدْ الزُّهْد بِالحَرامِ،وَالابْتِعادِ عَنِ حِماه؛ بِالكَفِّ عَن الْمُشْتَبَهاتِ
وَعَنِ التَّطَلُّعِ إِلى مافي أَيْدي النّاس
الشرح
القناعة: هي الرضا بما أعطى الله.
وقال السيوطي: القناعة: الرضا بما دون
الكفاية، وترك التشوُّف إلى المفقود، والاستغناء بالموجود.
التحلي
بالقناعة من أهم خصال طالب العلم، يعني أن يقتنع بما آتاه
الله عز وجل ولا يطلب أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجده يريد أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، فيتكلف
النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله من الديون، وهذا خطا؛
لكن عليك بالقناعة فهي خير زاد للمسلم
-7 التَّحَلِّي
برَوْنَقِ العِلْمِ
التَّحَلِّي
برَوْنَقِ العِلْمِ :
التَّحَلِّي بـ " رَوْنَقِ العِلْمِ " حُسْنِ السمْتِ ، والْهَدْيِ الصالحِ ، من دَوامِ السكينةِ والوَقارِ والخشوعِ والتواضُعِ ولزومِ الْمَحَجَّةِ بعِمارةِ الظاهِرِ والباطنِ والتَّخَلِّي عن نواقِضِها .
التَّحَلِّي بـ " رَوْنَقِ العِلْمِ " حُسْنِ السمْتِ ، والْهَدْيِ الصالحِ ، من دَوامِ السكينةِ والوَقارِ والخشوعِ والتواضُعِ ولزومِ الْمَحَجَّةِ بعِمارةِ الظاهِرِ والباطنِ والتَّخَلِّي عن نواقِضِها .
وعن ابنِ سيرينَ رَحِمَه اللهُ تعالى قالَ : كَانُوا يَتَعَلَّمُون الْهَدْيَ كما يَتَعَلَّمُون العِلْمَ وعن رجاءِ بنِ حَيْوَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى أنه قالَ لرَجُلٍ "حَدِّثْنَا ، ولا تُحَدِّثْنا عن مُتَمَاوِتٍ ولا طَعَّانٍ " رواهما الخطيبُ في ( الجامِعِ ) وقالَ : يَجِبُ على طالبِ الحديثِ أن يَتَجَنَّبَ : اللعِبَ ، والعَبَثَ ،والتبَذُّلَ في المجالِسِ بالسُّخْفِ والضحِكِ والقَهْقَهَةِ وكثرةِالتنادُرِ وإدمانِ الْمِزاحِ والإكثارِ منه ، فإنما يُستجازُ من الْمِزاحِ بيَسيرِه ونادِرِه وطَريفِه والذي لا يَخْرُجُ عن حدِّ الأَدَبِ وطَريقةِ العلمِ ، فأمَّا متَّصِلُه وفاحِشُه وسخيفُه وما أَوْغَرَ منه الصدورَوجَلَبَ الشرَّ فإنه مَذمومٌ وكثرةُ الْمِزاحِ والضحِكِ يَضَعُ من القدْرِويُزيلُ الْمُروءةَ ) اهـ .
"كُن ورِعًا تكُن أعبدَ النَّاسِ ، وكُن قنِعًا تكُن أشكرَ النَّاسِ ، وأحبَّ للنَّاسِ ما تحبُّ لنفسِكَ تكنْ مؤمنًا ، وأحسِنْ مجاورَةَ مَن جاوَركَ تكنْ مُسلمًا ، وأقِلَّ الضحِكَ ؛ فإنَّ كَثرةَ الضَّحِكِ تميتُ القَلبَ ."الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني -المصدر : صحيح الترغيب -الصفحة أو الرقم- 1741 خلاصة حكم المحدث : صحيح لغيره =الدرر=
- عَنْ مَحْمُودِ بنِ الرَّبِيعِ، قالَ: عَقَلْتُ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَجَّةً مَجَّها في وجْهِي وأنا ابنُ خَمْسِ سِنِينَ مِن دَلْوٍ.
الراوي : محمود بن الربيع الأنصاري - المحدث
: البخاري - المصدر
: صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم- 77 خلاصة حكم المحدث : صحيح = الدرر=
إنْ كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيُخَالِطُنَا، حتَّى يَقُولَ لأخٍ لي صَغِيرٍ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ.الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري -المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم- 6129: خلاصة حكم المحدث : صحيح – الدرر -
- كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكانَ لي أَخٌ يُقَالُ له: أَبُو عُمَيْرٍ، قالَ: أَحْسِبُهُ، قالَ: كانَ فَطِيمًا، قالَ: فَكانَ إذَا جَاءَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَآهُ، قالَ: أَبَا عُمَيْرٍ ما فَعَلَ النُّغَيْرُ قالَ: فَكانَ يَلْعَبُ بهِ.الراوي : أنس بن مالك - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم- 2150 خلاصة حكم المحدث : صحيح – الدرر -
«يا أبا عُمَير، ما فعَل النُّغَيْر؟» والنُّغَير: تَصغيرُ
النُّغَرِ، وهو طائِرصغيرٌ، قِيل: هو الصَّعْوُ، وقد سألَه عنه لَمَّا بلَغه حُزنُ
الصَّغيرِ على موتِ هذا الطائِرِ.
تابع المتن :
وقد قيلَ "
مَنْ أَكْثَرَ مِن شيءٍ عُرِفَ
به " فتَجَنَّبْ هاتِيكَ السقَطَاتِ في مُجالَسَتِكَ ومُحادَثَتِك .وبعضُ مَن يَجْهَلُ يَظُنُّ أنَّ التبَسُّطَ في هذا أَرْيَحِيَّةٌ .
وعن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ " جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه " وفي كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في القَضاءِ "وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ."وانْظُرْ شَرْحَه لابنِ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى . ا.هـ المتن
وعن الأَحْنَفِ بنِ قَيْسٍ قالَ " جَنِّبُوا مَجالِسَنَا ذِكْرَ النساءِ والطعامِ ، إني أَبْغَضُ الرجلَ يكونُ وَصَّافًا لفَرْجِه وبَطْنِه " وفي كتابِ المحدَّثِ الملْهَمِ أميرِ المؤمنينَ عمرَ بنِ الخطَّابِ رَضِي اللهُ عَنْهُ في القَضاءِ "وَمَن تَزَيَّنَ بما ليس فيه ، شانَه اللهُ."وانْظُرْ شَرْحَه لابنِ القَيِّمِ رَحِمَه اللهُ تعالى . ا.هـ المتن
الشيخ العثيمين:
الله المستعان ,
صحيح , لأن هذا يشغل عن طلب العلم , مثل أن يقول أكلت البارحة أكلا حتى ملأت البطن
, وما أشبه ذلك , من الأشياء التي لا داعي لها , أو يتكلم بما يتعلق بالنساء .
أما أن يكون الرجل مع أهله ثم يصبح يحدث الناس بما فعل , فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل .
أما أن يكون الرجل مع أهله ثم يصبح يحدث الناس بما فعل , فإن هذا من أشر الناس منزلة عند الله عز وجل .
يقول رحمه الله :
وفي كتاب المحدث الملهم .
المحدَّث : يعني به عمر بن الخطاب رضي الله عنه , لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "إن يكن فيكم محدثون فعمر"
والمراد الملهم : الذي يلهمه الله عز وجل . وكأنه يُحدَّث بالوحي .
المحدَّث : يعني به عمر بن الخطاب رضي الله عنه , لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال "إن يكن فيكم محدثون فعمر"
والمراد الملهم : الذي يلهمه الله عز وجل . وكأنه يُحدَّث بالوحي .
*فكثير من الناس قد
يتمازحون، لكن التمازح أنواع:
فهناك مزاح لطيف يدخل السرور
على قلب الإنسان ويحترم فيه الأخ أخاه، وهناك نوع آخر من المزاح يسيء فيه إلى الآخرين، ويكون فيه تبذل وسخف،
ويكون فيه قلة أدب، ويكون فيه إساءة إلى الشخص نفسه، ولهذا كم من مزاح انتهى
-والعياذ بالله- إلى مشكلات بين الإخوان والأصدقاء،
فقد يكون المزاح في بعض الأحيان بالتعيير: إما بالقبائل، أو المناطق، أو بالأشكال، أو الأنساب أو بأي أمر من الأمور.
ولا شك أن لأهل العلم
وطلاب العلم أخلاقيات خاصة من حيث الأدب، وحسن السمت مع الآخرين، والبعد عن جرح
مشاعرهم، ولهذا فكثير من الناس قد يخرجون في سفر واحد مجموعة فيرجعون أفرادًا،
يعني: يخرجون خمسة أشخاص أو عشرة أشخاص ثم يرجعون وكل واحد لوحده، أو كل اثنين مع
بعض، والسبب أنه لا يحترم بعضهم بعضًا، ولا يقدر بضعهم بعضًا، أو يتجاوزون فيما
بينهم فيما يتعلق بالمزاح حتى يصل إلى القطيعة والفرقة والعياذ بالله.
ولهذا على
الإنسان أن يحرص غاية الحرص على أن يتحلى برونق العلم، وأن يبتعد عن إحراج إخوانه،
فبعض الأحيان قد يتكلم إنسان بكلام، ويكون في كلامه مدخل لإحراجه، فهنا يتميز
المتحلي برونق العلم من الشخص الآخر السخيف الذي لا يهمه، فالمتحلي برونق العلم
يبتعد عن إحراجه ويبتعد عن إزعاجه، وأما الإنسان الذي ليس فيه شيء من هذه الآداب
فإنه سيحرجه، وربما تنقلب مثل هذه الإحراجات إلى سفه وتبذل في النطق ونحو ذلك، هذا
من جهة.
ومن جهة أخرى: بعض الأحيان قد يحصل بين الإخوة اختلاف مثلاً في وجهات النظر،
فيغضب أحدهم لرأيه، وهنا يبرز رونق العلم وأدب العلم، فإن الإنسان حتى ولو غضب
لرأيه فلابد أن يضبط نفسه، وأن يستجيب للدعاء المشهور: اللهم إني أسألك قول كلمة
الحق في الرضا والغضب، وبعض الناس يكون وضعه مختلفًا إذا كان راضيًا فتجد أنه من
أحسن الناس أدبًا، ومن أحسن الناس ابتسامة، فإذا غضب انقلب تمامًا وأصبح شخصًا آخر،
فيكون ممن إذا خاصم فجر، وإذا تكلم كذب، وإذا نطق أسف في النطق ونحو ذلك، وهذا لا
شك أنه ليس من أخلاق وآداب طالب العلم، وإنما ينبغي لطالب العلم في أسوأ الحالات
التي تمر عليه أن يضبط نفسه، وأن يتحلى بالآداب وحسن الأخلاق في التعامل مع إخوانه
جميعًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق