الجمعة، 19 يوليو 2019

07-شرح أصول السنة للإمام أحمد

 

القرآن كلام الله وليس بمخلوق


والقرآن كلام الله وليس بمخلوق ولا يضعف أن يقول: ليس بمخلوق، فإن كلام الله ليس ببائن منه وليس منه شيء مخلوق .


نعم، يقول المؤلف -رحمه الله-: "والقرآن كلام الله" القرآن كلام الله، وليس بمخلوق، يعني: القرآن كلام الله لفظه ومعناه، لفظه ومعناه، حروفه ومعانيه، هو كلام الله كما دلت على ذلك النصوص، وكما أقر ذلك أهل السنة والجماعة أن كلام الله يشمل اللفظ والمعنى، والله تعالى تكلم بكلام بحرف وصوت يسمع، فلا بد من الإيمان بأن كلام الله حرف وصوت، لفظ ومعنى، هذا عقيدة أهل السنة والجماعة بدلالة النصوص، فيجب أن يقول المسلم أن القرآن كي يؤمن بأن القرآن كلام الله وأن يقول: ليس بمخلوق، كلام الله: اللفظ والمعاني والحروف والمعاني، وكلام الله بصوت يسمع، كلام الله نوعان:
مسموع من الله بواسطة كما سمع الصحابة كلام الله بواسطة النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما يسمع كلام الله بواسطة قراءة القارئ.
والنوع الثاني: كلام بلا واسطة كما سمع جبرائيل من الله، وكما سمع موسى كلام الله بدون واسطة، وكما سمع نبينا -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج كلام الله بدون واسطة، وكما يكلم الله الناس يوم القيامة يسمعون كلامه بلا واسطة، وكما سمع يكلم آدم يوم القيامة فيقول الله: "يا آدم" في الحديث يقول الله تعالى يوم القيامة: يا آدم يسمعه بالصوت، في الحديث: « إن الله ينادي الخلائق بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب »(1) وهذا هو الصوت المسموع من كلام الله، هذا يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، بخلاف صوت المخلوق فإن القريب يسمعه أكثر من البعيد.
أما الصوت المسموع من كلام الله فإن البعيد والقريب يسمعونه على حد سواء، يسمعه من بعد، كما يسمعه من قرب، ينادي الله يا آدم يقول الله تعالى: "يا آدم" كما ثبت في الصحيح « ينادي الله "يا آدم" فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث النار، فيقول: يا رب من كم؟ فيقول: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار وواحد إلى الجنة »(2) .
فالقرآن كلام الله لفظه ومعناه، يقول المؤلف الإمام -رحمه الله-: ولا يضعف أن يقول: ليس بمخلوق لا تضعف كن قويا نشيطا في معتقدك وفي إعلانك وإظهارك معتقد أهل السنة والجماعة كن نشيطا لا تكن ضعيفا، لا تضعف أن تقول: ليس بمخلوق، لا تضعف أمام أهل البدع، قال: فإن كلام الله ليس ببائن منه وليس بمخلوق، كلام الله ليس ببائن منه، يعني: لم يفارقه وينتقل منه إلى غيره، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
ولهذا قال الإمام الحافظ أبو داود الطيالسي: القرآن كلام الله ليس ببائن منه، وقال شيخ الإسلام -رحمه الله-: إن قول السلف كلام الله منه بدا وإليه يعود، منه بدا: لم يريدوا به أنه فارق ذاته وحل في غيره، فإن كلام المخلوق بل وسائر صفاته لا تفارقه وتنتقل إلى غيره، فكيف يجوز أن تفارق ذات الله كلامه أو غيره من صفاته.
قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد -رحمه الله-: سمعت أبي يقول مرة: وسئل عن القرآن قال: كلام الله -عز وجل- ليس بمخلوق ولا تخاصموا ولا تجادلوا من يخاصم، إذن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ولا يضعف الإنسان أن يقول ليس بمخلوق، فإن كلام الله ليس ببائن منه، يعني ليس بمنتقل عنه، وليس منه شيء مخلوق ليس من الله شيء مخلوق، كلام الله صفة من صفاته، والله تعالى بذاته وأسمائه وصفاته هو الخالق وغيره مخلوق.
قال الله تعالى: ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾(3) فالله بذاته وأسمائه وصفاته هو الخالق، وما عداه مخلوق، أما أهل البدع فاختلفوا في كلام الله، كما قال الإمام أحمد: أهل البدع مخالفون في الكتاب، كما قال الإمام أحمد -رحمه الله- قال: إنهم مختلفون في الكتاب مخالفون في الكتاب، متفقون على مخالفة الكتاب، القرآن كلام الله لفظه ومعناه حروفه بصوت يسمع.
أما المعتزلة فقالوا: كلام الله مخلوق لفظه ومعناه، قالوا إن القرآن مخلوق كلام الله مخلوق لفظه ومعناه، وقالوا: إن الله تعالى لما كلم موسى وقال: لما قال -سبحانه وتعالى- ونادى: ﴿ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾(4) ﴿ فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾(5) قالوا: إن الله خلق الكلام في الشجرة، فنادت موسى فالشجرة هي التي قالت: يا موسى إني أنا الله رب العالمين المعتزلة، وهذا من أبطل الباطل، إن الشجرة تقول: إني أنا الله رب العالمين فالمعتزلة تقول كلام الله مخلوق لفظه ومعناه، كلام الله والقرآن مخلوق تعالى الله عما يقولون وكذلك الجهمية.
وأما الأشاعرة فهم مذبذبون أيضا أخذوا نصف مذهب أهل السنة ونصف مذهب الأشاعرة مذبذبون كما قال العلماء: خناثى كالخنثى لا أنثى ولا ذكر، الأشاعرة ماذا قالوا عن الكلام؟ قالوا: كلام الله نصفان نصف مخلوق ونصف غير مخلوق، اللفظ مخلوق والمعنى غير مخلوق، فصار مذهبهم مكونا من نصف مذهب أهل السنة، ومن نصف مذهب المعتزلة، المعتزلة يقولون الكلام مخلوق اللفظ والمعنى، والأشاعرة قالوا: اللفظ مخلوق والمعنى غير مخلوق فالمعنى وافقوا فيه أهل السنة، واللفظ وافقوا فيه المعتزلة، فصاروا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فصاروا خنثى، لا ذكر ولا أنثى، الأشاعرة يقولون الكلام من حيث هو اسم للمعنى، وأما اللفظ والحروف والأصوات ليست من الكلام كيف ليست من الكلام؟ قالوا: هي دليل على الكلام، الكلام معنى قائم بالنفس لا يسمع ليس بحرف ولا صوت، ويستدلون ببيت منسوب للأخطل النصراني:

جعل اللسـان على الفـؤاد دليـلا

بيت مصنوع لا يدرك من قائله، منسوب للأخطل، أولا: هذا البيت مصنوع لا يعرف، أين دليلكم من الكتاب والسنة؟ تعتمدون على كلام مصنوع، منسوب للأخطل، والأخطل لو سلمنا أنه قاله -الأخطل- أولا: مصنوع. ثانيا: سلمنا أنه قاله الأخطل فالأخطل لو سلمنا فالمقصود: إن الكلام لفي الفؤاد يعني: الكلام الذي يعده الإنسان ويهيئه هو الكلام الذي يهيئه في كلامه قبل أن يتكلم به يزنه بعقله قبل أن ينطق به، وليس المقصود إن اللفظ ليس من الكلام، ولو سلمنا جدلا أنه مقصوده اللفظ فهذا قول نصراني ولا يحتج به.
والنصارى ضلوا في معنى الكلام، النصارى ضلوا في معنى الكلام فقالوا: إن عيسى نفس الكلمة جزء من الله، وليس هو الكلمة، قالوا عيسى كلمة الله يعني: عيسى هو الكلمة يقولون: هو كلمة الله يعني عيسى هو الكلمة، والكلام صفة من صفات الله، فجعلوا عيسى جزء من الله، والمسلمون يقولون عيسى مخلوق بالكلمة، وليس هو الكلمة، خلقه الله ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾(6) عيسى مخلوق بالكلمة وليس هو الكلمة، والنصارى يقولون: عيسى هو الكلمة فهو جزء من الله تعالى الله عما يقولون، النصارى ضلوا في معنى الكلام كيف يستدل بقول نصراني ضل في معنى الكلام على معنى الكلام؟ هذا ما يمكن! كيف يستدل بقول نصراني ضل في معنى الكلام على معنى الكلام هو ضل في معنى الكلام هذه المسألة منازع فيها في محل نزاع تستدل بقول نصراني! النصارى ضلوا في معنى الكلام، أفيستدل بقول نصراني قد ضل في معنى الكلام على معنى الكلام، ويترك ما يعرف من معنى الكلام من كلام الله وكلام رسوله، وكلام أهل اللغة.
فالأشاعرة قالوا: الكلام هو اسم للمعنى، أما اللفظ ليس بكلام دليل على الكلام، ولهذا قالوا القرآن ما هو؟ القرآن معنى قائم بنفس الرب لم يتكلم الرب بحرف ولا صوت، ولم يسمع منه أي كلمة، جعلوا الرب أبكم ما يتكلم نعوذ بالله، كيف جعل هذا القرآن إذا كان الرب لا يتكلم؟ قالوا: الله اضطر جبريل اضطرارا ففهم المعنى القائم بنفسه فعبر بهذا القرآن، فالقرآن عبارة عبر به جبريل، عبر به عن المعنى القائم بالرب كأنه أبكم -نعوذ بالله- مثل ما تعبر عن الأبكم يأتي بحركات ثم تعبر وتقول هذا كلام الأبكم تعالى الله عما يقولون، قالوا: الرب لا يتكلم؛ لأنه لو تكلم بحرف وصوت لصار محلا للحوادث بزعمهم، والرب منزه عن الحوادث الحرف حادث والصوت حادث والرب ليس محلا للحوادث؛ ففرارا من ذلك قالوا: ما الكلام ليس بحرف ولا صوت، معنى قائم بنفسه اضطر الله جبريل ففهم المعنى القائم فعبر بهذا القرآن فالقرآن عبارة عبر به جبريل.
وقالت طائفة أخرى من الأشاعرة: الذي عبر به محمد ليس جبريل -عليه الصلاة والسلام- وقالت طائفة ثالثة من الأشاعرة: جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ، ولم يتكلم الله بكلمة واحدة هذا طرف من الأشاعرة، وهم يقولون إن القرآن ليس هو كلام الله مجازا، يسمى ما في المصحف يسمى كلام الله مجازا ليس حقيقة، لماذا مجازا؟ قالوا: لأنه تأدى به كلام الله، فهم يقولون القرآن كلام الله يعني مجازا، لكن عند التحقيق والمناقشة يقولون: لا، نحن نقول كلام الله؛ لأنه تأدى به كلام الله تأدى بهذا القرآن المعاني تأدت بهذه الحروف والألفاظ وإلا فلا فلم يتكلم إلا بهذه الألفاظ.
المصحف ما فيه كلام الله، ما فيه كلام الله لكن تأدى به كلام الله، حتى إن بعضهم يهون من كون المصحف يرمى أو كذا، لا يبالي، يقول: القرآن ليس فيه كلام الله والعياذ بالله حتى إن بعض الأشاعرة غلا في هذا وقال: لا يبالي باحترام القرآن، المصحف لأنه ما فيه كلام الله إنما تأدى به كلام الله، وهذا من أبطل الباطل، فليحذر المسلم من هذا.
وبعضهم قال: كلام الله الحروف، يعني المعتزلة غلوا في الألفاظ، المعتزلة قالوا: الكلام اللفظ والمعنى، والأشاعرة قالوا: الكلام المعنى، وأبو المعالي الجويني قال: الكلام الحروف الألفاظ وهذا باطل؛ ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله- في العقيدة الواسطية: والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه، ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف، هذا مجمل من عقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن، القرآن كلام الله حروفه ومعانيه، ليس كلام الله الحروف دون المعاني كما يقوله أبو المعالي الجويني، وليس كلام الله المعاني دون الحروف كما يقوله الأشاعرة.
والقرآن صفة من صفاته لفظه ومعناه وليس مخلوقا كما تقوله المعتزلة، الكلام اسم للفظ والمعنى في اللغة العربية اسم للفظ والمعنى، فإطلاق الكلام على المعنى إطلاقه على جزء من المعنى، وإطلاقه على اللفظ إطلاقه على جزء معناه, وإطلاقه على اللفظ والمعنى إطلاق على جميع مسماه مثل الإنسان مسمى الإنسان: اسم للروح والجسد، فإطلاق الإنسان على الروح إطلاق على جزء من معناه، وإطلاقه على الجسد إطلاق على جزء من معناه، وإطلاقه على الروح والجسد إطلاق على كل معناه، فالإنسان اسم للروح والجسد، والكلام اسم للفظ والمعنى هذا هو الحقيقة. نقف على هذا وفق الله الجميع لطاعته وصلى الله على محمد وآله وصحبه، والآن يأتي دور الأسئلة.
أحسن الله إليكم هذا يسأل يقول: القدرية ينكرون علم الله فهل يلزم من ذلك أنهم ينكرون أن الله خلق أفعال العباد؟
لا القدرية المتوسطون، وهم القدرية المجوسية، يقولون: إن الله خلق كل شيء إلا أفعال العباد، فالعباد هم الذين خلقوها، هم يقولون: إن الله خلق الإنسان وأعطاه القوة؛ لكن الإنسان هو الذي خلق فعله خيرا أو شرا طاعة أو معصية، فرارا من القول بأن الله خلق المعاصي وعذب عليها حتى لا يكون ظالما.
يقولون: هم يعترفون بأن الله خلق الإنسان وأعطاه القوة، لكن يقولون: هو الذي خلق فعله؛ ولهذا يوجبون على الله أن يثيب المطيع؛ لأنهم عندهم أصل من أصولهم إنفاذ الوعيد، يوجبون على الله أن يثيب المطيع، وأن يعاقب العاصي؛ لأنه هو الذي خلق فعله، فيجب على الله أن يثيب المطيع، كما يستحق الثواب على الله كما يستحق الأجير أجرته, ويجب عليه أن ينفذ الوعيد في العاصي وليس له أن يعفو عنه هكذا، هكذا هم المعتزلة، لأنه هو الذي خلق فعله، خلق فعله يستحق الأجر يجب أن يعطى أجره، هكذا يوجبون على الله، ويجب أن يعاقب العاصي، وليس له أن يعفو عنه تعالى الله عما يقولون، نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل قال المؤلف -رحمه الله-: وليس في السنة قياس، أليس قياس الأولى من القياس العقلي وقد أثبته المحققون في صفات الله؟
بلى القياس ليس في السنة قياس لا يستند إلى نص قياس في العقول يعني لا يقيس الإنسان بعقله، أما قياس الأولى أنا بينت هذا في أثناء هذا، قلت: إن القياس الشرعي لا يكون فيه هذا لأنه مستند إلى الشرع، المراد القياس المستند إلى العقل المجرد نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل: ما معنى قول المؤلف: ترك الجلوس مع أهل الأهواء؟
يعني: ترك الجلوس مع أهل البدع، أهل الأهواء هم أهل البدع، أن لا تجالس أهل البدع؛ لأنهم يضرونك يشبهون عليك يلبسون عليك، قد يلبسون عليك ويوردون عليك شبهة، ولا تستطيع ردها، ولهذا كما سمع من بعض السلف لما قال له بعض أهل البدع كما مر أيوب السختياني، قالوا كلمه كلمة، قال: ولا نصف كلمة، ولا نصف كلمة ما يريد أن يتكلم مع أهل البدع قد تكون هذه الكلمة اللي يكلمه فيها شبهة، فتتمكن من نفسه ولا يستطيع ردها، فلا تجالس أهل الأهواء، أهل الأهواء أهل البدع نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل: يجب علينا أن نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشره من الله فكيف تفسر قول الله -عز وجل-: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾(7) ؟
أحسن الله إليك، يقول السائل هل الأشعري معتزلي والعكس؟
لأ، الأشعري له مذهب والمعتزلي له مذهب، مذهب المعتزلة ينكرون جميع الصفات، ولا يثبتون إلا الأسماء، يقولون: مذهبهم أن إثبات أسماء الله لكن بدون معاني، والرحمن بدون رحمة، عليم بلا علم، قدير بلا قدرة، سميع بلا سمع، بصير بلا بصر.
وأما الأشاعرة، فهم يثبتون الأسماء ويثبتون سبع صفات: الحياة، والكلام، والبصر، والسمع والعلم والقدرة والإرادة، والباقي يؤولونه، ومنهم من يثبت عشرين صفة، ومنهم من يثبت أربعين لكن المشهور عنهم سبع صفات الحياة والكلام، والبصر، والسمع والعلم والقدرة والإرادة، هذا في الصفات.
وفي القدر الأشعرية جبرية، والمعتزلة قدرية، نعم، فتجد يقال: الأشاعرة ينكرون الأسماء مثل الجهمية، وأما المعتزلة فهم يعتمدون على الأسباب ضد الأشعرية، نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل: من الذي قال إن الكلام هو حروف وألفاظ؟
حروف وألفاظ ومعاني أهل السنة والجماعة، يقولون: الكلام حروف وألفاظ ومعاني، الحروف والألفاظ واحد، حروف ومعاني شيخ الإسلام يقول في العقيدة الواسطية وكلام الله، والقرآن كلام الله حروفه ومعانيه، الحروف: هي الألفاظ ليس كلام الله الحروف دون المعاني كما يقوله أبو المعالي الجويني، ولا المعاني دون الحروف كما يقول الأشاعرة نعم.
أحسن الله إليكم. هذا السائل يسأل عن قول النصارى في عيسى ابن مريم؟
نعم، النصارى يقولون: عيسى ابن الله، جعلوه جزءا من الله، تعالى الله عما يقولون، غلوا في عيسى حتى رفعوه من مقام العبودية والنبوة إلى مقام الألوهية، فقالوا: عيسى ابن الله، وقالوا: فسروا قوله تعالى: ﴿ وَكَلِمَتُهُ ﴾(10) قالوا: هو نفس الكلمة جزء من الله، وأما أهل السنة فيقولون: عيسى كلمة الله يعني مخلوق بالكلمة، خلقه الله بكلمة كن، نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل: إن تخلل حياة الصحابي ردة هل يعتبر صحابيا؟
إذا مات على الإسلام نعم، إذا مات على الإسلام فإنه لا يضره هذا الردة، وكذلك الإنسان إذا تخلل عمله ردة ثم تاب ومات على الإسلام لا يبطل عمله يحرزه بتوبته، أما إذا مات على الكفر -والعياذ بالله- فإنه تبطل أعماله كلها، لكن إذا تاب الله عليه وتاب ومات على الإسلام بقيت أعماله أحرزها، قال الله تعالى في كتابه العظيم: ﴿ وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾(11) فاشترط لحبوط العمل الموت على الكفر، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾(12) نعم.
أحسن الله إليكم. هذا سائل من فرنسا يقول: جاء في الحديث: « أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه »(13) ما صحة هذا الحديث، وهل ترك الجدال في أمور الدين ولو كان الحق معك يدخل في مفهوم هذا الحديث؟
نعم والحديث صحيح، أنا زعيم يعني كفيل، كفيل وضامن ببيت في الجنة في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، ترك المراء: الجدال في الدين، ولو كان على حق؛ لأن الجدال قد يفضي به إلى مثلا إلى ما لا تحمد عقباه، وأقل ما فيه أن تماري صاحبك وتغضبه، ويكون حزازات في النفوس، وإحن وضغائن، ترك المراء والجدال مطلوب، فلا ينبغي للإنسان أن يماري، ومن ذلك قول الله تعالى في الحج: ﴿ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾(14) الجدال هو المراء قيل أن تماري صاحبك حتى تغضبه، نعم.
أحسن الله إليكم. هذا السائل يقول: ما المقصود بقوله: ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك وأحكم له؟
نعم ومن لم يبلغ تفسير الحديث ولم يبلغه عقله فقد كفي ذلك يعني عليه أن يسلم لما بلغ تفسير الحديث ولم يبلغه عقله يسلم لله ولرسوله وقد كفي ذلك فسر الأحاديث فسرت فسرها النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين العلماء معانيها فهي معلومة لغيرك إذا كنت أنت لا تعلمها فيعلمها غيرك فأنت مكفي، مكفي عليك أن تسلم وتؤمن تقول: آمنت بالله، وبما جاء عن الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله، كما روي هذا عن الإمام الشافعي أنه قال: آمنت بالله وبما جاء عن الله على مراد الله، وآمنت برسول الله وبما جاء عن رسول الله على مراد رسول الله -عليه الصلاة والسلام- نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل: هل نكفر الأشاعرة بسبب تذبذبهم بين أهل السنة والمعتزلة؟
لأ، الأشاعرة ما كفرهم العلماء، لأنهم مبتدعة لأنهم متأولون فرق بين الجاحد والمتأول، الجاحد: الذي يجحد كافر، شخص يقول: يجحد ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾(15) ينكر يقول: الرب لم يستو على العرش هذا كافر لماذا؟ لأنه كذب الله، ومن كذب الله كفر، لكن شخص يقول: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾(15) على العين والرأس، هذا كلام الله أؤمن به لكن معنى استوى استولى، لأنه لا يليق بالله أن يستوي شبهة، هذا ما يكفر لأنه متأول هذا متأول شبهة حصلت له، يقول: لا أنا أؤمن بكلام الله لكن استوى ما يليق بالله أن يستوي معناه استولى؛ لأنه إذا استوى شابه المخلوق، شبهة فهذا مبتدع لكن ما يكفر، لكن الأول يقول: ينكر الاستواء يقول: لا ما استوى على العرش هذا كافر لأنه مكذب لله، كذب القرآن ومن كذب الله كفر، كذلك الأشاعرة متأولون، الأشاعرة متأولون، لهم شبهة، والمتأول لا يكفر، نعم.
أحسن الله إليك. يقول: هل ثبت أن أبا الحسن الأشعري رجع عن قوله أم لا، وهل ترحم عليه شيخ الإسلام -رحمه الله-؟
نعم ثبت أن أبا الحسن الأشعري -رحمه الله- رجع عن معتقد الأشاعرة، وأبو الحسن الأشعري له أطوار، كان في الأول كان على مذهب ابن كلاب، كان على مذهب المعتزلة جالس المعتزلية مدة طويلة يقال: ما يقرب من أربعين سنة، ثم أعلن رجوعه، وجلس على منبر الجامع وقال لهم: إني راجع عن مذهبي، وإني منخلع من الأقوال والآراء التي تذكرونها كما أخلع هذا الثوب، وخلع ثوبا عليه، ثم صار على مذهب ابن كلاب، وهو إثبات الصفات الذاتية، وتأويل الصفات الفعلية، ثم تحول إلى مذهب أهل السنة والجماعة في كتابه "الإبانة" آخر ما كتب كتاب "الإبانة في أصول الديانة" وقال: إنه على معتقد الإمام أحمد بن حنبل وقال إنه وأثنى على الإمام أحمد وقال له: الإمام الكبير، الإمام المبجل، والإمام المفخم، رحمه الله ورضي عنه نحن على مذهبه في كذا وكذا وكذا، في كتابه الإبانة في أصول الديانة، لكن بقيت عليه أشياء يسيرة أشياء يسيرة بقيت عليه، بسبب طول مكثه في المذهب الأول أشياء يسيرة، وإلا في الجملة رجع إلى معتقد أهل السنة والجماعة لكن أتباعه بعضهم ما رجعوا استمروا على المذهب السابق، نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل: لو ترشدونا إلى أفضل الكتب في أصول المعتزلة والأشاعرة والجهمية؟
ما ننصحك بأن تذهب إلى أصول الأشاعرة والمعتزلة، لماذا؟ لا تقرأ فيها أصلا، ننصحك بكتب أهل السنة والجماعة، أصول المعتزلة معروفة في كتب المعتزلة، وكتب الأشاعرة تجدها في المكتبات موجودة تجد في بعض المكتبات في دواليب خاصة، المعتزلة لهم أصولهم الخمسة، القاضي عبد الجبار المعتزلي معروف، فلا ننصحك، يكفي أن تعرف عن المعتزلة حينما من كتب أهل السنة والجماعة حينما يردون عليهم ويبينون مذاهبهم الباطلة، فلا ننصحه يرجع إلى كتبهم إلا إنسان طالب علم، أو عالم من أهل العلم، يريد أن يرد عليهم لا بأس يرجع إلى كتبهم، أما إنسان طالب علم يذهب إلى كتب الأشاعرة كتب المعتزلة لا، قد تزل وتضل، قد يلبسون عليك تقرأ شبههم ولا تستطيع فهم الرد عليهم، أو لا تجد الرد عليهم، نعم.
أحسن الله إليكم. يقول السائل: ما هي الكتب التي تنصحونا بها فيما يتعلق بسيرة الصحابة -رضي الله عنهم-؟
سيرة الصحابة رضوان الله عليهم تأخذها من القرآن ومن السنة، من القرآن الكريم الله تعالى ذكر سيرها، قال: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾(16) ترجع أيضا إلى سيرهم في كتب السنة في الأحاديث في الصحيحين في البخاري ومسلم ذكر فيها مناقب الصحابة مناقب الصديق، مناقب عمر، مناقب عثمان، مناقب علي رضي الله عنه، وكذلك أيضا في مسند الإمام أحمد وفي السنن الأربع، وكذلك في كتب السير، سيرة ابن هشام، من أمثل ما كتب في هذا، وكذلك أيضا البداية والنهاية لابن كثير فيها ذكر سير الصحابة، وكذلك العواصم من القواصم لابن عربي كتاب جيد، ذكر فيه ما حصل للصحابة، وكذلك مختصر السيرة مختصر سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب كتاب عظيم في السيرة، وفي سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وكذلك مختصر السيرة لابنه عبد الله وغير ذلك، نعم.
وفق الله الجميع لطاعته، وثبت الله الجميع على هداه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.


(1) أحمد (3/495).
(2) البخاري : أحاديث الأنبياء (3348) , ومسلم : الإيمان (222) , وأحمد (3/32).
(3) سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:16
(4) سورة القصص (سورة رقم: 28)؛ آية رقم:30
(5) سورة القصص (سورة رقم: 28)؛ آية رقم:29 - 30
(6) سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:59
(7) سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:79
(8) سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:78
(9) سورة الحديد (سورة رقم: 57)؛ آية رقم:22
(10) سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:171
(11) سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:217
(12) سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:5
(13) أبو داود : الأدب (4800).
(14) سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:197
(15) سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:5
(16) سورة الفتح (سورة رقم: 48)؛ آية رقم: 
29.
 = هنا =

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق