الجمعة، 19 يوليو 2019

12- شرح أصول السنة للإمام أحمد



الإيمان بالحوض


والإيمان بالحوض وأن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوضًا يوم القيامة ترد عليه أمته، عرضه مثل طوله، مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه.


نعم، من أصول السنة الإيمان بالحوض، وأن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حوضًا يوم القيامة يرد عليه أمته، عرضه مثل طوله، مسيرة شهر، عرضه مسيرة شهر وطوله مسيرة شهر، آنيته كعدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه، فالإيمان بالحوض من عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أصول السنة، والحوض حوض لنبينا -صلى الله عليه وسلم- في موقف القيامة، يصب فيه ميزابان من نهر الكوثر من الجنة، الحوض في الأرض في موقف القيامة، والجنة فوق، تصب فيه في الحوض ميزابان من أهل الجنة، هذا الحوض كما ذكر المؤلف -رحمه الله- جاءت النصوص بوصفه:
أولًا: هذا الحوض يكون يوم القيامة في موقف القيامة.
ثانيًا: أنه ترد عليه أمته يوم القيامة للشرب.
ثالثًا: عرضه مثل طوله مسافة شهر، طوله مسافة شهر، وعرضه مسافة شهر.
رابعًا: آنيته - يعني: الكيزان الأواني التي يشرب فيها - عدد نجوم السماء، على ما صحت به الأخبار من غير وجه، وجاء أيضًا في وصفه أنه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج، وأطيب ريحًا من المسك، وأن من شرب منه فإنه لا يظمأ حتى يدخل الجنة. نسأل الله الكريم من فضله.
وروى الشيخان البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو، قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: « حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدًا »(1) وقد جاء وصف الحوض في أحاديث كثيرة، وجاء في بعض الأحاديث بيان المسافة وأن طوله ما بين صنعاء إلى المدينة، وفي بعضها ما بين الشام إلى المدينة، وفي بعضها ما بين جرباء إلى أذرع. اختلفت بعض المسافة طويل، وبعضها قصير، اختلف العلماء في هذا، قال بعضهم: يجمع بينهما بأن المسافة القصيرة للعرض والمسافة الطويلة للطول، وقال بعضهم: إن هذا يختلف باختلاف السير، وأن المسافة الطويلة لقطع المسافة السريعة إذا كان للجاد في السير، والمسافة القليلة لغير الجاد في السير.
وأنكرت الخوارج والمعتزلة الحوض، أنكروا أن يكون حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- مع أن الأحاديث متواترة، وهذا من جهلهم وضلالهم، ولهذا قال العلماء ومنهم الطحاوي في عقيدته: حري بمن أنكر الحوض أن يحرم منه يوم القيامة جزاءً وعقوبة، عقوبة له، أخلِق بمن أنكره أن لا يرد عليه وقد ثبت.
إذًا الخوارج والمعتزلة هؤلاء قوم مبتدعة أنكروا الحوض، وأنكروا الميزان المعتزلة، وأنكروا الشفاعة، الشفاعة في خروج العصاة من النار، وقالوا: إنهم يجب تخليدهم في النار ولا يخرج العصاة، وهذا من جهلهم وضلالهم، مع أن النصوص في هذا متواترة، نصوص الحوض متواترة، نصوص الميزان كذلك، نصوص الشفاعة متواترة، ومع ذلك أنكرها هؤلاء لجهلهم وضلالهم.
هذا الحوض لنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ترد عليه أمته يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: « إني فرطكم على الحوض من ورد عليَّ شرب، ومن شرب لم يظمأ حتى يدخل الجنة »(2) الفرط: هو الذي يتقدم القوم، يستقبلهم ويعد لهم الضيافة، يقول: أنا أستقبلكم أنا فرطكم أستقبلكم وأتقدمكم وأنتظر مجيئكم.
قال العلماء: إن هؤلاء الذين يذادون هؤلاء الذين ارتدوا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- الذين ارتدوا بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم الأعراب، الذين لم يثبت الإيمان في قلوبهم، أما الصحابة رضوان الله عليهم الذين رسخ الإيمان في قلوبهم والذين جاهدوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ولازموه فثبتهم الله، ثبتهم الله، إنما هذه الردة حصلت من بعض الأعراب الذين رأوا النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يلازموه ولم يثبت الإيمان في قلوبهم فارتدوا.
وفيه من الفوائد دليل على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعلم الغيب، لأنه قال: « إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك »(7) لو كان يعلم الغيب لعلم، وفيه الرد على الغلاة الذين عبدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وقالوا إنه يعلم الغيب، ومن ذلك طوائف رفعوا النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مقام العبودية، طائفة تسمى البرذوية في الهند يقولون إن الرسول يعلم الغيب، هم طائفة كفرة، قد كتب فيهم بعض الإخوان رسالة عن البرذوية، رسالة في كلية أصول الدين في بيان كفرهم وضلالهم، طائفة البرذوية يقولون إن الرسول يعلم الغيب، لو كان يعلم الغيب لعلم.
وفيه دليل على ضعف الحديث الذي ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- تعرض عليه أعمال أمته، فيستبشر بحسنها ويستغفر لمسيئها، هذا حديث ضعيف، عرض أعمال أمته هذا حديث ضعيف يرده هذا الحديث الصحيح، لو كان تعرض عليه أعمال أمته ولو كان يعلم الغيب لعلم هؤلاء لعلم حالهم، ولم يقل له إنك لا تدري، لا تعلم، إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فلا يعلم الغيب عليه الصلاة والسلام.
وهل الحوض خاص بنبينا -صلى الله عليه وسلم- أو للأنبياء، لكل نبي حوض؟ ورد في الترمذي وغيره أن لكل نبي حوضًا ترد عليه أمته، ولكن حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم- أعظمها وأوسعها وأحلاها، وأكثرها واردًا جعلنا الله منهم بمنه وكرمه، وهذا الحوض قبل الصراط أو بعد الميزان؟ يكون الكلام في هذا إن شاء الله بعد الصلاة، وفق الله الجميع لطاعته.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأمور التي تكون يوم القيامة:
أولها: نفخ الصور، النفخ في الصور، حين يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور نفخة الصعق والموت فيموت الناس، ثم يمكث الناس وهذا هو يوم القيامة، ابتداء يوم القيامة من النفخ في الصور، وهي نفخة، والصور قرن عظيم يلتقمه إسرافيل فينفخ فيه نفخة طويلة يطولها فيفزع الناس، أولها فزع وآخرها صعق وموت، فلا يسمع أحدٌ الصوت إلا أصغى ليتًا ورفع ليتًا هكذا يتسمع الصوت يمين وشمال، والليت صفحة العنق، فلا يزال الصوت يقوى يقوى يقوى حتى يموت الناس، فأولها فزع، وآخرها صعق وموت كما قال الله تعالى في سورة النمل: ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾(8) وفي سورة الزمر: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ﴾(9) أولها فزع وآخرها صعق وموت، الصوت لا يزال يقوى يقوى، صفارات الإنذار التي تكون في الدنيا يفزع الناس منها؛ لأنها مزعجة، الصوت قوي، فإذا قوي الصوت لو قوي مثل ما يسمع من صفارات الإنذار مئات أو آلاف ماذا يحصل للناس يموتون.
ثم يمكث الناس أربعين، وينزل الله مطرًا تنبت منه أجساد الناس، وينشئ الله الناس نشأة قوية تعادل الذرات التي استحالت، والإنسان يبلى إلا عجب الذنب، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه الإمام مسلم: « كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب منه خلق ابن آدم ومنه يركب »(10) رواه مسلم في صحيحه، وعجب الذنب هو العصعص، وهو آخر فقرة من العمود الفقري عظم صغير، هذا لا يبلى، وأما بقية الجسد فإنه يبلى ويستحيل ترابًا فيعيده الله خلقًا جديدًا، يعيد الله الذرات التي استحالت؛ لأن الله عالم وقادر ﴿ قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ﴾(11) ﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾(12) يعيدها خلقًا جديدًا، فيكون الإنسان هو نفسه، ذاته هي هي، لكن الله ينشئه تنشئة قوية فيعاد، تعاد الذرات التي استحالت وينشأ الناس تنشئة قوية.
فإذا تكامل خلقهم أذن الله لإسرافيل فنفخ في الصور النفخة الثانية، نفخة الحياة، الأولى نفخة الموت والصعق، فتعود الأرواح إلى أجسادها؛ لأن الأرواح باقية إما في نعيم أو في عذاب، روح المؤمن إذا خرجت منه تنقل إلى الجنة، تنعم ولها صلة بالجسد، وروح الكافر تنقل إلى النار ولها صلة بالجسد، كما سبق، في الحديث: « نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعها الله إلى الجسد يوم يبعثون »(13) تأخذ شكل طائر، فإذا أذن الله لإسرافيل بالنفخ في الصور فنفخ في الصور تطايرت الأرواح إلى أجسادها فدخلت كل روح في جسدها فيقوم الناس ينفضون التراب عن رءوسهم حفاة لا نعال عليهم، عراة لا ثياب عليهم، غرلًا غير مختونين، وأول من يكسى إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بثياب من الجنة.
هذه الأمور التي تكون في الآخرة. أول شيء النفخ في الصور نفخة الصعق، ثم النفخة الثانية نفخة البعث، قال بعض العلماء، ثلاث نفخات، نفخة الفزع، ثم نفخة الصعق، ثم نفخة الموت، لكن هذا جاء في حديث ضعيف في سنده إسماعيل بن رافع وهو ضعيف، والصواب أنها نفختان، لكن النفخة الأولى طويلة يطولها إسرافيل، أولها فزع وآخرها موت صعق وموت، ثم النفخة الثانية والله تعالى يعيد الذرات التي استحالت.
وقال الجهم بن صفوان: إن الذي يعاد يبعثه الله شخص آخر، جسد آخر وهذا باطل؛ لأنه يلزم على قوله أن الله يعذب جسدًا لم يعصه، ولما قال الجهم بن صفوان: إن الذي يعاد جسد آخر أنكر ابن سينا البعث، بعث الأجساد، من الذي فتح له الباب؟ الجهم لما قال: إن الذي يعاد جسد آخر، قال لا ليس فيه لا يعاد الجسد إنما التي تعاد الروح، وهذا هو كفر قر هذا في رسالته الأضحوية ابن سينا، فكفر بذلك نعوذ بالله، لأن التكذيب بالبعث كفر بنص القرآن وإجماع المسلمين، كما سبقت الآيات، فمن أنكر بعث الأجساد، فهو كافر، والفلاسفة يقولون بعث الأرواح لا الأجساد فكفروا بذلك، من أنكر بعث الأجساد فهو كافر، البعث للأجساد أما الأرواح فهي باقية، الأرواح باقية إما في نعيم أو في عذاب.
فأول شيء من أمور الآخرة النفخ في الصور، نفخة الصعق ثم نفخة البعث، ثم بعث الأجساد، ثم الوقوف بين يدي الله للحساب، يقف الناس وتدنو الشمس من رءوسهم ويزاد في حرارتها حتى يلجمهم العرق على حسب الأعمال، فمنهم من يلجمه العرق إلى ركبتيه، وإلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجامًا، ومنهم من يذهب عرقه كذا مسافات في الأرض، ثم تكون الشفاعة بعدما يفزع الناس إلى الأنبياء، ويتأخر عنها أولو العزم آدم ثم نوح، ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى ثم محمد -عليهم الصلاة والسلام- فيشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس.
هذه الشفاعة العظمى في موقف القيامة، وهي المقام المحمود الذي يغبطه فيه الأولون والآخرون، وهذه الشفاعة للمؤمن والكافر، لجميع الأمم، هي راحة الناس من الموقف، فيحاسبهم الله كلهم في وقت واحد، في وقت واحد يحاسبهم، كم البشر، ملايين، يحاسبهم الله في وقت واحد لا يلهيه شأن عن شأن لأنه الخالق - سبحانه وتعالى- أما المخلوق الضعيف فلا يستطيع أن يكلم اثنين في وقت واحد، أو ثلاثة، لكن الخالق يحاسبهم في وقت واحد، كما أنه يخلقهم ويزقهم في وقت واحد، ويفرغ منهم في قدر منتصف النهار، مقدار منتصف النهار انتهى الحساب، حتى يصل أهل الجنة إلى الجنة ويصلونها في وقت القيلولة ﴿ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا ﴾(14) قيلولة.
وأما الصنف الثاني وهم أصحاب الشمال يعطى كل واحد منهم صحيفته بيده الشمال ملوية وراء ظهره ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ ﴾(21) يندم أشد الندم ويقول: ﴿ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴾(21) ﴿ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴾(22) ﴿ يَا‎ لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴾(23) ﴿ مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ﴾(24) ﴿ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴾(25) قال الله: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴾(26) ﴿ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴾(27) ﴿ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴾(28) ما هي أعماله الخبيثة ﴿ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴾(29) ينكر البعث ينكر الإيمان كفر بالله، كفر بالبعث ﴿ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ﴾(30) قال الله: ﴿ فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ﴾(31) ﴿ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ﴾(32) ﴿ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ﴾(33) + قال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ﴾(34) فيعطى كتابه بشماله ملوية وراء ظهره، نعوذ بالله، هذا الترتيب الآن في أمور الآخرة، نفخة الصعق والموت، ثم نفخة البعث، ثم بعث الأجساد ثم الوقوف بين يدي الله للحساب، ثم أخذ الكتب بالأيمان وبالشمائل، ثم بعد ذلك الحوض على الصحيح، يرد الناس على الحوض، يردون لأن المعنى يقتضي هذا قبل الميزان.
وقال بعض العلماء وزن الأعمال قبل الحوض، قبل الورود على الحوض، على قولين، والصواب أن الحوض قبل الميزان، لأمرين:
الأمر الأول: أن الناس يردون عطشى فيناسب ورودهم على الحوض أولًّا.
والأمر الثاني: أنه ثبت في الحديث الصحيح أنه يطرد قوم ويذادون عن الحوض، ولو كان الورود على الحوض بعد الوزن لعرف الذين خفت ميزانهم أنهم لا يردون على الحوض، لعرفوا أنهم لا يردون على الحوض فلا يردون؛ لأنهم هؤلاء خفت موازينهم، فلما وردوا على الحوض وطردوا دل على أنه قبل الميزان، ثم بعد الحوض وزن الأعمال، ثم الورود على الصراط، المرور على الصراط الذي ينصب على متن جهنم، ثم الجنة أو النار، هذا الترتيب الصحيح، نفخة الصعق، ثم نفخة البعث، ثم البعث وهو النشر، نشر العباد، ثم الحشر، ثم الشفاعة، الشفاعة العظمى، ثم أخذ الكتاب بالأيمان وبالشمائل، ثم الورود على الحوض، ثم وزن الأعمال، ثم المرور على الصراط ثم الجنة أو النار، عشرة أشياء.
وقال بعض العلماء: وزن الأعمال قبل الورود على الحوض، والصواب كما سبق أن الحوض قبل، وقال آخرون أهل العلم الورود على الصراط قبل الحوض، قال بعض العلماء الورود على الصراط قبل الحوض، واستدلوا ببعض النصوص، أن رجلًا قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: أين أجدك يوم القيامة؟ قال: تجدني عند الحوض أو عند الميزان أو عند الصراط، اختر واحدة من هذه الثلاثة.
قال بعض العلماء إن الناس يمرون على الصراط ثم بعد تجاوز الصراط يردون على الحوض، وهذا مرجوح، الصواب أن الورود على الحوض قبل الصراط، لأنه لو كان الورود على الحوض بعد الصراط لكان الحوض بعد الصراط، والصراط منصوب على متن جهنم، والحوض يصب فيه ميزابان من نهر الجنة، فتكون النار تحول بين الميزابين اللذين يصبان في الحوض، لو كان الورود على الحوض بعد الصراط لكانت النار تحول بين الحوض وبين الميزابين اللذين يصبان فيه لأن الحوض يصب فيه ميزابان من نهر الجنة، فلو كان بعد المرور على الصراط، الصراط منصوب على متن جهنم، والحوض بعد ذلك، فتكون النار تحول بين الحوض وبين الميزابين اللذين يصبان فيه.
وقال بعض العلماء أن الحوض طويل، فالناس يمرون على الصراط ثم إذا انتهوا من الصراط ظهر لهم طرف الحوض، وقال آخرون أنهم يردون على حوض بعد الصراط وقبل الصراط، وكل هذه أقوال ضعيفة، ولأن الحوض في موقف القيامة، والصراط منصوب على متن جهنم، كان صعود من تجاوزه وصل إلى الجنة، ولا يرجع مرة أخرى إلى الموقف.
ما يمكن، الصراط صعود على متن جهنم، ولهذا من تجاوزه وصل إلى الجنة، وهناك قنطرة يحاسب فيها المؤمنون ثم يدخلون الجنة فلا يرجعون مرة أخرى إلى الحوض؛ لأن الحوض في الموقف، فدل على أن الحوض أول قبل الصراط، هذا هو الصواب في الترتيب. نعم.


(1) البخاري : الرقاق (6579) , وأحمد (2/162).
(2) البخاري : الرقاق (6585) , ومسلم : الفضائل (2291) , وأحمد (5/339).
(3) البخاري : الرقاق (6585) , ومسلم : الفضائل (2291) , وأحمد (5/339).
(4) مسلم : الصلاة (400) , والنسائي : الافتتاح (904).
(5) البخاري : الرقاق (6582) , ومسلم : الفضائل (2304).
(6) البخاري : تفسير القرآن (4625) , ومسلم : الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2860).
(7) البخاري : تفسير القرآن (4625) , ومسلم : الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2860) , والترمذي : تفسير القرآن (3167) , والنسائي : الجنائز (2087) , وأحمد (1/253).
(8) سورة النمل (سورة رقم: 27)؛ آية رقم:87
(9) سورة الزمر (سورة رقم: 39)؛ آية رقم:68
(10) البخاري : تفسير القرآن (4935) , ومسلم : الفتن وأشراط الساعة (2955) , والنسائي : الجنائز (2077) , وأبو داود : السنة (4743) , وابن ماجه : الزهد (4266) , وأحمد (2/428) , ومالك : الجنائز (565).
(11) سورة ق (سورة رقم: 50)؛ آية رقم:4
(12) سورة القيامة (سورة رقم: 75)؛ آية رقم:4
(13) النسائي : الجنائز (2073) , وابن ماجه : الزهد (4271) , وأحمد (3/456) , ومالك : الجنائز (566).
(14) سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:24
(15) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:19
(16) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:20
(17) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:21
(18) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:22
(19) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:23
(20) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:24
(21) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:25
(22) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:26
(23) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:27
(24) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:28
(25) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:29
(26) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:30
(27) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:31
(28) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:32
(29) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:33
(30) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:34
(31) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:35
(32) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:36
(33) سورة الحاقة (سورة رقم: 69)؛ آية رقم:37
(34) سورة النشقاق (سورة رقم: 84)؛ آية رقم:10

= هنا =

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق