الجمعة، 29 نوفمبر 2013

دوام المراقبة


المتن :

4 - دَوامَ الْمُراقَبَة:
ِ
التَّحَلي بِدَوامِ الْمَراقَبَةِ لله تَعالى في
 السِّرِ وَالْعَلَنِ؛ سائِراً إِلى رَبِّكَ بَيْنَ الْخَوْفِ وَالرَّجاءِ،
فَإِنَّهُما لِلْمُسْلِمِ كَالجناحَيْنِ لِلطَّائِرِ، فَأَقْبِلْ عَلى
الله بِكُلِّيََتِكَ، وَليَمْتَلِئ قَلْبَكَ بِمَحَبَّتِهِ، وَلِسانَكَ
 بِذِكْرِهِ، وَالاسْتِبْشارِ وَالْفَرَحِ وَالسُّرورِ بِأَحْكامِهِ
 وَحِكَمهِ سُبْحانَهُ.

الشرح:

هذا من المهم؛ دوام المراقبة لله، وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع الله دائماً يعبد الله كأنه يراه.

يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قوله تعالى:
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ"
[ المائدة: 6]

يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم وهو يتوضأ، ويقول: (من توضأ نحو وضوئي هذا)، كمال المراقبة.. وهذا أمر مهم..

 وقوله:
 (يكون سائراً بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر)
هذاأحد الأقوال في هذه المسألة، وهي: هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين
 الخوف والرجاء؟ أو يغلِّب جانب الخوف؟ أو يغلِّب جانب الرجاء؟
الإمام أحمد رحمه الله يقول: ينبغي أن يكون خوفه ورجاه واحداً فأيهما غلب هلك صاحبه.ومن العلماء من يفصٍّل ويقول: إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء، فإنك إذا
فعلتها قبلها الله منك ورفعك بها درجات-من أجل أن تقوى -، وإذا هممت
 بمعصية فغلب جانب الخوف حتى لا تقع فيها، فعلى ذلك يكون التغليب لأحدهما
بحسب حال الإنسان.
ومنهم من قال: بحسب الحال على وجه آخر، فقال: أما في المرض فيغلب جانب الرجاء، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
.(لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه)

ولأنه إذا غلب في حالة المرض جانب الخوف فربما
يدفعه ذلك إلى القنوط من رحمة الله، في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن
الصحة مدعاة للفساد كما قال الشاعر الحكيم:

إن الشباب والفراغ والجدة        مفسدة للمرء أي مفسدة
والذي
أرى: أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما
تقتضيه الحال، وأن أقرب الأقوال في ذلك: أنه إذا عمل خيراً فيغلب جانب
الرجاء، وإذا همَّ بسيئة فليغلب جانب الخوف، هذا أحسن ما أراه في هذه
 المسألة الخطيرة العظيمة.
إذا قال قائل: تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنياً على سبب صالح للرجاء، أو يكون رجاء المفلسين، الإجابة: الأولى.



إنسان مثلاً يعصي الله دائماً وأبداً ويقول: رحمة الله واسعة، هذا غلط،
 لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن يكون هناك سبباً ينبني عليه
الرجاء وإحسان الظن، وإلا كان مجرد أمنية، والتمني كما يقول عامة أهل نجد
 التمني رأس مال المفاليس- الي ماعندهم شيء.-

هُ.
*************** 
 
بسم الله الرحمن الرحيم

هذه مقالة جديدة أيها الأحبة لشيخنا أبي عبد الله حمزة النايلي ( وفقه الله)، نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بها

وقفات مع اسم من أسماء رب البريات
"الرقيب "

الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين،نبينا محمد وعلى آله،وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن معرفة أسماء الله جل جلاله الواردة في الكتاب و السنة وما تتضمنه من معاني جليلة وأسرار بديعة لمن أعظم الأسباب التي تعين على زيادة إيمان العبد وتقوية يقينه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-:"ولما كانت حاجة النفوس إلى معرفة ربها أعظم الحاجات، كانت طرق معرفتهم له أعظم من طرق معرفة ما سواه، وكان ذكرهم لأسمائه أعظم من ذكرهم لأسماء ما سواه".درء تعارض العقل و النقل(3/331)
فعلى قدر معرفة العبد لربه أيها الأحبة يكون تعظيم الباري جل جلاه في قلبه،يقول الشيخ السعدي-رحمه الله-: "وبحسب معرفته- أي العبد-بربه يكون إيمانه،فكلما ازداد معرفة بربه ازداد إيمانه،وكلما نقص نقص،وأقرب طريق يوصله إلى ذلك:تدبر صفاته و أسمائه من القرآن".تفسير السعدي(1/24)
فأسماء الباري سبحانه الحسنى الثابتة بالكتاب و السنة الصحيحة ينبغي للعبد المؤمن دائما أن يستحضرها ويتدبر معانيها، ومن هذه الأسماء الكريمة،اسم يدل على عظمة الله جل جلاله وإطلاعه على كل شيء،وأنه لا تخفى عليه خافية مهما كان حجمها ، يعلم مكان عبده ويسمع كلامه ألا وهو اسم"الرقيب"،قال سبحانه:(
يَآأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا۟ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفۡسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنۡهَا زَوۡجَهَا وَبَثَّ مِنۡهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَآءً وَاتَّقُوا۟ اللّهَ الَّذِى تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرۡحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيۡكُمۡ رَقِيبًا )[النساء:1]
قال الشيخ السعدي–رحمه الله-:" أي:مطلع على العباد، في حال حركاتهم وسكونهم،وسرهم وعلنهم،وجميع الأحوال ، مراقبا لهم فيها،مما يوجب مراقبته،وشدة الحياء منه،بلزوم تقواه ".تفسير السعدي(ص163)
أما معنى هذا الاسم الجليل،فيقول الزجاجي-رحمه الله-:

"(الرقيب) هو: الحافظ الذي لا يغيب عما يحفظه". تفسير أسماء الله الحسنى(ص51)
ويقول الإمام ابن القيم في نونيته (البيت :3248) :
هو الرقيبُ على الخَواطِر و اللَّوا حظ كَيفَ بالأفعالِ بالأركَانِ
قال الشيخ السعدي –رحمه الله- :"(كيف بالأفعال بالأركان): أي أنه إذا كان الله – عز وجل-رقيبا على دقائق الخفيات ، مطلعا على السرائر و النيات كان من باب أولى شهيدا على الظواهر و الجليات،وهي الأفعال التي تفعل بالأركان أي الجوارح".شرح القصيدة النونية للسعدي (ص89).
وقال الشيخ الفوزان-حفظه الله-:"(الرقيب):الذي يراقب عباده ويراهم ويسمعهم ولا يخفون عليه،بل لا تخفى عليه ضمائرهم ونياتهم،لا يخفى عليه شيء من أمورهم".التعليق المختصر على القصيدة النونية(2/781)
إن الإيمان بهذا الاسم الجليل وتدبر معانيه أيها الأفاضل ينبت في قلب العبد المؤمن ثمارا مستطابة نافعة له،يقول العز بن عبد السلام -رحمه الله- :" معرفة أسماء الله الحسنى وصفاته العليا هي أفضل الأعمال شرفا و ثمرا ". شجرة المعارف و الأحوال للعز بن عبد السلام ( ص18)
إن الثمار الزكية المقتطفة من تحقيق الإيمان بهذا الاسم الكريم منها ما ينالها العبد في الدار العاجلة ومنها ما يُدخر له ليناله في الدار الآجلة بإذنه سبحانه،ومن هذه الثمار الطيبة :
1- إثبات صفة المراقبة لله عز وجل إثباتا يليق به سبحانه لا يشبهه في ذلك أحد من خلقه ولا يدانيه كما في قوله سبحانه: ﴿
فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالۡأَرۡضِ جَعَلَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَاجًا وَمِنَ الۡأَنۡعَامِ أَزۡوَاجًا يَذۡرَؤُكُمۡ فِيهِ لَيۡسَ كَمِثۡلِهِ شَىۡءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾[الشورى:11] ، فالمراقبة هي من صفات الله الذاتية وهي صفة مدح و كمال،و المخلوق لا يدرك حقيقتها لا تفكيرا و لا تصويرا.
قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"الرقيب والشهيد من أسمائه الحسنى هما مترادفان،وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات،ونصره بالمبصرات،وعلمه بجميع المعلومات الجلية والخفية وهو الرقيب على ما دار في الخواطر ، وما تحركت به اللواحظ،ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان". الحق الواضح المبين (ص58)
2-التعــبد لله سبحانه ودعائه باسمه الرقيب، فنتعبد الله باسمه، فنقول:"عبد الرقيب"، لكن لا يُتعبد بصفاته، فلا يقال :"عبد المراقبة"، أو "عبد البصر" كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول:"يا رقيب يسر أمري"،لكن لا ندعو صفاته فنقول:"يا مراقبة الله ارحمينا!"،فالمراقبة ليست هي الله،بل هي من صفات الله جل جلاله،والصفة غير الموصوف.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله-:"إن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث، وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين".تلخيص كتاب الاستغاثة(1/181)
3-استشعار مراقبة الله في الليل والنهار والخلوة و الجلوة وفي كل وقت وحين،يقول الإمام ابن القيم –رحمه الله- :" فمن راقب الله في سره:حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته والمراقبة هي التعبد باسمه الرقيب الحفيظ العليم السميع البصير فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها:حصلت له المراقبة".مدارج السالكين ( 2/ 66)
إن العبد إذا استشعر مراقبة الباري سبحانه له اتقاه وابتعد عن معصيته خاصة في الخلوات فيتذكر عند قدرته على المعصية في السر وغياب أعين البشر عنه!أن هناك من يراه،ويعلم سره وجهره،لا يخفى عليه شيء مهما كان حجمه،فيستحي منه ويتقيه،ألا وهو رب العزة جل جلاله.
ولقد أحسن من قال :
إذا ما خلوتَ الدَّهر يوما فلا تقل خلوتُ ولكن قُل عليَّ رقيبُ
ولا تـحسبن اللهَ يَغفل ساعــةً ولا أن ما يخفـى عليه يَغيبُ . روضة العقلاء لابن حبان(ص 26)
وعلى العبد أن يعلم ويتيقن أنه سبحانه لحلمه الكامل لم يُعاجله بالعقوبة مع قدرته على ذلك،وأن في إمهاله له فرصة للرجوع والتوبة.
قال الشيخ السعدي-رحمه الله-:"وسبحان الحليم،الذي لا يعاجل العاصين بالعقوبة،بل يعافيهم ويرزقهم،كأنهم ما عصوه مع قدرته عليهم".تفسير السعدي(ص 790)
فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يوفقنا وإياكم لتحقيق ثمرات الإيمان بكل أسمائه تعالى الجليلة و صفاته الكريمة،فهو سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.


وصلِّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أبو عبد الله حمزة النايلي

الجمعة، 22 نوفمبر 2013

ملازمة خشية الله




{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) }الأحزاب.


فتعالوا بنا أحبتي لنرى صورا لتلقي الصحابة رضوان الله عليهم للوحي وللعلم وللأمر وللنهي. الصحابة الذين إذا أمروا امتثلوا ،وإذا نهوا انتهوا ،وإذا نصحوا انتصحوا، وإذا قالوا عملوا ، وإذا عملوا أتقنوا، قوم تعلموا العلم والعمل . 

أنَّ زوجَ بَرِيَرةَ عبدٌ أسودُ يقالُ لهُ مغيثٌ ، كأنِّي أنظرُ إليهِ يطوفُ خلفَهَا يبْكي ودُموعُهُ تسيلُ على لحيتِهِ ، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لعباسٍ : ( يا عباسُ ، ألا تعجَبْ منْ حبِّ مغيثٍ بَرِيرةَ ، ومن بغضِ بريرةَ مغيثًا ) . فقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : ( لَو رَاجَعْتِهِ ) . قالتْ يا رسولَ اللهِ تَأْمُرُني ؟ قالَ : ( إنَّمَا أنَا أَشْفَعُ ) . قالت : لا حاجةَ لي فِيهِ .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5283
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 

كانَ زوجُ بريرةَ عبدًا يقالُ لهُ مُغيثٌ كأنِّي أنظرُ إليهِ يطوفُ خلفَها ويبكي ودموعُهُ تسيلُ على خدِّهِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ للعبَّاسِ يا عبَّاسُ ألا تعجَبُ من حبِّ مغيثٍ بريرةَ ومن بُغضِ بريرةَ مُغيثًا فقالَ لها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لو راجعتيهِ فإنَّهُ أبو ولَدِكِ قالت يا رسولَ اللَّهِ تأمُرُني قالَ إنَّما أشفَعُ قالت: لا حاجةَ لي فيهِ
 
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1701
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والشاهد أن بريرة قالت : تأمرني ؟ لأنه لو كان أمرا لرجعت إليه ، طاعة لله ولرسوله ، فلما علمت أنها مجرد شفاعة اختارت نفسها.
  استأخِرْنَ ؛فإنه ليس لكن أن تَحْقُقْنَ الطريقَ عليكن بحافَاتِ الطريقَ, فكانت المرأةُ تلتصقُ بالجدارِ حتى إن ثوبَها ليتعلَّقُ بالجدارِ من لصوقِها به.
الراوي: أبو أسيد الساعدي مالك بن ربيعة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 5272
خلاصة حكم المحدث: حسن
عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت : يرحمُ اللهُ نساءَ المهاجراتِ الأُّوَلِ ، لمَّا أنزلَ اللهُ : { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } . شقَقْنَ مُروطَهنَّ فاختَمرْنَ بهَا .
الراوي: عروة بن الزبير المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4758
خلاصة حكم المحدث: [معلق] 
الدرر السنية " أحاديث حكم المحدثون عليها بالصحة " 


كنتُ ساقي القومِ ، يوم حُرِّمتِ الخمرُ ، في بيتِ أبي طلحةَ . وما شرابُهم إلا الفَضيخُ : البُسرُ والتمرُ . فإذا مُنادٍ ينادي . فقال : اخرْج فانظُرْ . فخرجتُ فإذا مُنادٍ ينادي : ألا إنَّ الخمرَ قد حُرِّمَتْ . قال فجرَت في سِككِ المدينةِ . فقال لي أبو طلحةَ : اخرجْ فاهرقْها . فهرقتُها . فقالوا ( أو قال بعضهم ) : قُتِلَ فلانٌ . قُتِلَ فلانٌ . وهي في بطونِهم . ( قال فلا أدري هو من حديثِ أنسٍ ) فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [ 5 / المائدة / 93 ] .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1980
خلاصة حكم المحدث: صحيح
  كنتُ أَسقي أبا طلحةَ الأنصاريَّ وأبا عُبَيدَةَ بنَ الجرَّاحِ وأُبَيَّ بنَ كعبٍ شرابًا من فَضيخٍ، وهو تمرٌ، فجاءهم آتٍ فقال : إن الخمرَ قد حُرِّمَتْ، فقال أبو طلحةَ : يا أنسُ، قُمْ إلى هذه الجِرارِ فاكسِرْها، قال أنسٌ : فقُمتُ إلى مِهراسٍ لنا فضرَبتُها بأسفَلِه حتى انكسرَتْ .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7253
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

بينا الناسُ بقُباءٍ في صلاةِ الصبحِ، إذ جاءهم آتٍ فقال : إن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد أُنزِلَ عليه الليلةَ قرآنٌ، وقد أُمِرَ أن يستقبِلَ الكعبةَ فاستقبِلوها، وكانت وجوهُهم إلى الشأمِ، فاستَداروا إلى الكعبةِ .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 7251
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] 

 كان أبو طلحةَ أكثرَ الأنصارِ بالمدينةِ مالًا من نخلٍ، وكان أحبَ أموالِه إليه بَيرُحاءُ، وكانت مُستَقبِلَةَ المسجدِ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَدخُلُها، ويَشرَبُ من ماءٍ فيها طيبٍ . قال أنسٌ : فلما أُنزِلَتْ هذه الآيةُ : { لَنْ تَنَالُوا الْبَرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } . قام أبو طلحةَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : يا رسولَ اللهِ، إن اللهَ تَبارَك وتعالى يقول : { لَنْ تَنَالُوا الْبَرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ } . وإن أحبَّ أموالي إلي بَيرُحاءُ، وإنها صدَقَةٌ للهِ، أرجو بِرَّها وذُخرَها عِندَ اللهِ، فضَعْها، يا رسولَ اللهِ، حيث أراك اللهُ . قال : فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : بَخٍ، ذلك مال رابحٌ، ذلك مالٌ رابحٌ، وقد سَمِعْتُ ما قُلْتَ، وإني أرَى أن تجعَلَها في الأقرَبينَ . فقال أبو طلحةَ : أفعَلُ يا رسولَ اللهِ، فقَسَمَها أبو طلحةَ في أقاربِه وبني عمِّه .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1461
خلاصة حكم المحدث: [أورده في صحيحه] وقال : تابعه روح. وقال يحيى بن يحيى وإسماعيل عن مالك (رايح). 
  ولكن على المرء أن يدعو ويصلح نفسه: قال بعض أهل العلم : لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تعملوا بأحسن ما تسمعون منا . وقال بعضهم : لا تنظر إلى عمل العالم ولكن اسأله يصدقك . ووقف رجلٌ على ابن عيينة وهو يعظ الناس فأنشد : وغير تقي يأمر الناس بالتقى ... طبيب يداوي الناس وهو مريض فأنشده ابن عيينة : اعمل بعلمي وإن قصرتُ في عملي ... ينفعك علمي ولا يضرُرْك تقصيري " فيجب على الإنسان أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويدعو إلى الله، وتقصيره في دينه ليس عذراً له في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله، ولو لم يعظ إلا معصوم من الزلل لم يعظ الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد لأنه لا عصمة لأحد بعده. لئن لم يعظ العاصين من هو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمد قيل للحسن: إن فلاناً لا يعظ ويقول: أخاف أن أقول ما لا أفعل، فقال الحسن: وأينا يفعل ما يقول، ود الشيطان أنه ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر. وقال مالك عن ربيعة: قال سعيد بن جبير: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء، ما أمر أحد بمعروف ولا نهى عن منكر، قال مالك: وصدق! ومن ذا الذي ليس فيه شيء. من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط . خطب عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوماً فقال في موعظته: إني لأقول هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، فأستغفر الله وأتوب إليه.
وهذا محمول منهم رضي الله عنهم على هضم أنفسهم؛ وإلا فقد كانوا أئمة هدى ومصابيح دجى، ونحن علينا أن نسدد ونقارب، ونحاول أن نكون قدوة لغيرنا، فإن غلبتنا أنفسنا وظفر الشيطان منا ببعض الأمور فليس ذلك عذراً لترك الدعوة إلى الله. والله أعلم .
هنا  

 ولنحذر 

"مثلُ الذي يُعلِّمُ الناسَ الخيرَ و يَنسى نفسَه كمثلِ السراجِ ، يضيءُ 
للناسِ و يحرقُ نفسَه"
الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 131
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح 

و قال أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد الأندلسي رحمه الله لنفسه .

إذا كنت أعلم علما يقينا
بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون ضنينا بها
و أجعلها في صلاح و طاعة 
 
هذا و قد نصحتك فإن قبلت فذاك ظني
و إن ترفض فلست عليك بمسيطر
و ستذكر الذي قلت غدا
و إن غدا لناظره لقريب قال تعالى :
 ﴿ فَسَتَذْكُرُ‌ونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِ‌ي إِلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ‌ بِالْعِبَادِ ﴿غافر: ٤٤﴾

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

أهل السنة نقاوة المسلمين



أهل السنة نقاوة المسلمين


المتن:

وَهؤلاءِ هُمْ
 (أَهْلُ السُّنَةِ وَالْجَماعَةِ)
، الْمُتَّبِعونَ آثارَ رَسولِ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُمْ
 كَما قالَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابن تَيْمِيَّةِ – رَحِمَهُ الله تَعالى:
 فالزم السبيل.(للناس وَأَهْلُ السُّنَةِ: نَقاوَةُ الْمُسْلِمينَ، وَهُمْ خَيْرُ النّاسِ)
" وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ "
[ سورة الأنعام: 153]


اعلم أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة
ينقسمون إلى قسمين: مفوِّضة ومؤوِّلة، وجعلوا الأشاعرة، والماتريدية،
وأشباهمم من أهل السنة، وجعلوا المفوِّضة هم السلف، فأخطؤوا في فهم السلف
 وفي منهجهم، لأن السلف لا يفوضون المعنى إطلاقاً، بل قال شيخ الإسلام ابن
 تيمية:
 (إن القول بالتفويض من شر أقوال أهل البدع، والإلحاد)
، واستدل
بذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما أخبر الله به عن نفسه من أسماء
وصفات، جاءنا الفلاسفة وقالوا: أنتم جهال، ونحن الذين عندنا العلم، ثم
يتكلموا بما يريدون، وقالوا: إن المراد بالنص كذا وكذا، ومعلوم أن معنىً
للنص خيرٌ من توقفٍ فيه وأنه ليس له معنى.ً
فانتبهوا لهذا، لأن بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة والماتريدية وغيرهم.
ثم يقول – من العجب العجاب- طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم.سبحان الله !! وكيف تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم؟ وهل
يمكن أن تكون أعلم وأحكم وليست أسلم ؟ بل يلزم من كون طريقة السلف 
 أعلم وأحكم أن تكون أسلم بلا شك، لأن شخصاً يقول: هذا النص له معنىً وأنا
 أؤمن به، أعلم بلا شك وأحكم من شخص يقول: لا أدري، فلا سلامة إلا بالعلم
 والحكمة، فهذا تناقض عظيم، ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة: أن
 طريقة السلف أعلم وأسلم وأحكم.
ويلزم من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف، يلزم من
ذلك تحريضهم على معرفة منهج السلف، فنطالع الكتب المؤلفة في ذلك، كـ (سير
 أعلام النبلاء)، وغيرها حتى نعرف طريقهم، ونسلك هذا المنهج القويم.

* * * 
أهل السنة نقاوة المسلمين
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - :
" أهل السنة نقاوة المسلمين , وهم خير الناس للناس " .
 رواه الدارمي في " سننه " (1/68-69) , بسند صحيح .
رواه البيهقي في " السنن الكبرى " (2/466) , والدارمي (1/116) , وهو صحيح الإسناد .
 " منهج السنة النبوية " (5/158) .
أخشى عليك الفتنة ! :
عن سفيان بن عيينة – رحمه الله – قال :
سمعت مالك بن أنس وأتاه رجل فقال : " يا أبا عبد الله , من أين أحرم ؟ " قال : " من ذي الحليفة , من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم " . فقال : " إني أريد أن أحرم من المسجد عند القبر " , قال : " لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة " , فقال : " وأي فتنة في هذا ؟! إنما هي أميال أريدها " قال : " وأي فتنة أعظم من أن ترى أنك سبقت فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! إني سمعت الله يقول : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }النور63 .
 رواه الخطيب في " الفقيه والمتفقه " (1/148) , وأبو نعيم في " الحلية " (6/326) , والبيهقي في           " المدخل " (236) , وابن بطة في " الإبانة " (98) , وعزاها أبو شامة في " الباعث " (90) , للخلال .
لا تجالس حزبيا :
قال الإمام ابن بطة – رحمه الله - :
" اعلموا – إخواني – أني فكرت في السبب الذي أخرج أقواما من السنة والجماعة , واضطرهم إلى البدعة والشناعة , وفتح باب البلية على أفئدتهم , وحجب نور الحق عن بصيرتهم , فوجدت ذلك من وجهين :
أحدهما : البحث والتنقير , وكثرة السؤال عما لا يعني , ولا يضر المسلم جهله , ولا ينفع المؤمن فهمه .
والآخر : مجالسة من لا تؤمن فتنته , وتفسد القلوب صحبته " .
 " الإبانة " لابن بطة (1/390) .
الطريق الموصل إلى الله واحد :
عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال :
" خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاً , ثم قال : " هذا سبيل الله " ثم خط خطوطا عن يمينه وعن شماله , ثم قال : " وهذا سبل , وعلى كل سبيل منها شيطان يدعو إليه", ثم قرأ : {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}الأنعام153 .
قال ابن القيم – رحمه الله - : " وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد , وهو ما بعث به رسله , وأنزل كتبه ولا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق , ولو أتى الناس من كل طريق واستفتحوا من كل باب فالطريق عليهم مسدودة , والأبواب مغلقة , إلا من الطريق الواحد , فإنه متصل بالله , موصل إلى الله " .
رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح
 " التفسير القيم " (ص14-15) .
لا تجالسوهم ! :
قال أبو قلابة – رحمه الله - :
" لا تجالسوهم – أي : أصحاب البدع – ولا تخالطوهم ؛ فإنه لا آمن أن يفسدوكم ويلبسوا عليكم كثيرا مما تعرفون " .
نهي السلف عن مجالسة أهل البدع :
قال ابن قدامة – رحمه الله - :
" كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع , والنظر في كتبهم , والاستماع إلى كلامهم " .
 " الاعتقاد " (ص118) بتحقيق الحلبي , و " السنة " لعبد الله بن أحمد بن حنبل (ص18) .
 " الآداب الشرعية " لابن مفلح (1/263) .
نهي السلف عن الاستماع للمبتدعة :
قال أبو عثمان الصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث , بعد ذكره أهل البدع ومجانبتهم : " ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان , وقرَّت في القلوب ضرت , وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت " .
لتقومان عني ! :
دخل رجلان على محمد بن سيرين من أهل الأهواء , فقالا : " يا أبا بكر , نحدثك بحديث ؟ " قال : " لا " قالا :   " فنقرأ عليك آية من كتاب الله ؟ " قال : " لا , لتقومان عني أو لأقومنَّ " .
 عقيدة السلف أصحاب الحديث (ص100) .
 رواه الدارمي (1/109) , واللالكائي (242) .
مصاحبة الفاسق أهون من المبتدع :
نقل ابن بطة عن سعيد بن جبير – رحمه الله – قوله :
" لأن يصاحب ابني فاسقا شاطرا – أي : قاطع طريق – سنيا أحب إلي من أن يصحب عابدا مبتدعا " .
جالس أهل البدع فصار ملحدا ! :
قال الذهبي – رحمه الله – في ترجمة الريوندي :
" وكان يلازم الرافضة والملاحدة , فإذا عُوتب قال : إنما أريد أن أعرف أقوالهم , إلى أن صار ملحدا , وحط على الدين والملة " .
 " الإبانة الصغرى " (ص132) .
 " السير " (4/59) .
جالس المعتزلة فوقع في حبائلهم :
قال الذهبي – رحمه الله – في ترجمة ابن عقيل الحنبلي حيث نقل عنه قوله :
" وكان أصحابنا الحنابلة يريدون مني هجران جماعة من العلماء , وكان ذلك يحرمني علما نافعا " .
فعلق الذهبي بقوله : " كانوا ينهونه عن مجالسة المعتزلة ويأبى , حتى وقع في حبائلهم, وتجسَّر على تأويل النصوص , نسأل الله السلامة " .
من سمع ببدعة , فلا يحكها لجلسائه :
قال سفيان الثوري – رحمه الله - :
" من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه , لا يُلقها في قلوبهم " .
أوردها الذهبي وعلق عليها بقوله : " أكثر أئمة السلف على هذا التحذير يرون أن القلوب ضعيفة والشبه خطافة " .
 " السير " (19/447) .
 " السير " (7/261) .


بسم الله الرحمن الرحيم


وقد ورد في كتاب الله آياتٌ كثيرة تدلُّ على الترغيب في اتِّباع ما جاء به الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والحث على ذلك والتحذير من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به من الحق والهدى والوقوع في الشرك والبدع والمعاصي، فمِن ذلك قول الله عزَّ وجلَّ: ((وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ))، وقوله: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُّبِيناً))، وقوله: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) ، قال ابن كثير في تفسيره: (( أي: عن أمْر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته، فتوزَن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله، فما وافق ذلك قُبل، وما خالفه فهو مردودٌ على قائله وفاعله كائناً من كان، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، أي: فليحذر وليخش مَن خالف شريعة الرسول باطناً وظاهراً ((أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ)) أي: في قلوبهم من كفر أو نفاق أو بدعة، ((أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) أي: في الدنيا بقتل أو حدٍّ أو حبس أو نحو ذلك )).
وقال تعالى: ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) ، وقال: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))، قال ابن كثير في تفسيره: (( هذه الآية الكريمة حاكمة على كلِّ مَن ادَّعى محبَّةَ الله وليس هو على الطريقة المحمدية، فإنَّه كاذبٌ في نفس الأمر حتى يتَّبع الشرعَ المحمدي والدِّينَ النَّبوي في جميع أقواله وأفعاله، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)، ولهذا قال: ((إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ))، أي: يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبَّتكم إيَّاه، وهو محبَّته إيَّاكم، وهو أعظم من الأول، كما قال بعض العلماء الحكماء: ليس الشأن أن تُحِبَّ، إنَّما الشأن أن تُحَبَّ، وقال الحسن البصري وغيره من السلف: زعم قومٌ أنَّهم يُحبُّون اللهَ فابتلاهم الله بهذه الآية فقال: ((قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)) )).
وقال تعالى: ((فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ))، وقال: ((اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))، وقال: ((فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً))، وقال: ((اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ))، وقال: ((وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ))، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً))، وقال: ((وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ))، وقال: ((قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ ))، وقال: ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ))، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ))، وقال: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ))، وقال: ((إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ))، وقال: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ))، وقال: ((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ))، وقال: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ))، وقال: ((فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ))، وقال عن الجنِّ لَمَّا ولَّوا إلى قومهم منذرِين: ((قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ)).
وورد في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديثُ عديدة تدلُّ على الترغيب في اتِّباع السنن والتحذير من البدع، وتبين خطرَها، منها:
1 ـ قولـه صلى الله عليه وسلم: (( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ )) رواه البخاري (2697) ومسلم (1718)، وفي لفظ لمسلم: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ))، وهذه الرواية عند مسلم أعمُّ من الرواية الأخرى؛ لأنَّها تشمل مَن أحدث البدعة ومَن تابَعَ مَن أحدثها، وهو دليل على أحد شرطي قبول العمل، وهو اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ لأنَّ كلَّ عمل يُتقرَّب به إلى الله لا يكون مقبولاً عند الله إلاَّ إذا توفَّر فيه شرطان:

أحدهما: تجريد الإخلاص لله وحده، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله.
والثاني: تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو مقتضى شهادة أنَّ محمداً رسول الله، قال الفضيل بن عياض كما في مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (18/250) في قوله تعالى: ((لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)) : (( أخلصُه وأصوَبُه، قال: فإنَّ العملَ إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبل، حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنَّة ))، وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى: ((فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) قال: ((فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً)) أي: ما كان موافقاً لشرع الله، ((وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)) وهو الذي يُراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبَّل، لا بدَّ أن يكون خالصاً لله صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم )).
2 ـ وقال العرباض بن سارية رضي الله عنه : (( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظةً بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، قال قائل: يا رسول الله! كأنَّ هذه موعظة مودِّع، فماذا تعهد إلينا؟ فقال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي، فإنَّه مَن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديِّين الراشدين، تَمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة )) رواه أبو داود (4607) ـ وهذا لفظه ـ والترمذي (2676)، وابن ماجه (43 ـ 44)، وقال الترمذي: (( حديث حسن صحيح )).

فقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن حصول الاختلاف قريباً من زمنه صلى الله عليه وسلم ، وأنَّه يكون كثيراً، وأنَّ مَن عاش من أصحابه يرى ذلك، ثم أرشد إلى ما فيه العصمة والسلامة، وهو اتِّباع سنَّته وسنَّة الخلفاء الراشدين وترك البدع ومحدثات الأمور، فرغَّب في السنَّة وحثَّ عليها بقوله: (( فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء المهديين الراشدين ))، ورهَّب من البدع والمحدثات بقوله: (( وإيَّاكم ومحدثات الأمور؛ فإنَّ كلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة )).
3 ـ وروى مسلم في صحيحه (867) عن جابر ابن عبد الله أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب يوم الجمعة قال: (( أمَّا بعد، فإنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكلَّ بدعة ضلالة )).
4 ـ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فمَن رغب عن سنَّتي فليس منِّي )) رواه البخاري (5063) ومسلم (1401).
5 ـ وقال صلى الله عليه وسلم : (( يا أيُّها الناس! إنِّي تركتُ فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلُّوا أبداً، كتاب الله وسنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم ))، وقال: (( إنِّي قد تركتُ فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما، كتاب الله وسنَّتي )) رواهما الحاكم (1/93)، وفي صحيح مسلم (1218) حديث جابر الطويل في حجة الوداع قوله صلى الله عليه وسلم : (( وقد تركتُ فيكم ما لن تضلُّوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تُسألون عنِّي، فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنَّك قد بلَّغتَ وأدَّيتَ ونصحتَ، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللَّهمَّ اشهد! اللَّهمَّ اشهد! ثلاث مرات )).
6 ـ وروى البخاري في صحيحه (7280) عن أبي هريرة: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( كلُّ أمَّتي يدخلون الجنَّة إلاَّ من أبى، قالوا: يا رسول الله! ومَن يأبى؟ قال: مَن أطاعني دخل الجنَّة، ومَن عصاني فقد أبى )).
7 ـ وروى البخاري (7288) ومسلم (1337) ـ وهذا لفظه ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتُكم به فافعلوا منه ما استطعتم؛ فإنَّما أهلك الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم )).
8 ـ وقال صلى الله عليه وسلم : (( لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تَبَعاً لِما جئتُ به )) صححه النووي في الأربعين من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، وقال الحافظ في الفتح (13/289):
(( وأخرج البيهقي في المدخل وابن عبد البر في بيان العلم عن جماعة من التابعين، كالحسن وابن سيرين وشريح والشعبي والنخعي بأسانيد جياد ذم القول بالرأي المجرَّد، ويجمع ذلك كلَّه حديثُ أبي هريرة (لا يؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تبَعاً لِما جئتُ به)، أخرجه الحسن بن سفيان وغيره، ورجاله ثقات، وقد صححه النووي في آخر الأربعين )).
9 ـ وروى البخاري (1597) ومسلم (1270) أنَّ عمر رضي الله عنه جاء إلى الحجر الأسود وقبًَّله، وقال: (( إنِّي أعلمُ أنَّك حجرٌ لا تضرُّ ولا تنفع، ولولا أنِّي رأيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم يُقبِّلك ما قبَّلتُك )).
10 ـ وروى مسلم (2674) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( مَن دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومَن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام مَن تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً )).
وكما وردت نصوصُ الكتاب والسنَّة في الترغيب في اتِّباع السنن والتحذير من البدع، فقد جاءت آثارٌ كثيرة عن سلف هذه الأمَّة المتَّبعين للكتاب والسنَّة من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم، فيها الحثُّ على اتِّباع السنَّة والتحذير من البدع وبيان خطرها، ومن ذلك:
1 ـ قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (( اتِّبعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كُفيتُم )) رواه الدارمي (211).
2 ـ قال عثمان بن حاضر: (( دخلتُ على ابن عباس، فقلت: أوصني، فقال: نعم! عليك بتقوى الله والاستقامة، اتَّبع ولا تبتدع )) رواه الدارمي (141).
3 ـ قال عبد الله بن مسعود: (( مَن سرَّه أن يلقى اللهَ غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث يُنادى بهنَّ؛ فإنَّ الله شرع لنبيِّكم سنن الهدى، وإنَّهنَّ من سُنن الهدى، ولو أنَّكم صلَّيتُم في بيوتكم كما يُصلِّي هذا المتخلِّف في بيته لتركتُم سنَّة نبيِّكم، ولو تركتم سنَّة نبيِّكم لضللتُم ... )) رواه مسلم (654).
4 ـ قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (( كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها الناسُ حسنة )) رواه محمد بن نصر المروزي في السنة.
5 ـ قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (( فإيَّاكم وما يُبتدَع؛ فإنَّ ما ابتُدع ضلالة )) رواه أبو داود (4611).
6 ـ كتب رجلٌ إلى عمر بن عبد العزيز يسأله عن القدر، فكتب: (( أمَّا بعد، أوصيك بتقوى الله والاقتصاد في أمره واتِّباع سنَّة نبيِّه صلى الله عليه وسلم وترك ما أحدث المحدثون بعد ما جرت به سنته، وكُفوا مؤنته، فعليك بلزوم السنَّة؛ فإنها لك بإذن الله عصمة ... )) رواه أبو داود (4612).
7 ـ قال سهل بن عبد الله التستري: (( ما أحدث أحدٌ في العلم شيئاً إلاَّ سُئل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنَّة سلِم، وإلاَّ فلا )) فتح الباري (13/290).
8 ـ قال أبو عثمان النيسابوري: (( مَن أمَّر السنَّة على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسه قولاً وفعلاً نطق بالبدعة )) حلية الأولياء (10/244).
9 ـ قال الإمام مالك رحمه الله: (( مَن ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمداً خان الرسالة؛ لأنَّ الله يقول: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ))، فما لَم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً )) الاعتصام للشاطبي (1/28).
10 ـ قال الإمام أحمد رحمه الله: (( أصول السنة عندنا التمسُّك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم، وترك البدع، وكل بدعة ضلالة )) شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي (317).


مقتبس من كتاب

الحث على اتِّباع السنَّة
والتحذير من البدع وبيان خطرها

للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر