الجمعة، 19 يوليو 2019

18- شرح أصول السنة للإمام أحمد

خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم قال - رحمه الله تعالى: وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة، علي بن أبي طالب، وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد كلهم يصلح للخلافة، وكلهم إمام، ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - كنا نعد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حي وأصحابه متوافرون، أبو بكر وعمر وعثمان، ثم نسكت، ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على قدر الهجرة والسابقة، أولا فأول ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، القرن الذي بعث فيهم.

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبد الله ورسوله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
قال المؤلف -رحمه الله- في بيان السنة وعقيدة أهل السنة والجماعة وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، نقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يختلفوا بعد ذلك، لم يختلفوا في ذلك، هذا هو المعتمد عند أهل السنة والجماعة في الاعتقاد أن خير هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر الصديق فهو أفضل الناس بعد الأنبياء , وعيسى - عليه الصلاة والسلام - إذا نزل في آخر الزمان يكون أيضا من أفراد هذه الأمة فيقال: وأيضا خير الأمة بعد نبيها عيسى وهو نبي، ثم يليه الصديق، وهو خير الأمة بعد الأنبياء، وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، يقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يختلفوا في ذلك، ثم بعد ذلك علي بن أبي طالب هو الرابع يربع به، كانوا يربعون بعلي بن أبي طالب، أما هؤلاء الثلاثة فهم مقدمون وعلي -رضي الله عنه- هو الرابع، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية، يثلثون بعثمان ويربعون بعلي، فهؤلاء الأربعة هم أفضل الناس.
وترتيبهم في الفضيلة كترتيبهم في الخلافة أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان، ثم علي.
وكان هناك خلاف بين السلف في الفضيلة في تقديم عثمان على علي، وروي عن الإمام أبي حنيفة تقديم علي على عثمان في الفضيلة لا في الخلافة، وروي عنه أنه رجع ووافق الجمهور، فكان إجماعا على تقديم عثمان على علي -رضي الله عنه- وهذا الخلاف إنما هو في الفضيلة، لكن الجماهير الصحابة على تفضيل عثمان على علي أيضا في الفضيلة، أما الخلافة فلا يقدم أحد علي على عثمان أبدا.
من قدم عليا على عثمان في الخلافة فهذا ضال عند أهل السنة والجماعة، ولهذا قال شيخ الإسلام -رحمه الله: من قدم عليا على عثمان فهو أضل من حمار أهله. يعني في الخلافة، وقال: من قدم عليا على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين، يعني احتقر رأيهم، أزرى بالمهاجرين والأنصار أجمع المهاجرين والأنصار على تقديم عثمان في الخلافة، ولهذا لما تشاور الستة الذين جعل الخلافة فيهم عمر -رضي الله عنه- وجعل الأمر لعبد الرحمن بن عوف، وصار يشاور الناس ثلاث ليال، بعد ثلاث ليال لما حضر الناس والمهاجرون والأنصار ووجهاء الناس تشهد عبد الرحمن بن عوف، وحمد الله ثم أثنى عليه، ثم قال: يا علي إني رأيت وجوه الناس فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلن لنا لنفسك عليك سبيلا، ثم قام وبايعه، وبايعه المهاجرون والأنصار والأمراء والأجناد وتمت له البيعة.
فإذا خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر ثم عثمان، ثم علي، فهو يربعون بعلي، وأما الخلاف اللي في الفضيلة بين علي وعثمان هذا انقرض كان في مذهب أبي حنيفة خلاف في تقديم علي على عثمان، ثم زال الخلاف وأجمع العلماء على تقديم عثمان على علي في الفضيلة أيضا، وأما الخلافة فهو إجماع تقديم عثمان في الخلافة، هذا بإجماع المسلمين ولم يخالف في هذا أحد، ما عدا الرافضة كما سيأتي فإن الرافضة أهل بدعة، فلا يعتمد عليهم، فلا يلتفت إلى خلافهم.
قال المؤلف -رحمه الله- ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة، والصواب أنهم ستة وهم خمسة، معهم عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، ساقط عثمان، أولهم عثمان، كلهم ثلاثة عندهم، ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الستة، مو هم خمسة ستة، أولهم عثمان، عثمان بن عفان ستة اللي جعل الأمر الشورى بينهم عمر رضي الله عنه لما طعن ستة، عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد قال كلهم للخلافة وكلهم إمام.
ويذهب يعني الإمام في ذلك إلى حديث ابن عمر -رضي الله عنه- كنا نعد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حي، وأصحابه متوافرون، أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم نسكت، قال عبد الله بن الإمام أحمد في السنة: سألت أبي عن التفضيل بين أبي بكر وعثمان وعلي، فقال أبي رحمه الله: أبو بكر وعمر وعثمان، وعلي الرابع من الخلفاء، هذا يدل على أن هنا في... وعلي الرابع من الخلفاء، قلت لأبي: إن قوما يقولون إنه ليس بخليفة، يعني علي، قال: هذا قول سوء رديء.
وقال: أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون له يا أمير المؤمنين أفنكذبهم وقد حج بالناس، يعني علي، وقطع ورجم، يعني أقام الحدود، قطع يد السارق ورجم الزاني، فلا يكون هذا إلا خليفة، قلت لأبي: من احتج بحديث عبيدة أنه قال لعلي: رأيك في الجماعة أحب إلي من رأيك في الفرقة، فقال أبي: إنما أراد أمير المؤمنين بذلك أن يضع نفسه بتواضع، قوله: خبطتنا فتنة تواضع بذلك، علي بايعه أكثر أهل الحل العقد، فثبتت له البيعة.
امتنع معاوية وأهل الشام؛ لأنهم طالبوا بدم عثمان لا لأنه ليس أهلا للخلافة، هم يطالبون بدم عثمان، ولا يطالبون بالخلافة، موافقون على الخلافة لكن يطالبون بدم عثمان ثم يبايعوه، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة في ذكر الاعتقاد الذي أجمع عليه أهل الأمصار، وخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وهم الخلفاء الراشدون المهديون.
وقال البربهاري في شرح السنة، قال طعمة بن عمرو، وسفيان بن عيينة: من وقف عند عثمان وعلي فهو شيعي، من وقف عند علي وعثمان فهو شيعي لا يعدل ولا يكلم ولا يجالس، ومن قدم عليا على عثمان فهو رافضي، قد رفض آثار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومن قدم الأربعة على جميعهم، وترحم على الباقين، وكف عن زللهم فهو طريق الاستقامة والهدى في هذا الباب.
وروى الخلال في السنة، بسند صحيح عن صالح ابن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه سأله عمن لا يفضل أبا بكر وعمر على غيرهما، قال السنة عندنا في التفضيل ما قال ابن عمر كنا نعد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- حي أبو بكر وعمر وعثمان ونسكت.
قال ثم بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين، يعني يلونهم في الفضيلة، يعني أصحاب الشورى يكملون أيش العشرة تكملة العشرة المبشرين بالجنة، منهم أيضا أبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، بقية العشرة المبشرين بالجنة هم يلونهم في الفضيلة، ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار؛ لأن أهل بدر قسمان: مهاجرون وأنصار، فالمهاجرون أفضل، ثم يليهم الأنصار، ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين، ثم أهل بدر من الأنصار، من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، على قدر الهجرة والسابقة، أولا فأول يعني من تقدمت هجرته أفضل، ومن تقدم إسلامه أفضل، والذي أسلم أولا وصلى إلى القبلتين أفضل، والذي أسلم قبل الحديبية أفضل.
ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقرنه الذي بعث فيهم، يشير إلى الحديث، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: « خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم »(1) وهذه القرون المفضلة الثلاثة، وأما أهل البدع، فإنهم على خلاف معتقد أهل السنة والجماعة، أهل البدع طائفتان، النواصب والروافض، الروافض الذين رفضوا زيد بن علي بن الحسين لما سألوه عن أبي بكر وعمر فقال: هما وزيرا جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفضوه، فقال: رفضتموني رفضتموني، فسموا الرافضة، وكانوا قبل ذلك يسمون الخشبية، لأنهم يقاتلون بالخشب، ولا يقاتلون بالسيف حتى يخرج المهدي.
فالذين، فالمخالفون للصحابة طائفتان الروافض والنواصب، الروافض الذين غلوا في أهل البيت، وعبدوهم من دون الله وكفروا الصحابة، وسبوهم وعادوهم، وتكفير الصحابة ومعاداتهم تكذيب لله؛ لأن الله زكاهم وعدلهم ووعدهم الجنة قال ﴿ وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى ﴾(2) وهي الجنة، وقال: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ﴾(3) قال: لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، وقال ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ ﴾(4) وقال: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ ﴾(5) ثم قال في آخر الآية: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴾(5) فمن كفرهم فقد كذب الله، ومن كذب الله كفر.
فعلى هذا يكون الروافض كذبوا الله فيكونون كفارا، وكذلك هم كذبوا الله في أن القرآن محفوظ زعموا أن القرآن لم يبق منه إلا الثلث، وأنه ضاع ثلثاه، ضاع ما يقرب من ثلثيه، وهذا تكذيب لله في قوله ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾(6) وهم أيضا يعبدون آل البيت، يغلون بهم ويعبدونهم من دون الله.
ويزعمون أن الصحابة كفروا وارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نص على الخلافة وأنهم أخفوا النصوص، فيزعمون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نص على أن الخليفة بعده علي أبي طالب، ثم الخليفة الثاني الحسن، ابنه الحسن بن علي، ثم الخليفة الثالث الحسين بن علي ثم الباقي من نسل الحسين، علي بن الحسين زين العابدين الرابع، ثم محمد بن علي الباقر، ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي الجواد، ثم علي بن محمد الهادي، ثم الحسن بن علي العسكري، ثم الثاني عشر محمد بن الحسن الخلف الحجة المهدي المنتظر الذي دخل سرداب سامراء في العراق سنة ستين ومائتين، ولم يخرج إلى الآن.
هؤلاء يقولون: أئمة منصوصون معصومون، نص عليهم النبي وهم معصومين لهم العصمة، لئلا يخلى الله العالم من لطفه ورحمته، قالوا إن النبي -صلى الله عليه وسلم- نص على أن هؤلاء الخلفاء الاثنى عشر، ولكن الصحابة كفروا وارتدوا وأخفوا النصوص وولوا أبا بكر وعمر، أبا بكر زورا وبهتانا، ثم ولوا عمر زورا وبهتانا، ثم ولوا عثمان زورا وبهتانا، ثم وصلت النوبة إلى الخليفة الأول علي، وهذا تكذيب لله؛ لأن الله زكاهم وعدلهم ووعدهم الجنة. وهذا كفر وردة.
ثم، والعجيب أن محمد بن الحسن الذي يسمونه المهدي مات أبوه عقيما ولم يولد له، أبوه الحسن مات عقيما، ما له ثم اختلقوا له ولد وأدخلوه السرداب، وقالوا: إنه سرداب أدخلوه السرداب، سنة ستون ومائتين وما خرج إلى الآن، وقالوا إن أمر الأمة موقوف على خروجه، وأنه ليس هناك طريق للسعادة ولا دخول الجنة إلا عن طريق هذا الإمام الذي دخل السرداب.
وعلى هذا يكون أول الأشقياء المعذبين هم الرافضة، لأنهم ما عرفوا، ما عرفوا حاله ولا عرفوا ما يأمر به ولا ما ينهى عنه، فيكونون هم الأشقياء، وكيف يعلق الله أمر الأمة على شخص موهوم تعلق السعادة على شخص موهوم، والمرأة إذا تأخر عنها زوجها وغاب عنها زوجها، ورفعت أمرها إلى الحاكم تفسخ، لرفع الضرر عن المرأة، وكيف تجعل الأمة كلها مربوطة بشخص موهوم، لا حقيقة له، ويقال: لا طريق ولا جهاد حتى يخرج المهدي.
وهم يقولون: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج المهدي من السرداب وينادي مناد من السماء أن اتبعوه، فالمهدي عند الشيعة خرافة لا حقيقة له؛ لأنه لا وجود له، ومات أبوه عقيما ولم يولد له، ولو قدر أنه موجود كيف يعيش هذه المدة في السرداب وقد مضى عليه -يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في زمانه أربعمائة سنة، ونحن نقول مضى عليه ألف ومائتين سنة ولم يخرج إلى الآن، فهو شخص خرافة لا حقيقة له، نسأل الله السلامة والعافية.
وأما بقية فرق الشيعة كالزيدية وغيرها اللي يفضلون عليا على عثمان هؤلاء مبتدعة، علي -رضي الله عنه- طلب الذين يسبون أبا بكر وعمر طلبهم للقتل ليقتلهم، وطلب الذين فضلوه على عثمان ليجلدهم ثمانين جلدة حد المفتري، من فضل عليا على عثمان جلده ثمانين طلبه للجلد، ومن سب أبا بكر وعمر طلبه للقتل.
ويروى عن الإمام أحمد -رحمه الله- أن من سب الشيخين أبي بكر وعمر كفر، روي عن الإمام أحمد أيضا وأنه يكفر من كفر الشيخين أو سبهما، أما هذا التكفير الصحابة كفر لأنه تكذيب لله، لكن تكذيب الواحد والاثنين، أما السب هذا فيه تفصيل، إن سبهم لدينهم كفر، وإن سبهم للغيظ الذي في قلبه، فإنه يفسق ويكون فاسقا، والنواصب عكسهم، نصبوا العداوة لأهل البيت، عادوا أهل البيت يسمون النواصب وهم الخوارج ينصبون العداوة لأهل البيت.
والروافض عبدوا أهل البيت، على طرفي نقيض، الروافض عبدوهم من دون الله حتى جعلوهم آلهة، والنواصب عادوهم وأبغضوهم وكفروهم، ومذهب السلف وسط بين الروافض والنواصب، يحبون أهل البيت ويوالونهم ولكن لا يعبدونهم من دون الله، ويحبون الصحابة ويوالونهم وينزلونهم منزلتهم اللائقة بهم التي أنزلهم الله إياها بالعدل والإنصاف لا بالهوى والتعصب هذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة، وأن كما ذكر المؤلف -رحمه الله- تفضيلهم المهاجرون مقدمون ثم الأنصار.
من العلماء من قال: يقدم أهل بيعة الرضوان، أولا الخلفاء الراشدون، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة ثم أهل بدر، المهاجرين والأنصار، ثم أهل بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة، وكانوا ألفا وأربعمائة، والصحابة - رضوان الله عليهم - خير الناس وأفضل الناس بعد الأنبياء لا كان ولا يكون مثلهم، ويأتي الكلام عليهم إن شاء الله غدا نقف على قوله ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله، والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم والآن يأتي دور الأسئلة.
أحسن الله إليكم وبارك في علمكم يقول السائل: ما الصحيح في لفظ جبريل هل هو كما تفضلتم به جبرائيل أم ماذا؟
جبريل فيه وجهان أو لغتان يقال جبريل وجبرائيل، وكذلك ميكائيل وميكال، وإسماعيل وإسماعين، باللام والنون وجوه، جبريل وجبرائيل ﴿ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ ﴾(7) ويقال: جبرائيل، وجهان، وميكائيل وميكال، وإسماعيل وإسماعين، وبيت المقدس وبيت المُقدَّس وجهان كل هذه وجوه، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل لم أفهم مراد من قال إن النبي رأى ربه بفؤاده؟
يعني لم يره بعين رأسه رآه بفؤاده، يعني أعطاه الله زيادة علم، زيادة علم بفؤاده، ومنهم من قال جعل الله له عينين في قلبه، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل هل خالف الكلابية في تعريف الإيمان ومسماه؟
الكلابية هم المنسوبين إلى عبد الله بن سعيد بن كلاب، هم يعني مذهب الأشاعرة متفرع عنهم، وهم مثل الأشاعرة ينفون الصفات الفعلية، فمذهبهم واحد، الماتريدية، والأشعرية والكلابية متقارب نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: هل الأنبياء معصومون عن الكبائر قبل بعثتهم إلى قومهم، وإذا كان الجواب نعم فماذا الجواب عن قتل موسى النفس؟
لأ الجواب ليس بنعم، الجواب: لأ، قبل النبوة ليسوا معصومين، قال الله تعالى: ﴿ وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ﴾(8) ولهذا حصل القتل من موسى قبل النبوة، هذا ولكن الله صان نبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- فلم يحضر عيدا ولم يشرب خمرا، ولم يحضر عيدا ولا احتفالا، ولم يعبد صنما، صانهم الله، لكن بعد النبوة، معصومون، معصومون عن أي شيء؟ معصومون عن الشرك بالله، ومعصومون عن كبائر الذنوب، ومعصومون عن الخطأ في التبليغ عن الله، لكن قد تقع منهم الصغائر، ولهذا قال الله عن موسى ﴿ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ﴾(9) كل نبي، وقال للنبي: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾(10) وقد تكون في حقهم خلاف الأولى، لكنهم معصومون عن الشرك وعن الكبائر وعن الخطأ في التبليغ عن الله نعم.
يقول: وهل لشيخ الإسلام جواب عن المسألة؟
أي مسألة؟
هل الأنبياء معصومون عن الكبائر قبل بعثتهم إلى قومهم؟ السؤال اللي قبل قليل ؟
هو الكلام هذا، قبل النبوة الكلام إنما العصمة تكون بعد النبوة، ما عاد كلام شيخ الإسلام يحتاج إلى مراجعة، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: ما هو غضب الرب الذي يقصد به الأنبياء يوم القيامة؟
وصفه -سبحانه وتعالى- إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، من آثار غضبه الانتقام، خافوا الغضب الصفات تتفاوت، الغضب يتفاوت "إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب مثله قبله" والكلام يتفاوت كلام الله يتفاوت صفة من صفاته، "قل هو الله أحد تعدل ثلث" فصفات الله تتفاوت الغضب يتفاوت، والكلام يتفاوت "إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله" اللي وصفه -سبحانه وتعالى- ومن آثار غضبه الانتقام، كما أن من آثار صفة الرضا الثواب، إذا - رضي الله أثاب، وإذا غضب عاقب، فهم يخشون من العقوبة، من آثار غضب الله نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل لو أعدتم الأمور العشرة في مراحل يوم القيامة بالترتيب؟
قلنا أولا: النفخ في الصور نفخة الصعق والموت، النفخة أولها فزع ثم الصعق والموت، ثم نفخة البعث، البعث الأجساد، يبعث الله الأجساد، ثم الحشر، حشر الناس والوقوف بين يدي الله للحساب، ثم تطاير الصحف بالأيمان وبالشمائل، ثم الورود على الحوض، ثم وزن الأعمال، ثم المرور على الصراط، ثم الجنة أو النار، أولا النفخ، هي على حسب، يقولون النفخ في الصور، نفخة الصعق، جعلتها واحدة، نفخة الصعق والموت، أولها فزع وآخرها صعق، ثم نفخة البعث، ثم البعث بالأجساد، ثم الحشر، حشر الناس وجمعهم والوقوف بين يدي الله للحساب ثم أخذهم الصحائف بالأيمان وبالشمائل ثم ورودهم على الحوض، ثم وزن الأعمال، ثم بعد ذلك المرور على الصراط، ثم الجنة أو النار نعم أيش؟ الشفاعة نعم، ثم الشفاعة بعد ذلك، الشفاعة تكون بعد الوقوف بين يدي الله للحساب ثم الشفاعة، نفس واحد، ثم الشفاعة بعد ذلك، نعم، نعم قلنا تطاير الصحف بالأيمان وبالشمائل، إلى آخره، الشفاعة سقطت صارت عشرة، ها، الحشر والنشر، النشر هو البعث نشر الناس هو خروجهم من قبورهم، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل لماذا خص المصنف -رحمه الله- ذكر الدجال من بين العلامات الكبرى في هذه الأصول؟
لأنها أدلتها في الصحيح؛ لأن أدلتها في الصحيحين، والعلماء يختلفون في عقائدهم بعضهم يذكر المهدي، والدجال، ونزول عيسى، وبعضهم لا يذكر المهدي، المهدي ليس أحاديثه في الصحاح لكنها ثابتة؛ لأنها في الصحيحين وفي غيرهما، ولأن فتنته عظيمة، ومن الأدلة على المسيح الدجال ما ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بالاستعاذة من أربع في آخر الصلاة، قال: في آخر التشهد « إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع يقول: أعوذ بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال »(11) لأن فتنته عظيمة كما في صحيح مسلم « ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أو أمرٌ أعظم من الدجال أو أكبر من الدجال »(12) نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: هل انتفاخ الأهلة من علامات الساعة الصغرى؟
نعم ذكر هذا، ذكر بعضهم أن انتفاخ الأهلة من علامات الساعة، ذكر هذا الشارح في السفارينية، السفاريني في عقيدته وذكر الدليل في هذا، وقال: إن من علامات الساعة يعني الصغرى انتفاخ الأهلة تكبر الأهلة، حتى يقال للهلال ابن ليلتين، في أول ليلة حتى يقال له: ابن ليلتين، نعم، ويحتاج مراجعة الحديث في هذا نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل كيف نرد على من قال إن الدجال غير موجودٍ الآن مستدلا بالحديث الذي فيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في مجلس له مع أصحابه أنه بعد مائة سنة، لا يبقى أحدٌ على الأرض ممن هو عليها الآن؟
نعم هذا الحديث حديث صحيح في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في آخر حياته قال في آخر حياته: « لا يأتي مائة سنة وعلى الأرض ممن هو على ظهرها اليوم أحد »(13) يعني أن مائة سنة تخرم ذلك الضرب، لا يبقى على الأرض ممن هو اليوم على ظهرها أحد بعد مائة سنة، يعني تخرج ذلك الأرض ويكون بعد هذا الكلام كل الموجودين يموتون، ويكون هناك أحفادهم وأبناءهم من بعدهم.
وجاء في حديث صحيح في صحيح مسلم حديث فاطمة بنت قيس، وهو حديث صحيح في قصة عدي بن حاتم أنهم ركبوا البحر وأنه لعب بهم البحر شهرا، وأنه أفضى بهم إلى جزيرة في البحر، وأنهم وجدوا فيها رجلا عظيم الخلقة، وأنه مربوط بالسلاسل وسألهم وسألوه حتى قال لهم إنه الدجال، فجاء عدي فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وخطب النبي -صلى الله عليه وسلم- الناس، وقال لهم: إن عدي وافق ما قلت لكم، كان الأولى بالسائل أن يقول كيف الجمع بين الحديثين، ينبغي أن نقول للسائل كيف الجمع بين الحديثين؟ هذا حديث، وهذا حديث هذا في الصحيحين وهذا في صحيح مسلم، وهو ثابت، كيف يجمع بينهما؟ أنه ما يأتي مائة سنة إلا ويموت الناس والدجال موجود في الحديث في حديث، والجواب بينهما، بأن هذا مستثنى، هذا عام، وهذا خاص لا يأتي مائة سنة إلا وتخرم ذلك الأرض، إلا الدجال فإنه مستثنى ويزول الإشكال، نقول مائة سنة تخرق ذلك الأرض، لكن يستثنى من ذلك الدجال لحديث فاطمة بنت قيس فيكون باقي الدجال، الدجال مستثنى نعم، الحديث صحيح، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: هناك من ذكر أن ما يوزن هو ثلاثة أشياء؟

أيش هناك من ذكر
أن ما يوزن هو ثلاثة أشياء: الأعمال وصاحب العمل وصحائف الأعمال، وهناك من ذكر أنها اثنان الأعمال وصاحبها فقط، فهل هذا الخلاف لفظي أم معنوي؟


الأعمال وصحائف الأعمال واحد، الأعمال وصحائفها شيء واحد، الأعمال تكتب في الصحائف فهي شيء واحد، يوزن الأعمال والأشخاص، والصحائف تابعة للأعمال نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: هل طلب الدعاء من الميت من أقسام الشرك الأكبر أم الأصغر مع التفصيل؟
هذه المسألة فيها خلاف بين أهل العلم، إذا دعا الميت، ولم يسأله ما دعاه من دون الله، وإنما قال لفلان يا فلان ادع الله لي يخاطب الميت، إذا قال: يا فلان اغفر لي أو ارحمني أو اشفع لي هذا شرك، لكن لو قال، يا فلان ادع الله لي يخاطب الميت، فهل يكون شركا، على قولين لأهل العلم، القول الأول أنه يكون شرك، وهذا هو الصواب، لأنه دعا غير الله، والقول الثاني أنه يكون بدعة ولا يكون شرك؛ لأنه ما طلب منه أن يغفر له، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
أحسن الله إليكم هذا سائل من فرنسا يقول: عندنا في فرنسا في أيام الصيف يطول اليوم حيث لا يغيب الشفق الأحمر إلا بعد منتصف الليل، وصلاة الفجر مبكرة حيث إن الزمن الذي بينها وبين صلاة العشاء لا يتجاوز ثلاث ساعات ونصف، فهل يجوز للمسلم في هذه الحالة أن يجمع خاصة العمال الذين يشتغلون مبكرا وينبغي عليهم أن يأخذوا قسطا من الراحة؟
يجمعون أيش، يجمع صلاة العشاء مع المغرب يعني، حتى ينام مبكرا، ليس له ذلك لا يجوز الجمع إلا من عذر، الجمع يجوز للمريض وللمسافر، أما أن يجمع بدون من أجل العمل فليس له ذلك، بل عليه أن يتكيف، يتكيف مع أداء الصلاة في أوقاتها، نعم.
أحسن الله إليكم هذا سائل من الجزائر يقول: إذا كان العمل يشتمل على عدة فضائل فهل يشترط استحضار كل تلك الفضائل كلها؟
يعني إذا استحضر، إذا استحضر الإنسان فإنه يؤجر ينبغي للإنسان أن يستحضر يكون على نيته، ينوي حتى يكتب الله له الأجر يستشعر الإخلاص، يستشعر أنه يعمل وأنه يؤدي الواجب، فمثلا إذا أنفق الإنسان على أهله أدى الواجب ومن أدى الواجب أثابه الله، لكن إذا احتسب الأجر أثابه الله ثوابا آخر ثواب الاحتساب، وإلا من أدى الواجب فهو مثاب، ينفق على أهله يثاب، أدى الواجب، كما أن من لم يؤد الواجب معاقب، لكن إذا استشعر واحتسب الأجر عند الله فإنه يكون مثاب ثوابا آخر نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: ما حكم من قال إن خلافة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- امتداد لخلافة الشيخين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وخلافة عثمان -رضي الله عنه- فجوة بينهما؟
هذا ضال كيف فجوة، مدة طويلة الآن فجوة الآن بعد وفاة أبي بكر وعمر تكون فجوة، كيف هذا؟ وكيف امتداد خلافة علي امتداد لخلافة أبي بكر وعمر، وبينهم فاصل؟ معنى هذا ما اعترف بخلافة عثمان، هذا وقد قال العلماء من فضل عليا على عثمان، من قدم عليا على عثمان في الخلافة فقد أزرى بالمهاجرين، أزرى بالمهاجرين والأنصار احتقرهم رأيهم، أجمعوا إجماعا كاملا، ما في إجماع مثل الإجماع على خلافة عثمان أبدا، خلافة الصديق -رضي الله عنه- تأخر علي وجماعة تأخروا، تأخر علي -رضي الله عنه- لما غاضبته، فاطمة تطلب إرثها من النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين لها إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يورث، وتأخر علي أيضا أما عثمان إجماع فكيف يقال بعد هذا أنها فجوة، هذا ما أدري ولا أعرف سمعت أحدا يقول مثل هذا الكلام، لا هو قول الشيعة، ولا هو قول أحد كيف ما سمعت مثل هذا الكلام هذا، هذا كلام جاهل ما يفهم هذا يقول هذا الكلام هذا جاهل مركب، يقول كيف خلافة علي امتداد لخلافة أبي بكر، وخلافة عثمان اثنى عشرة سنة فجوة، إما جاهل مركب وإلا أنه عنده خلل في التصور والاعتقاد في الصحابة نعم والخلافة نعم.
أحسن الله إليكم سائل من المغرب يقول: ما هو حكم الصلاة في المساجد التي وضع داخلها تلفاز ودش وتبث من خلالها المسلسلات التي تحتوي على النساء والرجال معا، نحن ننتظر الإجابة بفارغ الصبر وفقكم الله؟

في المساجد هذا موجود في المساجد، نعم يقول في المساجد، لا حول ولا قوة إلا بالله، هذا مصيبة، نعم ليست يعني أمام الناس، إذا كانت هي تبث وقت الصلاة، فالصلاة صحيحة، ويجب أن يطهر المسجد منها من هذه الأجهزة الخبيثة، بل يجب أن يطهر البيت، يجب أن يطهر المسجد من هذا من هذه الأجهزة الخبيثة؛ لأن المسجد إنما بني لذكر الله وللعبادة، فكيف يذكر الله في وقت وتبث هذه الشرور في وقت آخر، المسجد مطهر من هذا، بل يجب تطهير البيت، يجب تطهير البيت من هذه الأجهزة الخبيثة فكيف المسجد، الواجب تطهير المسجد من هذه الأجهزة الخبيثة وإخراجها منه، وإذا كان هؤلاء مبتلون يجعلونه في مكان آخر غير المسجد، حتى البيوت، حتى بيوت الله، يريدون أن يملؤها بالشر ما يريدونها أن تسلم، لا حول ولا قوة إلا بالله، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل هل نعتقد أن الله -عز وجل- يخلق معاصي العباد؟
هذا كلام المعتزلة، الذين يقولون: إن الله لا يخلق المعاصي، الله تعالى يقول في كتابه ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾(15) وقال: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾(16) نقول له هل يقع في ملك الله ما لا يريد، هل تجعل الله عاجزا يقع في ملكه شيئا لا يريده ولا يستطيعه، نعم الله خالق كل شيء، كل شيء في هذا الكون الله خلقه، ولا يمكن يقع في ملك الله ما لا يريد لكن المعاصي خلقها لحكمة وأسرار ترتبت عليها كما بينا، كما سبق، لحكم وأسرار.
من الحكم وجود العبادات المتنوعة، عبودية الجهاد في سبيل الله، عبودية الصبر على الهوى، عبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عبودية الولاء والبراء، عبودية الحب في الله والبغض في الله، عبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هذه من الحكم والأسرار، الله لا يريدها شرعا ولا دينا، ولكنه خلقها أرادها كونا وقدرا لما يترتب عليها من الحكم، نعم.
فهذا الشخص اللي يقول هل، يقول الله لا يخلق المعاصي. نقول له هل تريد أن تكون معتزليا قدريا، تقول إن الله لا يخلق المعاصي نعم، الله يخلق المعاصي خلق كل شيء المعاصي والطاعات، لا تخصص شيء، كل شيء في هذا الكون خلقه الله، ﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ﴾(15) ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾(16) هل الله عاجز، إذا قلت ما خلق المعاصي قلت إنه عاجز وجدت المعاصي وهو لا يريدها فيكون عاجزا، تصف الله بالعجز هذا كفر وردة، فأين تذهب إلى هذا ولا إلى هذا، تذهب إلى مذهب المعتزلة وتقول إن الله...، أو تذهب إلى ما دلت عليه النصوص من أن الله خلق كل شيء، وأن ربك حكيم عليم، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: لو اجتمع في شخصين الهجرة والسابقة فمن يقدم؟
السابقة هي ألزم من الهجرة، السابقون كلهم هاجروا، السابقون الأولون، الهجرة يعني إلى المدينة، له أجر السبق، وينقص وإذا سبقه غيره في الهجرة حصل على فضيلة الهجرة أكثر من لو كان، لو حصل على أجر الهجرة والسبق، السبق ولم يحصل له الهجرة هذا فيه تفصيل، يعني تأخر عن الهجرة، فاته من الأجر لكن المعروف من الصحابة ما تأخروا إلا المستضعفين الذين بقوا في المدينة، إلا بقوا في مكة المستضعفين الذين عجزوا عن الهجرة، نعم.
أحسن الله إليكم: يقول السائل هل يسمع الميت كلام الحي أم لا؟
الله تعالى يقول: ﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ﴾(17) ويقول ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾(18) والميت لا يسمع انتهى، الميت انتهى، لا يعلم ولا يسمع، إلا ما استثناه الله، ما استثني كما في الحديث إنه ليسمع قرع نعالهم إذا ولوا مدبرين، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا سلم، قال رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام، والمؤمن مشروع له أن يسلم على أخيه، وكذلك أهل بدر الكفار الذين وضعوا في قليب بدر ناداهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وسمعوا كلامه، وبعد ذلك فالأصل أنه لا يسمع ولا يعلم؛ لأنه انتهى ليس من أهل الدنيا، والله تعالى يقول ﴿ إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى ﴾(17) ويقول ﴿ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾(18) نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: ما هي علامات الساعة الكبرى؟
سمعت قلناها قلنا العشر ترجع إليها في الشريط فلن نعيدها مرة أخرى، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل هل من غلبه النوم عن صلاة الفجر دائما مع أخذه بالأسباب المعينة على الاستيقاظ يعد كافرا لأجل ذلك علما بأنه لا يصليها إلا بعد طلوع الشمس؟
إذا كان كما ذكر السائل ما يجعل الأسباب التي تعينه، وهو يريد أن يصلي، ولكن غلب وجعل أسبابا توقظه معناه ما تعمد، المصيبة اللي تعمد ترك صلاة الفجر، يركب الساعة على العمل، ولا يريد أن يقوم إلى الصلاة، ولو نبه ما انتبه هذا متعمد، أما اللي يجعل أسبابا توقظه، وعنده إحساس وشعور، لأ، لكن ينبغي مع ذلك أن ينام مبكرا، من الأسباب أن تنام مبكرا حتى تستيقظ، أما أن تنام متأخرا ما تستطيع، واحد يسأل يقول أنا ما أستطيع أن أقوم إلى صلاة الفجر حاولت جهدي ما استطعت ما الحل؟ قلت متى تنام، قال والله أنام الساعة الواحدة أو الثانية. قلت له كيف تنام الساعة الواحدة والثانية وتريد أن تقوم ما يستطيع، بقي ساعة أو ساعتين تنام، يكون الإنسان جيفة، لو قنبلة عندك ما تقوم، نم نم مبكرا، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى العشاء آوى إلى فراشه تنام الساعة الواحدة والثانية وتقول أريد أن أقوم، نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: ما العمل حيث إن بعض أقاربنا لا يصلون الفجر إلا الساعة السابعة دائما - أيش - حيث إن بعض أقاربنا لا يصلون الفجر إلا الساعة السابعة دائما هل يكفرون، ولقد نصحناهم كثيرا فهل نأكل معهم ونشاربهم؟
عليك بالاستمرار في النصيحة، عليك بالاستمرار في النصيحة وتذكيرهم وتخويفهم بالله وحثهم على النوم مبكرين , وتهدي لهم أشرطة والكتيبات التي تفيدهم، أو تستعين بمن يعينك على نصحهم أيضا من الأقارب الذين يقدرونهم أو من الجيران أو من إمام المسجد أو من الدعاة، أو من رجال الحسبة، لعل الله يهديهم بأسبابك فيكون لك مثل أجرهم نعم.
أحسن الله إليكم يقول السائل: هل توزيع المياه في المقابر من عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وصحابته، وهل توزيعها داخل المقابر فيه فتح باب لجدل الصدقات؟
لا، لا نعلم أنه يوزع الماء في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- والصحابة، والأصل أنه لا يوزع؛ لأن الوقت ما هو بوقت أكل ولا شرب، الوقت يدفن الميت، ثم ينصرف الناس فلا حاجة إلى تركه أولا، ترك توزيع الماء أولا، ولهذا أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمنع، وأنه لا يجوز، وقد يكون هذا وسيلة أيضا إلى التوسع في هذا، قد رأينا بعضهم يتوسع حتى صار بعض الناس يوزع عصير، وهكذا ثم يكون وسيلة إلى جعل مظلة يجلس فيها الناس وهكذا، المقصود أنه لا ينبغي التوسع في مثل هذا، كل ما أمكن ترك هذا فهو أولى، نعم.
وفق الله الجميع لطاعته وثبت الله الجميع على هداه وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه والتابعين.


(1) البخاري : الشهادات (2652) , ومسلم : فضائل الصحابة (2533) , والترمذي : المناقب (3859) , وابن ماجه : الأحكام (2362) , وأحمد (1/434).
(2) سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:95
(3) سورة الفتح (سورة رقم: 48)؛ آية رقم:18
(4) سورة التوبة (سورة رقم: 9)؛ آية رقم:100
(5) سورة الفتح (سورة رقم: 48)؛ آية رقم:29
(6) سورة الحجر (سورة رقم: 15)؛ آية رقم:9
(7) سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:98
(8) سورة الضحى (سورة رقم: 93)؛ آية رقم:7
(9) سورة القصص (سورة رقم: 28)؛ آية رقم:16
(10) سورة محمد (سورة رقم: 47)؛ آية رقم:19
(11) البخاري : الجنائز (1377) , ومسلم : المساجد ومواضع الصلاة (588) , والترمذي : الدعوات (3604) , والنسائي : الاستعاذة (5514) , وأبو داود : الصلاة (983) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (909) , وأحمد (2/477) , والدارمي : الصلاة (1344).
(12) مسلم : الفتن وأشراط الساعة (2946) , وأحمد (4/19).
(13) البخاري : مواقيت الصلاة (601) , ومسلم : فضائل الصحابة (2537) , والترمذي : الفتن (2251) , وأبو داود : الملاحم (4348) , وأحمد (2/88).
(14) سورة فاطر (سورة رقم: 35)؛ آية رقم:13 - 14
(15) سورة الرعد (سورة رقم: 13)؛ آية رقم:16
(16) سورة الفرقان (سورة رقم: 25)؛ آية رقم:2
(17) سورة النمل (سورة رقم: 27)؛ آية رقم:80
(18) سورة فاطر (سورة رقم: 35)؛ آية رقم:22.


= هنا =

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق