المجلس السابع عشر
شرح حلية طالب العلم
تابع
:- 5خَفْضُ
الْجَناحِ ونَبذُ الْخُيلاءِ والكِبرياءِ
تَحَلَّ
بآدابِ النفْسِ من العَفافِ والحِلْمِ والصبرِ والتواضُعِ للحَقِّ وسكونِ الطائرِ
من الوَقارِ لعزة العلم والرزانةِ وخَفْضِ الْجَناحِ مُتَحَمِّلًا ذُلَّ التعلُّمِ
لعِزَّةِ العِلْمِ ذَليلًا للحَقِّ .
وعليه
: فاحْذَرْ
نَواقِضَ هذه الآدابِ فإنَّها مع الإثْمِ تُقيمُ على نَفْسِكَ شاهدًا على أنَّ في
العَقْلِ عِلَّةً . وعلى حِرمانٍ من العلْمِ والعملِ به ، فإيَّاكَ والْخُيلاءَ
فإنه نِفاقٌ وكِبرياءُ وقد بَلَغَ من شِدَّةِ التَّوَقِّي منه عندَ السلَفِ
مَبْلَغًا : ومن دقيقِه ما أَسنَدَه الذهبيُّ في تَرجمةِ عمرِو بنِ الأسودِ
العَنْسِيِّ الْمُتَوَفَّى في خِلافةِ عبدِ الْمَلِكِ بنِ مَرْوانَ رَحِمَه اللهُ
تعالى : أنه
كان إذا خَرَجَ من المسجدِ قَبَضَ بيمينِه على شِمالِه فُسِئَل عن ذلك ؟ فقال :
مَخافةَ أن تُنافِقَ يَدِي .
قلتُ :يُمْسِكُها خَوفًا من أن يَخْطُرَ بيدِه في مِشيتِه ، فإنَّه من الْخُيلاءِ. اهـ .
وهذا العارِضُ عَرَضَ للعَنْسِيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .
قلتُ :يُمْسِكُها خَوفًا من أن يَخْطُرَ بيدِه في مِشيتِه ، فإنَّه من الْخُيلاءِ. اهـ .
وهذا العارِضُ عَرَضَ للعَنْسِيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .
*تابع تداخل خارج شرح الكتاب:
*تابع
الإعجاب بالنفس:
أسباب الإعجاب بالنفس للإعجاب بالنفس أسباب تؤدي
إليه وبواعث توقع فيه نذكر منها :
1- النشأة
الأولى
2- الإطراء والمدح في الوجه دون مراعاة للآداب الشرعية
3-صحبة
نفر من ذوى الإعجاب بأنفسهم
4-الوقوف
عند النِّعمة ونسيان المُنْعِم : وقد يكون السب في
الإعجاب : إنما هو الوقوف عند النعمة ونسيان المُنْعِم :كذلك أن هناك صنفًا في
العاملين إذا حباه الله نعمة من المال أو علم أو قوة أو جاه أو نحوه وقف عند نعمة
ونسي المُنْعِم وتحت تأثيرِ بريق المواهب وسلطانِها تحدثه نفسُه أنه ما أصابته هذه
النعمة إلا لما لديه من مواهب، ولا يزال هذا الحديث على حد قول قارون " إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَىٰ
عِلْمٍ عِندِي "القصص
:78. ولا يزال هذا الحديث يلح عليه حتى يرى أنه بلغ الغاية أو المنتهى
ويسر ويفرح بنفسه وبما يصدر عنها ولو كان باطلًا وذلك هو الإعجاب بالنفس . ولعل
هذا هو السر في تأكيد الإسلام على أن مصدر النعمة أي نعمة إنما هو الله عز وجل " وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ
فَمِنَ اللَّهِ " . النحل:
53.
" وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ النحل : '78
توقف عن الحديث لضعفه
5- الصدارة
للعمل قبل النضج وكمال التربية : وقد يكون السبب في
الإعجاب بالنفس إنما هي الصدارة للعمل قبل النضج وكمال التربية : ذلك أن ظروف
العمل الإسلامي قد تفرض أن يتصدر بعض العاملين للعمل قبل أن يستوي عودُهم وقبل أن
تكتمل شخصيتُهم وحينئذ يأتي الشيطان فيلقي في روعهم أنهم ما تصدروا للعمل وما
وضعوا في الموقع الذي هم فيه الآن إلا لما يحملون من مؤهلات ما لديهم من مواهب
وإمكانات وقد ينطلي عليهم لجهلهم بمكائد الشيطان وحيله مثل هذا الإلقاء فيصورونه
حقيقة ويرفعون من قدر نفوسهم فوق ما تستحق حتى يكون الإعجاب بها والعياذ
بالله........ ولعل هذا هو السر حرص الإسلام على الفقه ، وعلى أن يكون هذا الفقه
قبل الصدارة أو القيادة إذ يقول الله تعالى فَلَوْلا
نَفَرَ مِنْ كُلِّ
فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ
لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ
وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ
" التوبة:
122..
6-
الغفلة أو الجهل بحقيقة النفس : وقد يكون السبب في
الإعجاب بالنفس إنما هي الغفلة و الجهل بحقيقة النفس : ذلك أن الإنسان إذا غفل أو
جهل حقيقة نفسه ، وأنها من ماء مهين خرج من مخرج البول ، وأن النقص دائمًا طبيعتها
وسمتها ، وأن مردها أن تلقى في التراب ، فتصير جيفة منتنة ، تنفر من رائحتها جميع
الكائنات ، إذا غفل الإنسان أو جهل ذلك كله ربما خطر بباله أنه شئ ، ويقوى الشيطان
فيه هذا الخاطر حتى يصير معجبًا بنفسه . ولعل هذا هو السر في حديث القرآن و السنة
المتكرر عن حقيقة النفس الإنسانية بدءًا ، ونهاية . إذ يقول الحق "سبحانه الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ
شَيْءٍ خَلَقَه وَبَدَأَ خَلْقَ
الْإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ
مَّهِينٍ "السجدة:7،8." أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن
مَّاءٍ مَّهِينٍ "المرسلات
: 20.
" ثُمَّ أَمَاتَهُ
فَأَقْبَرَهُ."عبس:21.
7- عراقة النسب أو شرف الأصل: وقد
يكون السبب في الإعجاب بالنفس إنما هي عراقة النسب ، أو شرف الأصل ، ذلك أن بعض
العاملين قد يكون سليل بيت عريق النسب ، أو شريف الأصل ، وربما حمله ذلك على استحسان
نفسه وما يصدر عنها ، ناسيًا أو متناسيًا أن النسب أو الأصل لا يقدم ولا يؤخر ، بل
المُعَوَّلُ عليه إنما هو العمل المقرون بالجهد و العرق ، وهكذا تنتهي به عراقة
نسبه أو شرف أصله إلى الإعجاب بنفسه.
-8
الإفراط أو المبالغة في التوقير والاحترام : وقد يكون السبب في الإعجاب بالنفس ، إنما هو الإفراط أو
المبالغة في التوقير والاحترام ، ذلك أن بعض العاملين قد يحظى من الآخرين بتوقير
واحترام فيهما مبالغة أو إفراط يتعارض مع هدى الإسلام ، ويأباها شرع الله الحنيف ، كدوام الوقوف طالما أنه قائم أو
قاعد ، وكتقبيل يده والانحناء له و السير خلفه ...
الخ . وإزاء هذا السلوك قد تحدثه نفسه أنه ما حظي بهذا التوقير والاحترام إلا لأن
لديه من المواهب ، و الخصائص ما ليس لغيره .
9-
الإفراط أو المبالغة في الانقياد ، و الطاعة : وقد يكون السبب في الإعجاب بالنفس إنما هو الإفراط أو
المبالغة في الانقياد ، و الطاعة ، ذلك أن بعض العاملين قد يلقى من الآخرين انقيادًا
وطاعة فيهما إفراط أو مبالغة لا تتفق ومنهج الله ، كأن يكون هذا الانقياد وهذه الطاعة
في كل شئ سواء كان معروفًا أو منكرًا ، خيرًا أو شرًا . وتبعًا لذلك قد تسول له
نفسه أنه ما كان الانقياد ، وما كانت الطاعة
إلا لأنه يملك من الخصائص ، و المزايا ما لا يملك غيره ، وربما صدق فكان الإعجاب
بالنفس . ولعل ذلك هو بعض السر في تأكيد الإسلام على أن يكون الانقياد و الطاعة في
المعروف ، وليس في المعصية .
10- الغفلة عن الآثار المترتبة على الإعجاب بالنفس :
وأخيرًا قد يكون السبب في الإعجاب بالنفس ، إنما هي
الغفلة عن الآثار و العواقب ، ذلك أن سلوك الإنسان في الحياة غالبًا ما يكون نابعًا
من إدراكه أو عدم إدراكه لعواقب وآثار هذا السلوك . وعليه
فإن العامل أو الداعية إذا لم يدرك العواقب المترتبة على الإعجاب بالنفس فإنه قد
يصاب به ، ولا يراه إلا أمرًا بسيطًا هينًا ، لا يحتاج منه أن يقف عنده ، أو أن
يضيع فيه وقته . ولعل ذلك السر في حرص هذا الدين على عرض مبادئه ومقاصده مقرونة
بآثارها وعواقبها .
=
هنا =
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق