خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء
خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء
المتن :
5- خَفْضُ الْجَناحِ وَنَبْذُ الخُيَلاءِ وَالْكِبْرِياء:
تحل بِآدابِ النَّفْسِ؛ مِنَ الْعَفافِ، وَالْحِلْمِ، وَالصَّبْرِ،
وَالتَّواضُعِ
لِلْحَقِّ، وَسُكونِ الْطائِرِ؛ مِنَ
الْوَقارِ،
وَالرَّزانَةِ،
وَخَفْضِ الْجَناحِ، مُتَحَمِّلاً ذُلَّ التَّعَلُّم. لِعَزَّةِ
الْعِلْمِ،
ذَليلاً لِلْحَقّ.ِ
الشرح:
(تحلَّ بآداب النفس)قوله :
الشرح:
(تحلَّ بآداب النفس)قوله :
لأن
المقام يقتضي
هكذا أن يكون عند طالب العلم عفة عما في أيدي الناس، وعفة
عما
يتعلق بالنظر المحرم، وحلم لا يُعاجل بالعقوبة إذا أساء إليه أحد،
وصبر على
ما يحصل من الأذى مما يسمعه إما من عامة الناس وإما من أقرانه
وإما
من معلمه فليصبر وليحتسب، والتواضع للحق وكذلك للخلق، يتواضع
للحق
بمعنى: أنه
متى بان له الحق خضع له ولم يبغ سواه بديلاً، وكذلك للخلق فكم
من طالب
فتح على معلمه أبواباً ليست على بالٍ منه، ولا تحقرنَّ شيئاً.
(سكون الطائر، من الوقار)وقوله :
(سكون الطائر، من الوقار)وقوله :
هذه
أيضاً
ينبغي لطالب العلم أن يبتعد عن الخفة سواء في مشيته أو في
معاملته
للناس وألا
يكثر من القهقهة التي تُميت القلب وتذهب الوقار، بل يكون خافضاً
للجناح متحلياً بالآداب التي تليق بطالب العلم,وقوله:
(متحملاً
ذل التعلم لعزة العلم)
هذا
جيد، يعني أنك لو أذللت نفسك للتعلم، فإنما تطلب عزَّ هذا العلم، فيكون تذليلها
بالتعلم؛ لأنه ينتج ثمرة طيبة.
* * *
المتن :
وَعَلَيْهِ؛ فَاحْذَرْ نَواقِضَ هذِهِ الآداب،
* * *
المتن :
وَعَلَيْهِ؛ فَاحْذَرْ نَواقِضَ هذِهِ الآداب،
فَإِنَّها مَعَ الإِثْمِ تُقيمُ عَلى
نَفْسِكَ شاهِداً عَلى أَنَّ في
الْعَقْلِ عِلَّةً، وَعَلى حِرْمانٍ مِنَ
الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ بِهِ،
فَإِيّاكَ وَالْخُيَلاءِ؛
فَإِنَّهُ نِفاقٌ وَكِبْرِياءٌ، وَقَدْ بَلَغَ
مِنْ شِدَّةِ التَّوَقّي مِنْهُ عِنْدَ
السَّلَفِ مَبْلَغاً.
الشرح:
الخيلاء هذه تحدث للإنسان طالب العلم،
الشرح:
الخيلاء هذه تحدث للإنسان طالب العلم،
وللإنسان كثير المال، وللإنسان سديد
الرأي، وكذلك في كل نعمة أنعم الله
بها على العبد، ربما يحدث
له فيها خيلاء.
والخيلاء هي: إعجاب بالنفس مع ظهور ذلك على هيئة البدن، كما جاء في الحديث
(من جرَّ ثوبه خيلاء)
فالإعجاب يكون بالقلب فقط.
فالإعجاب يكون بالقلب فقط.
فإن ظهرت آثاره فهو
خيلاء.
وقوله:
وقوله:
(فإنه نفاق وكبرياء)
أما كونه( كبرياء )فواضح ، أما قوله : (
نفاق ) فلأن الانسان
يُظهربمظهر أكبر من حجمه
الحقيقي، وهكذا المنافق يظهر بمظهر المخلص المناصح وهو
ليس كذلك.
* * *
* * *
المتن
:
وَمِنْ دَقيقِهِ ما أَسْنَدَهُ الذَّهْبِيِّ في
تَرْجَمْةِ
عَمْرو بن الأَسْوَدِ الْعَنْسِّي الْمُتَوَفّى في خِلافَةِ
عَبْدِ
الْمَلِكِ بنِ مَرْوان- رَحِمَهُ الله تَعالى- أَنَّهُ كانَ
إِذا
خَرَجَ
مِنَ الْمَسْجِدِ قَبَضَ بِيَمينِهِ عَلى شِمالِهِ، فَسَئُلِ
عَنْ
ذلكَ؟
فَقالَ: مَخافَةَ أَنْ تُنافِقَ يَدي.
قُلْتُ: يُمْسِكُها
خَوْفاً مِنْ
أَنْ يَخْطُرَ بِيَدِهِ في مَشْيِتهِ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مِنَ
الْخُيَلاءِ.
وَهذا الْعارِضُ عَرض
لِلْعَنْسِيِّ- َرحِمَهُ الله تَعالى-
وَاحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةَ: (الْكِبر)؛ فَإِنَّ الْكِبْرَ وَالْحِرْصَ
وَاحْذَرْ داءَ الْجَبابِرَةَ: (الْكِبر)؛ فَإِنَّ الْكِبْرَ وَالْحِرْصَ
وَالْحَسَدَ
أَوَّلُ ذَنْبٍ عُصِيَ الله بِهِ، فَتَطاوُلُكَ عَلى
مُعَلِّمِكَ
كِبْرِياء، وَاسْتِنْكافُكَ عَمَّنْ يُفيدُكَ مِمَّنْ هُوَ
دونَكَ
كِبْرِياء، وَتَقْصيرُكَ عَنِ الْعَمَلِ بِالْعِلْمِ حَمْأَةَ
كِبرٍ،
وَعُنْوانُ حِرْمانٍ.
****************
إنَّ
العفةَ تحفظُ المسلمَ مِنْ كُلِّ خُلُقٍ سَيْئٍ، وتدفعُ بهِ نَحوَ الفضيلةِ
والرُّقِيِّ، فلاَ
يتكَلَّمُ إلاَّ بخيرٍ ولاَ يقولُ إلاَّ طيبًا
قَالَ أحَدُ العلماءِ: الْكَمَالُ فِي ثَلاثَةٍ: الْعِفَّةُ فِي الدِّينِ،
وَالصَّبْرُ عَلَى النَّوَائِبِ، وَحُسْنُ التَّدْبِيرِ فِي الْمَعِيشَةِ.
والعفَّةُ صِفَةُ
الأنبياءِ والمرسلينَ، وهِيَ دَعْوَةُ خيْرِ خَلْقِ اللهِ أجمعينَ، نبيِّنَا محمدٍ
r وقَدْ سألَ هِرَقْلُ أَبَا سُفْيَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r فقَالَ: بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ؟ فقالَ: يَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ
وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ([1]).
ولِفضْلِ العفةِ
وأهميتِهَا كانَ رَسُولُ اللَّهِ r يسألُ اللهَ تعالَى فيقولُ:« اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ
الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى»([2]).
عبادَ اللهِ: وأعظمُ
مَا تكونُ العفةُ فِي الجوارحِ، فإنَّهَا أداةُ اكتسابِ الأعمالِ، ومتَى سَلِمَتْ
جوارحُ الإنسانِ مِنَ الآفاتِ، وعَفَّتْ عَنِ ارتكابِ الْمُنكراتِ، أثابَهُ اللهُ
تعالَى بالخيراتِ، وأكرَمَهُ بدخولِ
يقول النبي صلى الله عليه
وسلم
﴿أنَّ ناسًا منَ الأنصارِ سَألوا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأعطاهم ثمَّ سَألوهُ فأعطاهم حتَّى إذا نفِدَ ما عندَهُ قالَ: ما يَكونُ عِندي من خيرٍ فلن أدَّخرَهُ عنكُم ومن يستَعفِفْ يعفَّهُ اللَّهُ ومن يستَغنِ يُغنِهِ اللَّهُ ومن يتَصبَّر يُصبِّرهُ اللَّهُ وما أعطى اللَّهُ أحدًا من عطاءٍ أوسعَ منَ الصَّبرِ﴾ الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1644-خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية
﴿أنَّ ناسًا منَ الأنصارِ سَألوا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فأعطاهم ثمَّ سَألوهُ فأعطاهم حتَّى إذا نفِدَ ما عندَهُ قالَ: ما يَكونُ عِندي من خيرٍ فلن أدَّخرَهُ عنكُم ومن يستَعفِفْ يعفَّهُ اللَّهُ ومن يستَغنِ يُغنِهِ اللَّهُ ومن يتَصبَّر يُصبِّرهُ اللَّهُ وما أعطى اللَّهُ أحدًا من عطاءٍ أوسعَ منَ الصَّبرِ﴾ الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1644-خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية
: وعلَى الإنسانِ أَنْ يتعفَّفَ عَنْ أموالِ غيرِهِ فلاَ يأخُذَهَا
بغيرِ حقٍّ، وقدْ أمرَ اللهُ تعالَى الْغَنِيَّ القائمَ علَى أموالِ اليتامَى
بالتعفُّفِ، وسَمَحَ للفقيرِ أَنْ يأخُذَ منْهَا بالمعروفِ فقالَ تعالَى:] وَمَن كَانَ غَنِياًّ فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن
كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ[ النساء
:6
ومِنَ العفَّةِ أَنْ يستعفِفَ عَنِ الْمُمتلكاتِ العامةِ
للدولةِ، فلاَ يستخدمَهَا فِي غيرِ مَا خُصِّصَتْ لهُ، أَوْ يستعمِلَهَا للأغراضِ
الشخصيةِ، بَلْ يُحافِظُ عليهَا، فهِيَ مِلكٌ للجميعِ، وصيانَتُهَا مسؤوليةُ كُلِّ
فردٍ.
والمسلمُ يَعِفُّ نفسَهُ ويُنَزِّهُهَا عَنْ سُؤالِ الناسِ، فلاَ يطلُبُ مالاً
بدونِ عملٍ، وقَدْ مدحَ اللهُ تعالَى عبادَهُ المتعففينَ عَنِ المسألةِ فقالَ سبحانَهُ:] يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ
مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ
النَّاسَ إِلْحَافاً[
النور : 33
أَيْ
إِلحاحاً، وقالَ r
:« وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ
اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ»
الراوي: أبو
سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح
أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1644-خلاصة حكم المحدث:صحيح
الدرر السنية
الدرر السنية
.
******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق