الخميس، 7 يونيو 2012

معنى التغني بالقرآن





عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ "

الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 1469
خلاصة حكم المحدث: صحيح 



 السؤال: نرجو إيضاح وبيان معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) وما المقصود بذلك؟

 الجواب: قد بيّن العلماء ذلك ومعناه: أن يحسن القارئ صوته بالقرآن ويجهر به، أما كونه يقرأ قراءة ليس فيها تحزن ولا تخشع، وما لها أثر في القلوب فلا يصح، فينبغي للقارئ أن يحسن صوته ويتلذذ 
بالقراءة ويجهر بها إذا كان حوله من يستمع، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (زينوا أصواتكم بالقرآن) هكذا جاء الحديث. فتحسين الصوت بالقراءة، وتجويد القراءة، والتلذذ بالقراءة، والتخشع فيها، مما يؤثر على القارئ ويؤثر على غيره في سماعه كتاب الله، وقد مر النبي ذات ليلة على أبي موسى الأشعري وهو يقرأ، وكان الأشعريون لهم صوت حسن في القرآن رضي الله عنهم، فلما مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أبي موسى وهو يقرأ سمع له فقال عند ذلك: (لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود) فلما أصبح وجاء أبو موسى أخبره النبي بذلك، فقال: (يا رسول الله! لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيراً). فالمقصود بأن تحسين الصوت بالقراءة له أثر عظيم، فينبغي للقارئ أن يلاحظ هذا، ولهذا جاء في الحديث: (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) قال العلماء: يحسن صوته به، ويزين صوته، ويتلذذ ويتخشع جاهراً به، إذا كان عنده من يسمع ويستمع له، أو كان يتلذذ بذلك ويتأثر به.  


♥◘ * ♥◘ ♥◘ ♥◘

  مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
السؤال: تقول قال النبي صلى الله عليه وسلم (ليس منا من لم يتغنى بالقرآن) ما معني الغناء بالقرآن هنا؟
  الجواب  
الشيخ: اختلف العلماء رحمهم الله في معنى قوله (لم يتغن بالقرآن) فقيل المعنى أن يستغني به عن غيره لأن من لم يستغن بالقرآن عن غيره واتبع غير القرآن على خطر عظيم ربما خرج من الإسلام بذلك وقيل المعنى من لم يحسن صوته بالقرآن احتقارا للقرآن فليس منا ومن المعلوم أنه ليس علي ظاهره بمعنى أن من لم يقرأ القرآن على صفة الغناء فليس من الرسول في شيء ليس هذا مراد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قطعا.


 موقع الشيخ العثيمين


♥◘ * ♥◘ ♥◘ ♥◘
سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز



معنى التغني بالقرآن
ما معنى التغني بالقرآن؟

جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن، يعني تحسين الصوت به وليس معناه أن يأتي به كالغناء، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة ومنه الحديث الصحيح: ((ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به))[1] وحديث: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن يجهر به))[2] ومعناه تحسين الصوت بذلك كما تقدم. ومعنى الحديث المتقدم: ((ما أذن الله)) أي ما استمع الله كإذنه أي كاستماعه، وهذا استماع يليق بالله لا يشابه صفات خلقه مثل سائر الصفات يقال في استماعه سبحانه وإذنه مثل ما يقال في بقية الصفات على الوجه اللائق بالله سبحانه وتعالى لا شبيه له في شيء سبحانه وتعالى كما قال عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[3]، والتغني الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه حتى يحرك القلوب؛ لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن حتى تخشع وحتى تطمئن وحتى تستفيد، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام وقال: ((لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود))[4] فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قال أبو موسى: لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إلي لحبرته لك تحبيرا. ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ليخشع القارئ والمستمع ويستفيد هذا وهذا.
[1] رواه البخاري في (التوحيد) برقم (6989) واللفظ له، ورواه مسلم في (صلاة المسافرين) برقم (1319).
[2] رواه البخاري في (التوحيد) برقم (6973).
[3] سورة الشورى من الآية 11.
[4] رواه البخاري في (فضائل القرآن) برقم (4660)، ومسلم (في صلاة المسافرين) برقم (1321)، والإمام أحمد في (باقي مسند الأنصار) برقم (21955) واللفظ له.
 
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة : ( الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر

موقع الشيخ ابن باز رحمه الله  و هنا 
♥◘ * ♥◘ ♥◘ ♥◘
قال النووي في شرحه على مسلم: وقوله: يتغنى بالقرآن ـ معناه عند الشافعي وأصحابه وأكثر العلماء من الطوائف وأصحاب الفنون: يحسن صوته به.
وعند سفيان بن عيينة: يستغني به.
قيل: يستغني به عن الناس.
وقيل: عن غيره من الأحاديث والكتب.
قال القاضي عياض: القولان منقولان عن ابن عيينة، قال: يقال: تغنيت وتغانيت بمعنى استغنيت.
وقال الشافعي وموافقوه: معناه تحزين القراءة وترقيتها، واستدلوا بالحديث الآخر: زينوا القرآن بأصواتكم.
قال الهروي: معنى يتغنى به: يجهر به، وأنكر أبو جعفر الطبري تفسير من قال: يستغني به، وخطأه من حيث اللغة والمعنى، والخلاف جار في الحديث الآخر: ليس منا من لم يتغن بالقرآن ـ والصحيح أنه من تحسين الصوت ويؤيده الرواية الأخرى يتغنى بالقرآن يجهر به.
انتهى.
ورجح البخاري قول سفيان ابن عيينة، قال في صحيحه: باب من لم يتغن بالقرآن، وقوله تعالى: أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ـ قال شارحه الحافظ ابن حجر : أشار بهذه الآية إلى ترجيح تفسير ابن عيينة، يتغنى: يستغني ـ كذا فسره سفيان، ويمكن أن يستأنس بما أخرجه أبو داود وابن الضريس، وصححه أبو عوانة عن ابن أبي مليكة عن عبيد الله بن أبي نهيك قال: لقيني سعد بن أبي وقاص وأنا في السوق، فقال: تجار كسبة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من لم يتغن بالقرآن ـ وقد ارتضى أبو عبيد تفسير يتغنى ب يستغني وقال إنه جائز في كلام العرب، وأنشد الأعشى:
وكنت امرءا زمنا بالعراق خفيف المناخ طويل التغني.
أي كثير الاستغناء.
وقال المغيرة بن حبناء:
كلانا غني عن أخيه حياته ونحن إذا متنا أشد تغانيا.
قال: فعلى هذا يكون المعنى: من لم يستغن بالقرآن عن الإكثار من الدنيا فليس منا ـ أي على طريقتنا ـ واحتج أبو عبيد ـ أيضا ـ بقول ابن مسعود: من قرأ سورة آل عمران فهو غني ـ ونحو ذلك.
انتهى بتصرف.
ثم ذكر الحافظ بعد هذا الأوجه في تفسير الحديث فأجاد وأفاد ـ كعادته رحمه الله ـ والمقصود أن نبين أن تفسير التغني بالقرآن بالاستغناء به تفسير معروف قد ذهب إليه ذاهبون من أهل العلم ولعل والدك اطلع على بعض كلامهم، وإن كان الراجح الذي يشهد له مجموع النصوص وظاهر اللفظ أن المراد بالتغني هو تحسين الصوت بالقراءة، وليس معنى تحسين الصوت القراءة بالألحان، بل المراد تحسينه على وجه لا يخرج إلى حد التطريب المذموم مع التخشع في القراءة وترتيلها، قال ابن القيم ـ رحمه الله: وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوغوها، ويعلم قطعا أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ويحسنون أصواتهم بالقرآن ويقرؤونه بشجى تارة وبطرب تارة وبشوق تارة وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له، بل أرشد إليه وندب إليه وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به وقال: ليس منا من لم يتغن بالقرآن.
انتهى.
وبه يتبين لك أنه لم يكن لك أن تنكر على أبيك ولا أن تستنكر ما قاله، ولم يكن له أن يغضب منك ولا أن يتهمك بعدم الفهم، فكلاكما قد ذكر وجها معتبرا من الوجوه التي حمل عليها الحديث، ونحب أن ننبهك بهذا الصدد إلى أنه عليك أن لا تنكر قولا حتى تكون متحققا من نكارته وأنه مما رده أهل العلم، ولا تجعل عدم علمك ببعض الأمور سببا لاتهام غيرك بأنه يتكلم بالهوى، فإذا تحققت من خطإ من يتكلم في أمر معين من أمور الدين ـ سواء في شرح حديث، أو غيره ـ فبين له برفق ولين واذكر له ما تعرفه من كلام العلماء وتحر في ذلك الأسلوب الأدعى لقبول المخاطب واستمالته للحق، وعليك بالأدب مع والدك وأن تكون مناقشتك له غير خارجة عن حد البر الواجب، فتتخير ألفاظك بعناية وتتحرى في عباراتك أن لا يكون فيها ما يدعو إلى غضبه، فليس الأب كالأجنبي في مناقشته، بل حتى في الإنكار عليه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، قال ابن مفلح في الآداب: قال أحمد في رواية يوسف بن موسى: يأمر أبويه بالمعروف وينهاهما عن المنكر، وقال في رواية حنبل إذا رأى أباه على أمر يكرهه يكلمه بغير عنف ولا إساءة ولا يغلظ له في الكلام وإلا تركه، ليس الأب كالأجنبي.
انتهى.
وهذا فيما لو أتى منكرا ظاهرا، أو ارتكب خطئا بينا، فكيف لو كان الأمر محتملا؟.
والله أعلم.


إسلام ويب 





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق