الجمعة، 3 مارس 2017

أبو الدرداء

أبو الدرداء
أبو الدرداء رضي الله عنه – واسمه عويمر – من قرّاء الصحابة الذين حثَّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على أخذ القرآن منهم، وقد توفي لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه، وتزوّج امرأتين :


الأولى : أم الدرداء الكبرى الصحابية رضي الله عنها .


وهي خيرة بنت أبي حدرد، ماتت قبل أبي الدرداء، ولها في مسند أحمد (6/361 و 452) أحاديث مرفوعة، والغريب أن الحافظ ابن حجر لم يترجم لها في كتابه "تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمّة الأربعة"، وترجم لها في "الإصابة" (4/295/ ط. المغرب) .


الثانية : أم الدرداء الصغرى التابعية .


وهي هجيمة بنت حيي الوصابية، مات أبو الدرداء عنها، فلم تتزوّج بعده، وترجم لها المزّي في تهذيب الكمال (8569)، وذكر أنها كانت يتيمة في حِجر أبي الدرداء، ولها ترجمة مطوّلة في تاريخ دمشق، ونقل ابن عساكر عن التاريخ الأوسط للبخاري أنها حجّت سنة إحدى وثمانين وأنها كانت فقيهة، وذكر ابن حجر في تقريب التهذيب (8728) أنها ماتت سنة إحدى وثمانين .


ولأبي الدرداء من أم الدرداء الكبرى الصحابية :


- ابنه بلال، روى عن أبيه أحاديث، وكان قاضياً، ترجم له المزِّي في تهذيب الكمال (768)، وهو أسنّ من أم الدرداء الصغرى، وتوفي سنة ثلاث وتسعين، وله عقب .


- ابنته الدرداء، روت عن أبيها حديثاً مرفوعاً؛ أخرجه البزار (2198 – مختصر زوائده لابن حجر)، ولها ترجمة في تاريخ يحيى بن معين (3/124/ ت : أحمد نور سيف)، وتوفّيت قبل أم الدرداء الصغرى، وذكر مسلم في صحيحه (2733) أن زوجها هو صفوان بن عبد الله بن صفوان ( وهو من الرواة عن أبي الدرداء) .ملتقى أهل الحديث .


- آخى النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بين سلمانَ وأبي الدرداءِ، فزار سلمانُ أبا الدرداءِ، فرأى أمَّ الدرداءِ متبذِّلةً، فقال لها : ما شأنُكِ ؟ قالت : أَخُوكَ أبو الدرداءِ ليس له حاجةٌ في الدنيا، فجاء أبو الدرداءِ، فصنع له طعامًا، فقال : كُلْ فإني صائمٌ، قال : ما أنا بآكِلٍ حتى تأكلَ، فأكل، فلما كان الليلُ ذهب أبو الدرداءِ يقومُ، فقال : نَمْ، فنام، ثم ذهب يقومُ، فقال : نَمْ، فلما كان آخِرُ الليلِ، قال سلمانُ : قُمِ الآنَ، قال : فصَلَّيَا، فقال له سلمانُ : إن لربِّكَ عليك حقًّا، ولنفسِك عليك حقًّا، ولأهلِك عليك حقًّا، فأَعْطِ كلَّ ذِي حقٍّ حقَّه، فأتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فذكر ذلك له، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ( صَدَق سلمانُ ) . أبو جُحَيْفَةَ وهبٌ السُّوائيُّ، يقال : وَهْبُ الخيرِ .

الراوي : وهب بن عبدالله السوائي أبو جحيفة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6139 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 15224
الدرر .

- قَدِمْتُ الشامَ فصَلَّيْتُ ركعتين ، ثم قُلْتُ : اللهمَّ، يَسِّرْ لي جليسًا صالحًا ، فأَتَيْتُ قومًا فجَلَسْتُ إليهم ، فإذا شيخٌ قد جاء حتى جلَسَ إلى جنبي ، قلتُ : مَن هذا ؟ قالوا : أبو الدرداءِ . فقُلْتُ : إني دعوتُ اللهَ أن يُيَسِّرَ لي جليسًا صالحًا . فيَسَّرَكَ لي . قال : ممَن أنت ؟ قلتُ : مِن أهلِ الكوفةِ ، قال : أو ليس عندَكم ابنُ أمِّ عبدٍ ، صاحبُ النعلين والوِسادِ والمِطْهَرَةِ ، وفيكم الذي أجارَه اللهُ مِن الشيطانِ - يعني: على لسانِ نبيِّه صلى الله عليه وسلم - أو ليس فيكم صاحبُ سرِّ النبيِّ صلى الله عليه وسلم الذي لا يَعْلَمُه أحدٌ غيرُه ، ثم قال : كيف يقرأُ عبدُ اللهِ : والليل إذا يغشى . فقَرَأْتُ عليه : والليل إذا يغشى . والنهار إذا تجلى . والذكر والأنثى . قال : واللهِ لقد أَقَرَأَنِيها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِن فِيه إلى فِي .

الراوي : أبو الدرداء | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3742 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] | انظر شرح الحديث رقم 15427
. الدرر .
- أنَّ رجلًا قالَ : يا رسولَ اللَّهِ: إنَّ لفُلانٍ نَخلةً ، وأَنا أقيمُ حائطي بِها ، فأمرهُ أن يُعْطيَني حتَّى أقيمَ حائطي بِها ، فقالَ لَهُ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ: أعطِها إيَّاهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ فأبى ، فأتاهُ أبو الدَّحداحِ فقالَ: بِعني نخلتَكَ بحائطي. ففعلَ ، فأتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ ، إنِّي قدِ ابتَعتُ النَّخلةَ بحائطي. قالَ: فاجعَلها لَهُ ، فقد أعطيتُكَها. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ وسلَّمَ: كَم مِن عذقٍ رَداحٍ لأبي الدَّحداحِ في الجنَّةِ قالَها مرارًا. قالَ: فأتى امرأتَهُ فقالَ: يا أمَّ الدَّحداحِ اخرُجي منَ الحائطِ ، فقد بعتُهُ بنخلةٍ في الجنَّةِ. فقالَت: ربحَ البيعُ. أو كلِمةً تشبِهُها .

الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الوادعي | المصدر : الصحيح المسند
الصفحة أو الرقم: 26| خلاصة حكم المحدث : صحيح . الدرر .
لم يفكر أبو الدحداح في البستان وما يمثله له , وما يمثله هذا التبادل من خطأ تجاري فادح بمعيار أهل الدنيا , ولكن كل معايير أهل الدنيا تسقط بشراء نخلة في الجنة , فيساومه أبو الدحداح على بستانه كاملا بكل ما فيه من نخيل وثمار وبئر محفورة وبيت للسكنى وحائط يحفظه كل ذلك في مقابل هذه النخلة ويرجوه القبول , انه لا يريد النخلة فعنده من النخيل ما يكفيه وما يزيد عليها ناتجا وثمرا , هو يريد ما وراءها , وهنا تحقق لهما العقد وربحا سويا , ربح أحدهما حائطا كبيرا بنخيله وثماره , بينما ربح الآخر موضع قدم له في الجنة ليضمن دخوله فيها , فما أعظم ربح أبي الدحداح فما أعظم ربح أبي الدحداح الذي ردده النبي صلى الله عليه وسلم مرارا كم من عذق دواح لأبي الدحداح , كم من عذق دواح لأبي الدحداح - ونأتي للموقف الأكثر دلالة ورقيا , لحظة أن يدخل أبو الدحداح على أم الدحداح طالبا منها مفارقة بيتها وبستانها وأشجارها ونخيلها , فكانت على نفس المستوى الإيماني , لم تتردد ولم تناقشه ولم تخرج وهي ممتعضة من قراراه ولم تكن عونا لنفسه عليه , بل تقبلت البيع بفرح , وأعانته على تنفيذه وشجعته قائلة ربح البيع أو ربحت البيع , فكانت مثالا مغايرا لطبيعة نساء كثيرات , لكنها من نساء الصحابة اللاتي بعن ما يملكن إرضاء لله , فهانت عليهن كل الممتلكات الدنيوية , فحالها مثل حالهن جميعا يوم أن خرجن من حليهن لتجهيز جيش تبوك , وكحال من سألن النبي صلى الله عليه وسلم عن سبل الأجر لهن حيث اعتقدن أن الرجال قد ذهبوا بكل الأجر بالجمعة والجماعة والجهاد , لم يشغلن أنفسهم بتفاهات يسمونها اليوم بحقوق المرأة , فكن يعلمن أن الإسلام قد اجزل لهن العطاء وجعلهن مساوين للرجال تماما في التكليف والأجر مع اختصاصها ببعض التخفيف لطبيعتها التي خلقها الله عليها إنهن نساء الصحابة اللاتي شاركن في الجهات يسقين المقاتلين ويداوين الجرحى بل ويقاتلن أيضا إذا حمي الوطيس واشتد الكرب , فمنن من قتلت من يحوم حول حصنهن في الأحزاب ومنهن من قتلت تسعة بعامود خيمتها ومنهن من دافعت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الرجال في أعظم ملاحم المرأة في كل العصور لم يربح أبو الدحداح وحده , بل ربح آل الدحداح جميعا , فهنيئا لهم جميعًا , فكم أعد لهم من عذق دواح في الجنة .منقول .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق