الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

وقفات مع يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر ويوم القر

وقفات مع يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر ويوم القر
الوقفة الأولى :
يوم التروية: هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة،و أحد أيام العشر الفاضلة ، وهو اليوم الذي يذهب فيه الحجاج إلى منى للمبيت بها،يقضي الحجاج يوم التروية في مشعر منى، وهو على بُعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، اقتداءً بسنة النبي محمد خاتم الأنبياء،فـيستحب للحجاج التوجه إلى منى ضُحى اليوم الثامن قبل الزوال والإكثار من التلبية يخرج الحاج إلى منى من كان بمكة محرما يوم التروية، والأفضل أن يكون خروجه قبل الزوال، فيصلي بها الظهر وبقية الأوقات إلى الفجر، ويبيت ليلة التاسع-أي ليلة عرفة-ثم يمكث قليلا حتى تطلع الشمس ،ثم يتوجه لعرفة ،هنا
 ذكر الحافظ ابن حجر أن سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم، أن الناس كانوا يروون فيه إبلهم، ويتروون من  الماء؛ لأن تلك الأماكن لم تكن إذ ذاك فيها آبار ولا عيون، وقد قيل في سبب التسمية أقوال شاذة منها : أن آدم رأى فيه حواء واجتمع بها، ومنها أن إبراهيم رأى ليلته أنه يذبح ابنه إسماعيل، فأصبح متفكراً يتروى، ومنها أن جبريل عليه السلام أرى فيه إبراهيم مناسك الحج، وقيل غير ذلك، وكلها أقوال شاذة لا تصح. فتح الباري 3/ 507   هنا
* يــوم عــرفـــة *

أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم، أن ينوّر هذه القلوب بطاعته، ويزكّي هذه النّفوس بعبادته، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه ..
فنحن على أبواب يومين من أيّام الله عزّ وجلّ، يطلّان على المسلمين ببركاتهما، ويُهلّان عليهم بنفحاتهما: إنّهما يوم عرفة ويوم عيد الأضحى.
يريد الله تعالى من تعظيم هذين اليومين: إظهار الحقّ، ورحمة الخلق:
إظهار الحقّ؛ وذلك بإعلاء شعائر الدّين.
ورحمة الخلق، وذلك بتسلية المحرومين من حجّ بيت ربّ العالمين، وهو القائل سبحانه:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً} [الفرقان:62].
يريد الله من المقيمين في أوطانهم، ومن حُبِسوا عن الحجّ في أمصارهم أن يتشبّهوا بالحجيج في كثير من أعمالهم، ترون ذلك جليّا في أمور كثيرة منها:
- استحباب الذّكر هذه الأيّام، والإكثار من العمل الصّالح كما بيّنّاه في الخطبة الأخيرة. فطوبى لمن أكثر من الصّلاة هذه الأيّام .. وطوبى لمن أكثر من الصّدقة على الفقراء والأرامل والأيتام .. طوبى لمن أكثر من تلاوة القرآن .. وإحياء سنّة النبيّ العدنان ..
- أنّه شرع للمقيم أن يتقرّب إلى الله بالأضحية كما يتقرّب الحاجّ إلى الله بالنّسك.
- نهى من أراد ونوى الأضحية أن يأخذ من أظفاره أو شعر بدنه شيئا
- الاجتماع في صلاة العيد كما يجتمع الحجّاج عند البيت المجيد.
فتعالوا بنا أيّها المؤمنون والمؤمنات لنتطلّع إلى هذين اليومين العظيمين ومكانتهما عند ربّ العالمين، ليزداد العامل ثوابا وأجرا وتقرّبا إلى ربّه، وليتدارك المفرّط والمقصّر ما فاته من صلاح قلبه.هنا
فهـو ـ أي عرفـة ـ  للحجـاج ركـن حجِّهـمْ .
* قـال صلـى الله عليـه وسـلم : " الحـج عرفـة ....... " .
 أخرجه أصحاب السنن . وهو في صحيح الجامع الصغير وزيادته / مرتب على الحروف الهجائية / تحقيق الشيخ الألباني / ج : 1 / حديث رقم : ( 3172 ) / ص :606 .  

وهو الركن الأعظم للحج
ويتدفق الحجاج صباح اليوم التاسع من ذي الحجة؛ إلى صعيد جبل عرفة على بُعد 12 كيلومترًا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفر الحجيج مع مغيب شمس يوم عرفات إلى مزدلفة، ثم إلى منى صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة لرمي جمرة العقبة أقرب الجمرات إلى مكة والنحر للحاج المتمتع والمقرن فقط ثم الحلق والتقصير التوجه إلى مكة لأداء طواف الإفاضة.
  أما غير الحجيج فلهم الخير أيضا إذا تحروه :فقـد اسـتحب أهـل العلـم صيـام يـوم عرفـة إلا بعرفـة
*أن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :" صيـام يـوم عرفـة إنـي احتسـب علـى الله أن يكفـر السـنة التـي قبلـه والسـنة التـي بعـده " .قـال أبـو عيسـى : وقـد اسـتحب أهـل العلـم صيـام يـوم عرفـة إلا بعرفـة . سنن الترمذي [ المجلد الواحد] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 6 ) ـ كتاب : الصوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم / ( 46 ) ـ باب : في فضل صوم يوم عرفة / حديث رقم : 749 / ص : 185 / حديث صحيح . 

"خيـر الدعـاء ؛ دعـاء يـوم عرفـة فليجتهد  المسلم في الدعاء-اللهم اعتق رقابنا من النار-وليدع لنفسه ولوالديه ولأهله وللمسلمين-، ؛وليجتهد في الذكر، وخير الذكر في هذا اليوم :لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه لـه الملـك ولـه الحمـد وهـو علـى كـل شـيء قديـر.

  * قـال الإمـام الحافـظ محمـد بـن عيسـى بـن سَـوْرَةَ الترمـذي فـي سـننه : حدثنـا : أبـو عمـرو مسـلم بـن عمـر ، قـال : حدثنـي : عبـد الله بـن نافـع ، عـن حمـاد بـن أبـي حُميـد ، عـن عمـرو ابـن شُـعيب ، عـن أبيـه عـن جـده ، أن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :
"خيـر الدعـاء ؛ دعـاء يـوم عرفـة ، وخيـر مـا قلـت أنـا والنبيـون مـن قبلـي : لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه لـه الملـك ولـه الحمـد وهـو علـى كـل شـيء قديـر " .
سنن الترمذي [ المجلد الواحد] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 45 ) ـ كتاب : الدعوات / ( 123 ) ـ باب : في دعاء يوم عرفة / حديث رقم : 3585 / ص : 815 / حديث حسن .

- خرج معاويةُ على حلقةٍ في المسجدِ . فقال : ما أجلَسَكم ؟ قالوا : جلَسْنا نذكرُ اللهَ . قال : آللهِ ! ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا : واللهِ ! ما أجلسَنا إلا ذاك . قال : أما إني لم أستحلفْكم تهمةً لكم . وما كان أحدٌ بمنزلتي من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقلَّ عنه حديثًا مني . وإنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خرج على حلقةٍ من أصحابِه . فقال " ما أجلَسَكم ؟ " قالوا : جلسْنا نذكرُ اللهَ ونحمدُه على ما هدانا للإسلامِ ، ومنَّ به علينا . قال " آللهِ ! ما أجلسَكم إلا ذاك ؟ " قالوا : واللهِ ! ما أجلسَنا إلا ذاك . قال " أما إني لم أستحلِفْكم تهمةً لكم . ولكنه أتاني جبريلُ فأخبرَني ؛ أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يباهي بكم الملائكةَ " .

الراوي : أبو سعيد الخدري - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2701 - خلاصة حكم المحدث : صحيح  شرح الحديث- الدرر السنية
اللهم اعتق رقابنا من النار 
".......... فَلَمَّا جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي أَتَيْتُ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَقُلْتُ ابْسُطْ يَمِينَكَ فَلْأُبَايِعْكَ، فَبَسَطَ يَمِينَهُ قَالَ فَقَبَضْتُ يَدِي قَالَ:
" مَا لَكَ يَا ‏ ‏عَمْرُو "‏ ‏قَالَ قُلْتُ أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ ،قَالَ:" تَشْتَرِطُ بِمَاذَا"؟. قُلْتُ: أَنْ يُغْفَرَ لِي، قَالَ ‏: " ‏أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ وَأَنَّ الْهِجْرَةَ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلِهَا وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ"........... 

  صحيح مسلم / 1-كتاب الإيمان /54- باب ‏كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحج‏ / حديث رقم :192-(121) / ص: 39
الحديث بتامه وبشرحه : بملتقى قطرات العلم النسائي هنا

*"إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ يباهي الملائِكةَ بأَهلِ عرفاتٍ يقولُ : انظُروا إلى عِبادي شُعثًا غُبرًا ".
الراوي : أبو هريرة - المحدث : الوادعي - المصدر : الصحيح المسند -الصفحة أو الرقم: 1361 - خلاصة حكم المحدث : حسن- الدرر السنية
*- "ما من يومٍ أَكْثرَ من أن يُعْتِقَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيهِ عبدًا منَ النَّارِ، من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو عزَّ وجلَّ، ثمَّ يباهي بِهِمُ الملائِكَةَ، فيقولُ: ما أرادَ هؤلاءِ"

الراوي : عائشة أم المؤمنين - المحدث : الألباني-  المصدر : صحيح ابن ماجه-الصفحة أو الرقم: 2458 - خلاصة حكم المحدث : صحيح - انظر شرح الحديث رقم 22010 - الدرر السنية
 شرح الحديث:
فَضَّلَ اللهُ بعضَ الأيَّامِ عَلى بعضٍ وَمِن تِلكَ الأيَّامِ الفاضلَةِ يَومُ عَرفةَ، فَله فَضائلُ كثيرةٌ، ومرَّ بِه حَوادثُ عَظيمةٌ للإِسلامِ.
فلمَّا كان الحجُّ عَرفةَ، والحجُّ يَهدِمُ ما قبلَه، كانَ ما في يَومِ عَرفةَ مِن الخَلاصِ عنِ العذابِ، والعِتقِ منَ النَّارِ أَكثرَ ما يَكونُ في سائرِ الأيَّامِ، وإنَّه سُبحانَه وتَعالى لَيدنو ثُمَّ يُباهي بمنْ بِعرفةَ المَلائكةَ؛ فاللهُ سُبحانَه وتَعالى يُباهي بأَهلِ عَرفةَ المَلائكةَ، مَعناه: يُظهرُ فَضلَهم لهم وُيريهِم حُسْنَ عَملِهم ويُثني عَليهم عِندَهم، وأَصلُ البَهاءِ الحُسنُ والجَمالُ. فيقول: ما أَراد هَؤلاءِ؟ أي: أيُّ شيءٍ أَراد هَؤلاءِ حيثُ تَركوا أَهلَهم وأَوطانَهم وصَرَفوا أَموالَهم وأَتعَبوا أَبدانَهم؟ أي: ما أَرادوا إلَّا المَغفرةَ والرِّضا، وَهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّهم مَغفورٌ لَهم لأنَّه لا يُباهى بأَهلِ الخَطايا والذُّنوبِ إلَّا مِن بَعدِ التَّوبةِ والغُفرانِ.
في الحَديثِ: إِثباتُ صِفةِ الدُّنوِّ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بجَلالِه وعَظمتِه.
وَفيه: إِثباتُ صِفةِ المُباهاةِ للهِ سُبحانَه وتَعالى كَما تَليقُ بِجلالِه وعَظمتِه .- الدرر السنية
ويومُ عرفة مقدِّمة ليوم النَّحر؛ إذ فيه يكونُ الوقوفُ والتضرعُ، والتوبةُ والابتهالُ ، ثم يومَ النَّحر وتكون الوفادةُ والزيارة،
ولهذا سمي طوافُه الإفاضة طوافَ الزيارة؛ لأنهم قد طهروا من ذنوبهم يوم عرفة، ثم أذن لهم ربُّهم يوم النَّحر في زيارته، والدخولِ عليه إلى بيته, ولهذا كان فيه ذبحُ القرابين، وحلقُ الرؤوس، ورميُ الجمار، ومعظمُ أفعال الحج وعملُ يوم عرفة كالطهور والاغتسال بين يدي هذا اليوم.
*يــوم النـحـر*  
يوم الحج الأكبر
يـوم النحـر ـ 10 ذو الحجـة ـوهـو يـوم الحـج الأكبـر
 ففـي العشـر  يـوم النحـر ـ 10 ذو الحجـة ـ ، الـذي هـو أعظـم أيـام السـنة علـى الإطـلاق ،وهـو يـوم الحـج الأكبـر الـذي تجتمـع فيـه مـن الطاعـات والعبـادات مـا لا تجتمـع فـي غيـره .

 * عـن عبـد الله بـن قُـرْط ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قـال :
"إن أعظـم الأيـام عنـد الله تبـارك وتعالـى يـوم النحـر ثـم يـوم القـر " .


سنن أبي داود " المجلد الواحد " / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / ( 5 ) ـ أول كتاب : المناسك / ( 19 ) ـ باب : { في } الهدي إذا عَطِبَ قبل أن يبلغ / حديث رقم : 1765 / ص : 305 / حديث صحيح .
 يـوم القـر:هو اليوم الأول من أيام التشريق "11 ذوالحجة"

لأن الناس يقرون أي يستقرون فيه بمنى بعد أن فرغوا من طواف الإفاضة 
والنحر واستراحوا. والقر بفتح القاف وتشديد الراء.ولا يجوز فيه النفر
 

السؤال: ما هو يوم الحج الأكبر؟ وما هو الأفضل: يوم عرفة أم يوم النحر؟

الإجابة: فيه قولان لأهل العلم: قيل: يوم الحج الأكبر يوم عرفة، وقيل: يوم العيد. والصواب: أنه يوم العيد، الصواب: أن يوم الحج الأكبر هو يوم العيد، ويوم الحج الأكبر، لأن فيه معظم أعمال الحج، فيه الرمي رمي جمرة العقبة وفيه الذبح، وفيه الحلق، وفيه الطواف. هو يوم الحج الأكبر، هو أفضل الأيام، أفضل الأيام على الإطلاق، ثم يليه يوم عرفة، هذا هو الصواب. نعم.

"أيامُ التشريقِ أيامُ أكْلٍ ، وشُرْبٍ ، وذِكْرِ اللهِ"

الراوي : نبيشة الخير الهذلي - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الجامع -الصفحة أو الرقم: 2689 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- الدرر  السنية
أيامُ التشريقِ: 13،12،11 من ذي الحجة.
وهي ثلاثة أيام بعد يوم النحر، وهذا قول ابن عمر وأكثر العلماء، وأفضلها أولها وهو يوم القر؛ لأن أهل منى يستقرون فيه، ولا يجوز فيه النفر، وهي الأيام المعدودات وأيام منى .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق