مجلس 83
66- نَوَاقِضُ هذه الْحِلْيَةِ
..
.........
7- الحسد: من أخلاق اليهود، وبئس الخلق خلق الحسد، فما هو الحسد 7.
الحسد قيل هو: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره.
يتمنى فقره إذا كان أنعم الله عليه بالمال، ونسيانه وجهله إذا كان أنعم الله عليه بالعلم، وفقد أولاده وعقم زوجته إذا كان الله من عليه بالأولاد وما أشبه ذلك.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:«الحسد كراهة نعمة الله على غيره». يعني ما يتمنى زوالها، لكن يكره أن الله أنعم على هذا الإنسان بهذه النعمة، فأما لو تمنى أن يرزقه الله مثلها، فليس هذا من الحسد بل هذا من الغبطة، التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا حسد إلا في اثنتين».
ومضار الحسد إحدى عشرة وهي:
1- أنه من كبائر الذنوب.
2- أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. والحديث ضعيف.
3- أنه من أخلاق اليهود.
4- أنه ينافي الإخوة الإيمانية.
5- أنه فيه عدم الرضا بقضاء الله وقدره.
6- أنه سبيل للتعاسة.
7- الحاسد متبع لخطوات الشيطان.
8- يورث العداوة والبغضاء بين الناس.
9- قد يؤدي إلى العدوان على الغير.
10- فيه إزدراء* لنعمة الله على الحاسد.
*ازْدِرَائِهِ : اِحْتِقَارِهِ ، الاِسْتِخْفَاف بِهِ .هنا
11- يشغل القلب عن الله.
8- سوء الظن: أن يظن بغيره ظنا سيئا، مثل أن يقول: لم يتصدق هذا إلا رياء، لم يلق هذا الطالب هذا السؤال إلا رياء ليعرف أنه طالب. وكان المنافقون إذا أتى المتصدق من المسلمين بالصدقة- إن كانت كثيرة- قالوا: مرائي، وإن كانت قليلة.
قالوا: إن الله غني عن صدقة هذا، فهم يلمزون 8المطوعين من المؤمنين في الصدقات، ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم. فإياك وسوء الظن.
فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم. لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بناء على وهم كاذب لا حقيقة له.
قال الله تعالى : "....يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ ..."سورة الحجرات: 12. ولم يقل كل الظن، لأن بعض الظنون لها أصل ولها مبرر "...إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ... "سورة الحجرات: 12. وليس كل الظن، فالظن الذي يحصل فيه العدوان على الغير هذا لا شك أنه إثم، والظن الذي لا مستند له، هو أيضا إثم.
9- ومجالسة المبتدعة: وليته عمم: مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك.
فينبغي لطالب العلم أن يكون مرتفعا عن مجالسة من تخدش مجالستهم المروءة أو تخدش الدين. لكن كأنه خص ذلك بالمبتدعة لأن المقام مقام تعليم، فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان، وسحر في البيان، فإنه لا يجوز أن يجلس إليه، لأنه مبتدع. لماذا لا يجوز؟
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا» 9. قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.
ثانيا- أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه.
ثالثا- إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين.
10- نقل الخطى إلى المحارم : يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة، فإن هذا من خوارم هذه الحلية: إذ أن الذي ينبغي لطالب العلم أن يتجنب هذا، بل إن بعض العلماء يقول يتجنب حتى الخطى إلى أمر ينتقده الناس فيه، كما لو ذهب طالب العلم إلى مبيع النساء. النساء لها أسواق للبيع، فذهب طالب العلم لأسواق النساء، هل هذا مما يحمد عليه أو مما يذم عليه؟ مما يذم عليه، يقال فلان طالب العلم يروح لأسواق النساء، حتى لو قال أنا أريد أن أذهب لأسواق النساء حتى أشتري لأهلي من هذه الأثواب التي تباع بالأسواق. قلنا وكل من يشتري عنك، أما أنت طالب علم ينتقد عليك هذا الفعل، ويقتدي بك من نيته سيئة.
ثم قال: «فاحذر هذه الآثام وأخواتها، واقصر خطاك عن جميع المحرمات والمحارم، فإن فعلت، وإلا فأعلم أنك رقيق الديانة، خفيف، لعاب، مغتاب، نمام، فإنى لك أن تكون طالب علم، يشار إليك بالبنان، منعما بالعلم والعمل؟
يعني: ينبغي للإنسان أن ينزل منزلتها وألا يدنسها بالأخلاق، لأن طالب العلم شرفه الله تعالى بالعلم وجعله قدوة، حتى إن الله تعالى رد أمور الناس عند الإشكال إلى العلماء. فقال :"...فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ.." سورة النحل: 43.
فالحاصل إنك يا طالب العلم محترم فلا تنزل نفسك إلى ساحة الذل والضعة، بل كن كما ينبغي أن تكون.
فهذه الحلية لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم وينبغي للإنسان أن يحرص عليها ويتبعها، لكن لا يعني ذلك أن يقتصر عليها بل هناك كذلك كتب أخرى صنفت في آداب العلم ما بين قليل وكثير ومتوسط، وأهم شيء أن الإنسان يترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم ويمشي عليها، فهي الحلية الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، كما قال سبحانه وتعالى "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً "سورة الأحزاب: 21.
نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه.
آفاق التيسير 66- نَوَاقِضُ هذه الْحِلْيَةِ
..
.........
7- الحسد: من أخلاق اليهود، وبئس الخلق خلق الحسد، فما هو الحسد 7.
الحسد قيل هو: أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره.
يتمنى فقره إذا كان أنعم الله عليه بالمال، ونسيانه وجهله إذا كان أنعم الله عليه بالعلم، وفقد أولاده وعقم زوجته إذا كان الله من عليه بالأولاد وما أشبه ذلك.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:«الحسد كراهة نعمة الله على غيره». يعني ما يتمنى زوالها، لكن يكره أن الله أنعم على هذا الإنسان بهذه النعمة، فأما لو تمنى أن يرزقه الله مثلها، فليس هذا من الحسد بل هذا من الغبطة، التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لا حسد إلا في اثنتين».
ومضار الحسد إحدى عشرة وهي:
1- أنه من كبائر الذنوب.
2- أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب. والحديث ضعيف.
3- أنه من أخلاق اليهود.
4- أنه ينافي الإخوة الإيمانية.
5- أنه فيه عدم الرضا بقضاء الله وقدره.
6- أنه سبيل للتعاسة.
7- الحاسد متبع لخطوات الشيطان.
8- يورث العداوة والبغضاء بين الناس.
9- قد يؤدي إلى العدوان على الغير.
10- فيه إزدراء* لنعمة الله على الحاسد.
*ازْدِرَائِهِ : اِحْتِقَارِهِ ، الاِسْتِخْفَاف بِهِ .هنا
11- يشغل القلب عن الله.
8- سوء الظن: أن يظن بغيره ظنا سيئا، مثل أن يقول: لم يتصدق هذا إلا رياء، لم يلق هذا الطالب هذا السؤال إلا رياء ليعرف أنه طالب. وكان المنافقون إذا أتى المتصدق من المسلمين بالصدقة- إن كانت كثيرة- قالوا: مرائي، وإن كانت قليلة.
قالوا: إن الله غني عن صدقة هذا، فهم يلمزون 8المطوعين من المؤمنين في الصدقات، ويلمزون الذين لا يجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم. فإياك وسوء الظن.
فالواجب إحسان الظن بمن ظاهره العدالة، أما من ظاهره غير العدالة فلا حرج أن يكون في نفسك سوء الظن به، لكن مع ذلك عليك أن تتحقق حتى يزول ما في نفسك من هذا الوهم. لأن بعض الناس قد يسيء الظن بشخص ما بناء على وهم كاذب لا حقيقة له.
قال الله تعالى : "....يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ ..."سورة الحجرات: 12. ولم يقل كل الظن، لأن بعض الظنون لها أصل ولها مبرر "...إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ... "سورة الحجرات: 12. وليس كل الظن، فالظن الذي يحصل فيه العدوان على الغير هذا لا شك أنه إثم، والظن الذي لا مستند له، هو أيضا إثم.
9- ومجالسة المبتدعة: وليته عمم: مجالسة كل من تخرم مجالستهم المروءة، سواء كان ذلك لابتداع أو سوء أخلاق أو انحطاط رتبة عن المجتمع أو ما أشبه ذلك.
فينبغي لطالب العلم أن يكون مرتفعا عن مجالسة من تخدش مجالستهم المروءة أو تخدش الدين. لكن كأنه خص ذلك بالمبتدعة لأن المقام مقام تعليم، فإذا وجدنا مبتدعا عنده طلاقة في اللسان، وسحر في البيان، فإنه لا يجوز أن يجلس إليه، لأنه مبتدع. لماذا لا يجوز؟
أولا- لأننا نخشى من شره، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «إن من البيان لسحرا» 9. قد يسحر عقولنا حتى نوافقه على بدعته.
ثانيا- أن فيه تشجيع لهذا المبتدع أن يكثر الناس حوله أو أن يجلس إليه فلان وفلان من الوجهاء والأعيان، فهذا يزيده رفعة واغترارا بما عنده من البدعة وغرورا في نفسه.
ثالثا- إساءة الظن بهذا الذي اجتمع إلى صاحب البدعة، وقد لا يتبين هذا إلا بعد حين.
10- نقل الخطى إلى المحارم : يعني أن يمشي الإنسان على الأمور المحرمة، فإن هذا من خوارم هذه الحلية: إذ أن الذي ينبغي لطالب العلم أن يتجنب هذا، بل إن بعض العلماء يقول يتجنب حتى الخطى إلى أمر ينتقده الناس فيه، كما لو ذهب طالب العلم إلى مبيع النساء. النساء لها أسواق للبيع، فذهب طالب العلم لأسواق النساء، هل هذا مما يحمد عليه أو مما يذم عليه؟ مما يذم عليه، يقال فلان طالب العلم يروح لأسواق النساء، حتى لو قال أنا أريد أن أذهب لأسواق النساء حتى أشتري لأهلي من هذه الأثواب التي تباع بالأسواق. قلنا وكل من يشتري عنك، أما أنت طالب علم ينتقد عليك هذا الفعل، ويقتدي بك من نيته سيئة.
ثم قال: «فاحذر هذه الآثام وأخواتها، واقصر خطاك عن جميع المحرمات والمحارم، فإن فعلت، وإلا فأعلم أنك رقيق الديانة، خفيف، لعاب، مغتاب، نمام، فإنى لك أن تكون طالب علم، يشار إليك بالبنان، منعما بالعلم والعمل؟
يعني: ينبغي للإنسان أن ينزل منزلتها وألا يدنسها بالأخلاق، لأن طالب العلم شرفه الله تعالى بالعلم وجعله قدوة، حتى إن الله تعالى رد أمور الناس عند الإشكال إلى العلماء. فقال :"...فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ.." سورة النحل: 43.
فالحاصل إنك يا طالب العلم محترم فلا تنزل نفسك إلى ساحة الذل والضعة، بل كن كما ينبغي أن تكون.
فهذه الحلية لا شك أنها مفيدة ونافعة لطالب العلم وينبغي للإنسان أن يحرص عليها ويتبعها، لكن لا يعني ذلك أن يقتصر عليها بل هناك كذلك كتب أخرى صنفت في آداب العلم ما بين قليل وكثير ومتوسط، وأهم شيء أن الإنسان يترسم خطى النبي صلى الله عليه وسلم ويمشي عليها، فهي الحلية الحقيقية التي ينبغي للإنسان أن يتحلى بها، كما قال سبحانه وتعالى "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً "سورة الأحزاب: 21.
نسأل الله تعالى أن يختم لنا ولكم بصالح الأعمال، وأن يوفقنا للعمل بما يرضيه.
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري (مفرغ
الشيخ:
ثم ذكر المؤلف بعض العثرات ومنها :
إفشاء الأسرار ، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "المجالس بالأمانة" وإفشاء السر نوع من أنواع الخيانة ، والخيانة بئست البطانة.
كذلك لا يكون المؤمن طالب العلم من أهل النميمة ، ينقل كلام هؤلاء إلى هؤلاء ، وكلام هؤلاء إلى هؤلاء ، ليفسد بينهم فهذا من أكبر المحرّمات ، وقد جاء في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يدخل الجنة قتات" يعني : نمام.
من العوارض والعثرات : الصَّلف بأن يتكلم الإنسان بالكلام الغليظ غير الرقيق اللين ، وكذلك اللسانة والرطانة ، اللسانة : بأن يتكلم بلسان قوي يتخلل في لسانه ليظهر قدرته على الناس وليس ذلك الكلام مبنيا على أصول علمية.
كذلك كثرة المزاح يجتنبه الإنسان ، يجتنبه طالب العلم ، لأنه يُخِف من منزلته ويجعل الناس لا يقبلون ما لديه من العلم.
هكذا أيضا الدخول في حديث بين اثنين ، لأنهما لم ينعزلا إلا لحديث خاص بينهما ، فدخول طالب العلم بينهما يقلّ من منزلته.
كذلك حقد الآخرين ، والحقد والحسد فإنّ هذه ليست من صفات طالب العلم ، سواء كان حسدا لطلب العلم ، الحسد المذموم بتمنّي زوال النعمة عن الآخرين ، أو كان بالحسد على ما أوتيه البعض في أمور الدنيا.
وكذلك يجتنب سوء الظن في الآخرين ، يشتغل بما ينفع ويترك سوء الظن ، وكذلك يجتنب طالب العلم مجالسة المبتدعة ، لأنه سيُظن أنه منهم ، وقد يعلق بقلبه بعض بدعهم من حيث لا يشعر ، ثم إنهم يتقوّوْن بذلك ، فلانا يزورنا وفلانا يجالسنا.
كذلك يجتنب طالب العلم المعاصي والذنوب لأنها تطمس العلم طمسًا ، وتطمس على القلب كما قال تعالى : " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ" المطففين14
هذا شيء مما ذكره المؤلف واختصرنا فيما يتعلّق بالمحاذير لقلّة الوقت ، فلعلّكم تعذروننا في هذا ، نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم علما نافعا وعملا صالحا ، كما نسأله سبحانه أن يصلح أحوال الأمة ، وأن يردهم إلى دينهم ردّا جميلا ، هذا والله أعلم وصلّى الله على نبينا محمد.
آفاق التيسير ثم ذكر المؤلف بعض العثرات ومنها :
إفشاء الأسرار ، فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "المجالس بالأمانة" وإفشاء السر نوع من أنواع الخيانة ، والخيانة بئست البطانة.
كذلك لا يكون المؤمن طالب العلم من أهل النميمة ، ينقل كلام هؤلاء إلى هؤلاء ، وكلام هؤلاء إلى هؤلاء ، ليفسد بينهم فهذا من أكبر المحرّمات ، وقد جاء في الحديث أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال : "لا يدخل الجنة قتات" يعني : نمام.
من العوارض والعثرات : الصَّلف بأن يتكلم الإنسان بالكلام الغليظ غير الرقيق اللين ، وكذلك اللسانة والرطانة ، اللسانة : بأن يتكلم بلسان قوي يتخلل في لسانه ليظهر قدرته على الناس وليس ذلك الكلام مبنيا على أصول علمية.
كذلك كثرة المزاح يجتنبه الإنسان ، يجتنبه طالب العلم ، لأنه يُخِف من منزلته ويجعل الناس لا يقبلون ما لديه من العلم.
هكذا أيضا الدخول في حديث بين اثنين ، لأنهما لم ينعزلا إلا لحديث خاص بينهما ، فدخول طالب العلم بينهما يقلّ من منزلته.
كذلك حقد الآخرين ، والحقد والحسد فإنّ هذه ليست من صفات طالب العلم ، سواء كان حسدا لطلب العلم ، الحسد المذموم بتمنّي زوال النعمة عن الآخرين ، أو كان بالحسد على ما أوتيه البعض في أمور الدنيا.
وكذلك يجتنب سوء الظن في الآخرين ، يشتغل بما ينفع ويترك سوء الظن ، وكذلك يجتنب طالب العلم مجالسة المبتدعة ، لأنه سيُظن أنه منهم ، وقد يعلق بقلبه بعض بدعهم من حيث لا يشعر ، ثم إنهم يتقوّوْن بذلك ، فلانا يزورنا وفلانا يجالسنا.
كذلك يجتنب طالب العلم المعاصي والذنوب لأنها تطمس العلم طمسًا ، وتطمس على القلب كما قال تعالى : " كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ" المطففين14
هذا شيء مما ذكره المؤلف واختصرنا فيما يتعلّق بالمحاذير لقلّة الوقت ، فلعلّكم تعذروننا في هذا ، نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا وإياكم علما نافعا وعملا صالحا ، كما نسأله سبحانه أن يصلح أحوال الأمة ، وأن يردهم إلى دينهم ردّا جميلا ، هذا والله أعلم وصلّى الله على نبينا محمد.
7-لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام" الراوي : أنس بن مالك - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري -الصفحة أو الرقم: 6065 - خلاصة حكم المحدث : صحيح- شرح الحديث -الدرر السنية
*"دبَّ إليكم داءُ الأُممِ قبلكم ؛ البغضاءُ والحسدُ ، والبغضاءُ هي الحالقةُ ، ليس حالقةَ الشَّعرِ ، ولكن حالقةُ الدِّينِ . والذي نفسي بيدِه لا تدخلون الجنَّةَ حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابُّوا ، ألا أُنَبِّئُكم بما يُثَبِّتُ لكم ذلك ؟ أَفشوا السلامَ بينكم"
الراوي : عبدالله بن الزبير - المحدث : الألباني - المصدر : صحيح الترغيب
الصفحة أو الرقم: 2695 - خلاصة حكم المحدث : حسن لغيره-الدرر السنية
- "لا حسد إلا في اثنتيْنِ : رجلٌ آتاه اللهُ مالًا ، فسلَّطَه على هَلَكَتِه في الحقِّ ، وآخرُ آتاه اللهُ حكمةً ، فهو يَقضي بها ويُعلِّمُها"
الراوي : عبدالله بن مسعود - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري-الصفحة أو الرقم: 7141 - خلاصة حكم المحدث :صحيح - انظر شرح الحديث رقم 2123- الدرر السنية
8-"الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "التوبة 79
التفسير الميسر :ومع بخل المنافغين لا يَسْلَم المتصدقون من أذاهم; فإذا تصدق الأغنياء بالمال الكثير عابوهم واتهموهم بالرياء, وإذا تصدق الفقراء بما في طاقتهم استهزؤوا بهم, وقالوا سخرية منهم: ماذا تجدي صدقتهم هذه؟ سخر الله من هؤلاء المنافقين, ولهم عذاب مؤلم موجع.
9- أنَّه قدِمَ رجلانِ مِنَ المشرقِ فخَطَبا ، فعَجِبَ النَّاسُ لبيانِهِما ، فقال رسولُ اللهِ _صلى الله عليه وسلم _: " إن مِنَ البيانِ لسِحرًا ، أو : إن بعضَ البيانِ لسِحْرٌ" .
الراوي : عبدالله بن عمر - المحدث : البخاري - المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5767 - خلاصة حكم المحدث :صحيح- انظر شرح الحديث رقم 11935. هنا
الشرح:يقول عبدُ اللَّه بنُ عمرَ رضي اللَّه عنهما: إنَّهُ قَدِمَ رَجُلانِ مِنَ المَشْرقِ، أي: مِنْ جِهةِ المَشرِقِ، فخَطَبا فَعَجِبَ النَّاسُ مِنهُما لبيانِهما، فقال رسولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "إنَّ مِنَ البَيانِ لَسِحرًا"، أي: إنَّ مِنهُ لَنَوعًا يَحُلُّ مِنَ العُقولِ والقُلوبِ في التَّمويهِ مَحَلَّ السِّحرِ؛ فَيُقرِّبُ البَعيدَ، ويُبعِدُ القَريبَ، ويُزَيِّنُ القَبيحَ، ويُعَظِّمُ الحَقيرَ، فَكأنَّهُ سِحْرٌ.
وشبَّه النَّبيُّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم في هذا الخبرِ البَيانَ بِالسِّحرِ؛ إذ السَّاحِرُ يَستَميلُ قَلبَ النَّاظرِ إليه بسِحرِه وشَعوذَتِه، والفَصيحُ الذَّرِبُ اللِّسانِ يَستميلُ قُلوبَ النَّاسِ إليه بِحُسنِ فصاحتِه ونَظْمِ كلامِه؛ فالأَنْفُسُ تكونُ إليه تائقةً، والأعيُنُ إليه رامِقةً.
واختَلَفَ أهلُ العِلمِ في هذا الحديثِ؛ هل هو على وجهِ الذَّمِّ أو على وجه المدحِ؟ لَكِنَّ أحسَنَ ما يُقال في هذا: إنَّ هذا الحديثَ ليس ذمًّا لِلبَيانِ كُلِّه، ولا مدحًا; لقوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: "مِن البَيانِ"، فأتى بِلَفظةِ "مِنْ" الَّتي لِلتَّبعيضِ.
وفي الحديث: إشارةٌ إلى ضَرورةِ الحَذَرِ مِنْ مَعسولِ الكلامِ؛ لأنَّه كالسِّحرِ، فقد يَقلِبُ الحَقَّ باطِلًا، والباطِلَ حَقًّا.هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق