الأحد، 12 أكتوبر 2014

مداخل الشيطان


*مداخل الشيطان وخطواته*
بقلم الباحث عبد السلام حمد غالب
كما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ان الشيطان قد يئس أن يعبد في جزيرةالعرب إلا من التحريش بينهم 
فهذه هي الوسيلة التي يسعى إليها ويقوم بها وما نلاحظه اليوم لهو خير شاهد 
صراعات واقتتال بين المسلمين فيما بينهم  حكام ومحكومين وغير ذلك لقد نجح الشيطان 
في ذلك ونرى التحريش والفتن فيما بين المسلمين والأعداء يتفرجون بصمت  منتظرين للحظة الحاسمة للقضاء على بقايا المسلمين 
وحسبنا الله ونعم الوكيل 
مداخل الشيطان:[1]
المداخل التي يأتي الشيطان إلى الإنسان من قِبَلها ثلاثة:
الشهوة .. والغضب .. والهوى.
فالشهوة بهيمية، وبها يصير الإنسان ظالماً لنفسه، ومن نتائجها الحرص والبخل.
والغضب سبعية، وهو آفة أعظم من الشهوة، وبالغضب يصير الإنسان ظالماً
لنفسه ولغيره، ومن نتائجه العجب والكبر.
والهوى شيطانية، وهو آفة أعظم من الغضب، وبالهوى يتعدى ظلمه إلى خالقه بالشرك والكفر، ومن نتائجه الكفر والبدعة.
وأكثر ذنوب الخلق بهيمية؛ لعجزهم عن غيرها، ومنها يدخلون على ما هو شر منها من بقية الأقسام: {وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)} [النساء:119 - 120].
وَعَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: «إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى البَحْرِ، فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً». أخرجه مسلم .
- خطوات الشيطان:
الشيطان هو السبب في حصول جميع الشرور في العالم، ويسلك لتحقيق ذلك طرقاً مختلفة على مر العصور.
ويمكن حصر شره في سبع خطوات لا يزال بابن آدم حتى يوقعه فيها أو في أحدها.
فأول وأعظم شر يريده من الإنسان شر الكفر والشرك، وعداوة الله ورسوله.
الثانية: إن يئس من العبد وآمن نقله إلى شر البدعة وزينها له.
الثالثة: إن عجز عنه فلم يقبل البدعة نقله إلى شر الكبائر.
الرابعة: إن عجز عنه فلم يقبل الكبائر نقله إلى شر الصغائر.
الخامسة: إن عجز عنه فلم يقبل الصغائر، أشغله بالمباحات عن الطاعات والواجبات.
السادسة: إن عجز عنه فلم يقبل الاشتغال بالمباحات، أشغله بالعمل المفضول عن الفاضل كإشغاله بالنوافل حتى تفوت الفرائض وهكذا.
السابعة: إن عجز عنه في كل ما سبق سلط عليه حزبه من شياطين الإنس والجن بأنواع الأذى، ليشغله ويشوش عليه أموره.
فالمؤمن لا يزال في جهاد مع النفس والشيطان حتى يلقى الله نائلاً أجر الجهاد.
نسأل الله العون والثبات.
1 - قال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)} [البقرة:208].
2 - وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)} [النور:21].
صور عداوة الشيطان للإنسان:
الشيطان للإنسان عدو مبين، وهو يجسد هذه العداوة بصور وألوان مختلفة.
منها: إغواء بني آدم، وتزيين الشرور والآثام لهم، ثم يتبرأ منهم.
ومنها: أنه يضل بني آدم ويعدهم ويمنيهم وينزغ بينهم.
ومنها: أنه يؤز بني آدم إلى المعاصي وسائر المحرمات.
ومنها: أنه يغوي بني آدم بالوسوسة في العمل.
ومنها: أنه يسعى في التحريش بين بني آدم، وإلقاء العداوة والبغضاء بينهم.
ومنها: إثارة الغل والحسد في قلوبهم.
ومنها: إيذاء بني آدم بأنواع الشرور والأسقام، وصدهم عن سبيل الله بكل ما يقدر عليه.
ومنها: أنه يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح، ويعقد على رأسه عُقَداً تمنعه من اليقظة.
ومنها: أنه قعد لابن آدم بطرق الخير كلها ليمنعه منها، ويثبطه عنها، ويخوفه منها.
فمن أطاع الرحمن، وعصى الشيطان، حفظه الله منه، وأدخله الجنة.
ومن عصى الرحمن، وأطاع الشيطان، صار من حزبه، وحشر معه في النار.


[1]) موسوعة الفقه الإسلامي المؤلف: محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجريج 1 ص 739 –742 بتصرف الناشر: بيت الأفكار الدولية
الطبعة: الأولى، 1430 هـ - 2009 معدد الأجزاء: 5

هنا

 **********************
*مداخل إبليس في قلب الإنسان‏*
 
اعلم أن القلب بأصل فطرته قابل للهدى، وبما وضع فيه من الشهوة والهوى مائل عن ذلك، والتطارد فيه بين جندي الملائكة والشياطين دائم، إلى أن ينفتح القلب لأحدهما، فيتمكن ويستوطن، ويكون اجتياز الثاني اختلاسًا، كما قال تعالى: {مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} [الناس: 4]، وهو الذي إذا ذكر الله خنس، وإذا وقعت الغفلة انبسط، ولا يطرد جند الشياطين من القلب إلا ذكر الله –تعالى-، فإنه لا قرار له مع الذكر‏.‏


واعلم‏:‏ أن مثل القلب كمثل حصن، والشيطان عدو يريد أن يدخل الحصن، ويملكه ويستولى عليه، ولا يمكن حفظ الحصن إلا بحراسة أبوابه، ولا يقدر على حراسة أبوابه من لا يعرفها، ولا يتوصل إلى دفع الشيطان إلا بمعرفة مداخله، ومداخل الشيطان وأبوابه صفات العبد، وهى كثيرة، إلا أنا نشير إلى الأبواب العظيمة الجارية مجرى الدروب التي لا تضيق عن كثرة جنود الشيطان‏.‏


فمن أبوابه العظيمة‏:‏ الحسد، والحرص، فمتى كان العبد حريصًا على شيء؛ أعماه حرصه وأصمه، وغطى نور بصيرته التي يعرف بها مداخل الشيطان‏.‏ وكذلك إذا كان حسودًا، فيجد الشيطان حينئذ الفرصة، فيحسن عند الحريص كل ما يوصله إلى شهوته، وإن كان منكرًا أو فاحشًا‏.‏


ومن أبوابه العظيمة‏:‏ الغضب، والشهوة، والحدة، فإن الغضب غول العقل، وإذا ضعف جند العقل؛ هجم حينئذ الشيطان فلعب بالإنسان‏.‏ وقد رُوي أن إبليس يقول‏:‏ إذا كان العبد حديدًا، قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة‏.‏


ومن أبوابه‏:‏ حب التزيين في المنزل والثياب والأثاث، فلا يزال يدعو إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها، والتزين بالثياب، والأثاث، فيخسر الإنسان طول عمره في ذلك‏.‏


ومن أبوابه‏:‏ الشبع، فإنه يقوى الشهوة، ويشغل الطاعة‏.‏


ومنها‏:‏ الطمع في الناس، فإن من طمع في شخص؛ بالغ بالثناء عليه بما ليس فيه، وداهنه، ولم يأمره بالمعروف، ولم ينهه عن المنكر‏.‏


ومن أبوابه‏:‏ العجلة، وترك التثبت.


ومن أبوابه‏:‏ حب المال، ومتى تمكَّن من القلب؛ أفسده، وحمله على طلب المال من غير وجهه، وأخرجه إلى البخل، وخوَّفه الفقر، فمنع الحقوق اللازمة‏.‏


ومن أبوابه‏:‏ حمل العوام على التعصب في المذاهب، دون العمل بمقتضاها‏.‏


ومن أبوابه أيضًا‏:‏ حمل العوام على التفكير في ذات الله تعالى، وصفاته، وفى أمور لا تبلغها عقولهم حتى يشكِّكهم في أصل الدين‏.‏


ومن أبوابه‏:‏ سوء الظن بالمسلمين، فإن من حكم على مسلم بسوء ظنه، احتقره وأطلق فيه لسانه، ورأى نفسه خيرًا منه، وإنما يترشح سوء الظن بخبث الظان، لأن المؤمن يطلب المعاذير للمؤمن، والمنافق يبحث عن عيوبه‏.‏


وينبغي للإنسان أن يحترز عن مواقف التهم؛ لئلا يساء به الظن، فهذا طرف من ذكر مداخل الشيطان، وعلاج هذه الآفات سد مداخل بتطهير القلب من الصفات المذمومة، وسيأتي الكلام عن هذه الصفات، بقى للشيطان بالقلب خطرات واجتيازات من غير استقرار، فيمنعه من ذلك ذكر الله تعالى، وعمارة القلب بالتقوى‏.‏


ومثل الشيطان كمثل كلب جائع يقرب منك، فإن لم يكن بين يديك لحم وخبز؛ فإنه ينزجر بأن تقول له‏:‏ اخسأ، وإن كان بين يديك شيء من ذلك وهو جائع؛ لم يندفع عنك بمجرد الكلام، فكذلك القلب الخالي عن قوت الشيطان ينزجر عنه بمجرد الذكر‏.‏ فأما القلب الذي غلب عليه الهوى؛ فإنه يرفع الذكر إلى حواشيه، فلا يتمكن الذكر من سويدائه، فيستقر الشيطان في السويداء‏.‏ وإذا أردت مصداق ذلك، فتأمل هذا في صلاتك، وانظر إلى الشيطان كيف يحدث قلبك في مثل هذا الموطن، بذكر السوق، وحساب المعاملين، وتدبير أمر الدنيا‏.‏
المرجع: مختصر منهاج القاصدين
للإمام: أحمد بن عبد الرحمن بن قدامة المقدسي –رحمه الله-

هنا 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق