السبت، 7 سبتمبر 2013

الثناء من أجّل أنواع الدعاء

الثناء من أجّل أنواع الدعاء


الحمد لله رب العالمين والصلاة على النبي المختار صلى الله عليه وسلم وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن سار على سبيلهم واتبع هديهم إلى يوم الدين يقوم الناس لرب العالمين وبعد :-

إن الثناء على الله هو مما يحبه الله من عبده لأن العبد ضعيف وفقير إلى ربه فهو بحاجة إلى التقرب من ربه سبحانه وتعالى ومن اجل ذلك على العبد أن يعظم الله بالثناء والمدح فليس أحد أحب للمدح من الله كما جاء في الحديث الصحيح (( ليس هناك أحب للمدح من الله عزَّوجل )) أو كما جاء في الحديث,فما أعظم أن يكون لسانك رطب ولهاج بذكر الله والثناء عليه انظر مثلاً لحديث دعاء الكرب هكذا يبوب له العلماء في الكتب مع أنك أذا قرأته ستجده مجرد ثناء ليس فيه دعاء لأن الثناء هو لب الدعاء وقد سئل سفيان ابن عيينة عن هذا الحديث دعاء الكرب وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كما جاء من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ((لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات الأرض ورب العرش الكريم)) خ- م وفي رواية مسلم (( كان يدعو بهن ويقولهن عند الكرب))
وفي رواية (( أذا حزبه أمر )) فأجاب سفيان أن رجلاً أراد أن يدخل على أحد الأغنياء فما استطاع وكان عند هذا الرجل الغني بستان عظيم محاط بجدار عظيم وكان هناك جدول ماء يمر تحت الجدار ويدخل إلى البستان فأخذ الرجل خشبة وكتب عليه أبيات عظيمة وجميلة ووضعها على الجدول وسار بها الماء وكان الرجل الغني جالساً ينظر الى الجدول فرأى الخشبة فامسك بها وقراء تلك الأبيات الخلابة التي أيقظت فيه كوامن الكرم والجود أبيات جميلة جداً ـ ذكروا أنها لابن ابي الصلت)
قال فيها :
أأذكر حاجتي أم قد كفاني ........ حياؤك إن شيمتك الحياءُ
أذا أثنى عليك المرءُ يوماً.......... كفاه من تعرضك الثناءُ

معناه هل أذكر ما أريد أم يكفيني الحياء المرسوم على وجهك لكن مجرد الثناء عليك والمدح لك يكفي لتفهم أني محتاج فلا داعي أن اذكر حوايجي فقط مدحي لك كفيل أن يستثير فيك الرغبة للعطاء. ............
.........

قصة سعد بن أبي وقاص وفيه

دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له

الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3505
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية

فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له
وهو عام في الرجل والمرأة لان النساء شقائق الرجال إلا فيما خصهن الدليل وذكر الرجل هنا تغليباً فقط فهذا ثناء من يونس ابن متى عليه الصلاة والسلام لله ومع ذلك جعله رسول الله ثناء فإن أعظم الدعاء الثناء
مقتبس بتصرف
السمحي (من أهل البادية)


الدُّعَاءَ هُوَ ذِكْرٌ لِلْمَدْعُوِّ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُتَضَمِّنٌ لِلطَّلَبِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ بِأَوْصَافِهِ وَأَسْمَائِهِ فَهُوَ ذِكْرٌ وَزِيَادَةٌ كَمَا أَنَّ الذِّكْرَ سُمِّيَ دُعَاءً لِتَضَمُّنِهِ لِلطَّلَبِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الدُّعَاءِ الْحَمْدُ لِلَّهِ»
- أفضلُ الذكرِ : لا إلَه إلَّا اللهُ ، و أفضلُ الدعاءِ : الحمدُ للهِ

الراوي: جابر بن عبدالله المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1104 خلاصة حكم المحدث: حسن
الدرر السنية
فَسَمَّى الْحَمْدَ لِلَّهِ دُعَاءً وَهُوَ ثَنَاءٌ مَحْضٌ؛ لِأَنَّ الْحَمْدَ مُتَضَمِّنٌ الْحُبَّ وَالثَّنَاءَ وَالْحُبُّ أَعْلَى أَنْوَاعِ الطَّلَبِ؛ فَالْحَامِدُ طَالِبٌ لِلْمَحْبُوبِ فَهُوَ أَحَقُّ أَنْ يُسَمَّى دَاعِيًا مِنْ السَّائِلِ الطَّالِبِ؛ فَنَفْسُ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ مُتَضَمِّنٌ لِأَعْظَمِ الطَّلَبِ فَهُوَ دُعَاءٌ حَقِيقَةً بَلْ أَحَقُّ أَنْ يُسَمَّى دُعَاءً مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَنْوَاعِ الطَّلَبِ الَّذِي هُوَ دُونَهُ.

كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

أنـواع الدعــاء
==========
1 ـ دعـاء المسـألة : وهـو الطلـب .
2 ـ دعـاء الثنـاء : وهـو الذكـر ، والثنـاء علـى الله .
3 ـ دعـاء العبـادة : وهـو شـامل لجميـع القربـات الظاهـرة والباطنـة .
    الدعـاء ـ مفهومـه ـ أحكامـه ـ أخطـاء تقـع فيـه .
تأليـف: محمـد بـن إبراهيـم الحَمَـد ./ ص : 12 / بتصرف .

أولاً : دعـاء المسـألة :

وهـو طلـب الداعـي ما يجلـب النفـع ، وما يكشـف الضـر ، و يكـون بلسـان المقـال .
وهـذا النـوع علـى ثلاثـة أضـرب :
أ ـ سـؤال الله ودعـاؤه : كمـن يقـول : اللهـم ارحمنـي ..... واغفـر لـي ، فهـذا مـن العبـادة لله .
ب ـ سـؤال غيـر الله فيمـا لا يقـدر عليـه المسـؤول : كـأن يطلـب مـن ميـت أو غائـب أن يطعمـه ،أو ينصـره ، أو يغيثـه ، أو أن يشـفي مرضـه ، فهـذا شـرك .
ج ـ سـؤال غيـر الله فيمـا يقـدر عليـه المسـؤول ( 1 ) :
كـأن يطلـب مـن حـيٍّ قـادرٍ حاضـرٍ أن يطعمَـهُ ، أو يعينـه ..... فهـذا جائـز ، ـ ما لـم يكـن فـي هـذا المطلـوب معصيـةٌ لله ـ.
    الدعـاء ـ مفهومـه ـ أحكامـه ـ أخطـاء تقـع فيـه .
تأليـف: محمـد بـن إبراهيـم الحَمَـد . / ص : 12 / بتصرف .


ثانيًـا : دعـاء الثنـاء :

وهـو الذكـر والثنـاء ويكـون بلسـان المقـال .
كقولـك : " ربنـا لـك الحمـد " ـ إذا قلتـه فقـد دعوتـه بقولـك ربنـا ، ثـم أتيـت بالثنـاء والتوحيـد .
ومثلـه دعـاء أهـل الجنـة : قـال تعالـى : { دَعْوَاهُـمْ فِيهَـا سُـبْحَانَكَ اللَّهُـمَّ وَتَحِيَّتُهُـمْ فِيهَـا سَـلاَمٌ وَآخِـرُ دَعْوَاهُـمْ أَنِ الْحَمْـدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ } . سورة يونس / آية : 10 .
أخبـر ـ تعالـى ـ أنهـم يبتدئـون دعاءهـم بتعظيـم الله وتنزيهـه ، ويختمـون بشـكره والثنـاء عليـه ، فجعـل تنزيهـه دعـاءً ، وتحميـده دعـاءً .

    الدعـاء المسـتجاب : أوقاتـه ـ أحوالـه ـ أشـخاصه ـ أماكنـه ـ شـروطه ـ مسـتحباته ـ أسـباب رده ـ مكروهاتـه .
تأليـف : عمـاد حسـن أبـو العينيـن
/ ص : 21 / بتصرف .
وقـد وردت نصـوص نبويـة كثيــرة تـدل علـى أن الداعـي عليـه أن يثنـي علـى ربـه قبـل السـؤال والدعـاء ، وإذا كـان مـدح المخلــوق قبـل سـؤاله ـ بذكـر القليـل مـن أوصـاف كمالـه ـ يعـدُّ سـببًا للإجابـة ، وتحقيـق المطلـوب ؛ فإن مـدح الخالـق قبـل سـؤاله ، بذكـر أسـمائه وصفاتـه وأفعالـه يعـد أسـاسًا متينـًا فـي دعـاء المسـألة مـن بـاب أولـى .
أسماء الله الحسنى ... / ص : 19 ، 20 / بتصرف .
وقـد أطلـق السـلف ـ رحمهـم الله ـ اسـم :
" دعـاء الكـرب " علـى الذكـر
الثابـت عـن النبـي ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي حديـث ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كـان يدعـو عنـد الكـرب :
" لا إله إلا الله العظيـم الحليـم ، لا إلـه إلا الله ربُّ السـموات والأرض وربُّ العـرشِ العظيـم " .
رواه البخاري / الفتح / ج : 11 / باب : الدعاء عند الكرب / حديث رقم : 6345 / ص : 149 .
ويلاحـظ أن دعـاء الكـرب هـذا مجـرد ذكـر وتوحيـد وثنـاء ، وليـس فيـه أي مسـألة لتفريــج الكـرب ولكـن هـذا كـافٍ لتفريـج الكـرب .
فالتوحيـد سـبيل النجـاة ، هـذه سـنة الله فـي عبـاده ، فمـا دُفعـت شـدائد الدنيـا بمثـل التوحيـد ، ولذلـك كـان دعـاء الكـرب بالتوحيـد ، ودعـوةُ ذي النـون (1) التـي مـا دعـا بهـا مكـروب إلا فـرج الله كربـه بالتوحيـد .
فوائد الفوائد / ص : 45 .

ثالثًـا : دعـاء العبـادة :

ويكـون بلسـان الحـال .
وهـو طلـب الثـواب بالأعمـال الصالحـة ، فهـو دعـاء سـلوكي ، ومظهــر أخلاقـي ، وحـال إيمانـي يبـدو فيـه المسـلم موحـدًا لله فـي كـل اسـم مـن الأسـماء الحسـنى ، بحيـث تنطـق أفعالـه أنـه لا معبـود بحـق سـواه .
فقـد يكـون العبـد الموحـد فـي ذروة غنـاه مبتلـى بالمـال ، فيظهـر بمظهـر الفقـر والتواضـع لعلمـه أن الله هـو الغنــي المتوحـد فـي غنـاه ، وأن المــال مـال الله وهـو مسـتخلف عليـه مخـول فيـه ، مبتلـى بـه فـي هـذه الحيـاة ، فتجـده يليـن لإخوانـه ولا يُعْـرَف بينهـم بالغنـى مـن شـدة توحيـده وإيمانـه . ولـو كـان الموحـد شـريفًا حسـيبًا عليًّـا نسـيبًا بـدت عليـه بدعـاء العبـادة مظاهـر الـذل والافتقــار ، وخضـع بجنانـه وبنيانـه وكيانـه إلـى الحسـيب الجبــار القهـار المتعــال ، لعلمـه أن المتوحـد فـي الحسـب والكبريـاء ومـا تضمنتـه هـذه الأسـماء ، هـو الله .


أسماء الله الحسنى ... / ص : 16 / بتصرف .

ودعـاء العبـادة أن تتعـرض في عبادتـك لما تقتضيـه الأسـماء الحسـنى ، فمقتضـى الرحيــم الرحمـة ، فتعمـل الصالـح الـذي يكـون جالبـًا لرحمـة الله ، وتقـوم بالتوبـة لأنـه هـو التـواب ، وتخشـاه فـي السِّـر لأنـه اللطيـف الخبيـر .
    الدعـاء ـ مفهومـه ـ أحكامـه ـ أخطـاء تقـع فيـه .
تأليـف: محمـد بـن إبراهيـم الحَمَـد . ص : 12 / بتصرف .
-----------------
( 1 ) دعـوة ذي النـون : " لا إله إلا أنـت سـبحانك إنـي كنـت مـن الظالميـن " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق