كيف يقرأ سورة البقرة في البيت ؟
وهل تجزئ القراءة من المسجل ؟
قراءة سورة البقرة في البيت وطردها للشياطين : هل يلزم قراءتها بصوت مرتفع ؟ وهل استخدام المسجل يؤدي الغرض ؟ وهل يجزئ قراءتها منفصلة ؟ .
الحمد لله
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفضل العظيم لسورة البقرة كاملة ، ولبعض آياتها العظيمة مثل " آية الكرسي " و آخر آيتين منها ، ومما ذكره صلى الله عليه وسلم في فضلها أن الشياطين تفر من البيت الذي تُقرأ فيه هذه السورة ، وأنها نافعة في الوقاية من السحر وفي علاجه .
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفِر من
البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ) رواه مسلم ( 780 ) .
قال النووي – رحمه الله - :
هكذا ضبطه الجمهور " ينفِر " ورواه بعض
رواة مسلم " يفرُّ " وكلاهما صحيح .
" شرح مسلم " ( 6 / 69 ) .
عن أبي أمامة الباهلي قال : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول :
( اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة
وتركها حسرة ولا تستطيعها البَطَلة )
رواه مسلم ( 804 ) .
البَطَلة : السحرة .
ولا يشترط قراءتها بصوت مرتفع ، بل يكفي أن
تُقرأ وتتلى في البيت ، ولو مع خفض الصوت ، كما لا
يشترط أن تُقرأ دفعة واحدة ، بل يمكن أن تُقرأ على
مراحل ، ولا يشترط أن يكون القارئ واحداً من
أهل البيت ، بل لو وزعت بينهم لجاز ، وإن كان
الأفضل في كل ذلك أن تُقرأ دفعة واحدة
ومن شخص واحد .
ولا يجوز أن يُعتد بقراءة الصوت الخارج من
إذاعة أو شريط ، بل لا بدَّ من مباشرة القراءة
من أهل البيت أنفسهم .
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - :
هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أن
الإنسان لو قرأ سورة " البقرة " لا يدخل الشيطان
في بيته ، لكن لو كانت السورة مسجلة على
شريط هل يحصل نفس الأمر ؟
فأجاب :
لا ، لا ، صوت الشريط ليس بشيء ، لا يفيد ؛ لأنه
لا يقال " قرأ القرآن " ، يقال : " استمع إلى صوت
قارئ سابق " ، ولهذا لو سجَّلنا أذان مؤذن فإذا
جاء الوقت جعلناه في " الميكرفون " وتركناه يؤذن
هل يُجزئ ؟ لا يجزئ ، ولو سجلنا خطبة مثيرة ،
فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه
الشريط أمام " الميكرفون " فقال المسجل
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثم أذَّن
المؤذن ، ثم قام فخطب ، هل تُجزئ ؟ لا تُجزئ ،
لماذا ؟ لأن هذا تسجيل صوتٍ ماضٍ ، كما لو أنك
كتبته في ورقة أو وضعتَ مصحفاً في البيت ،
هل يُجزئ عن القراءة ؟ لا يُجزئ .
" أسئلة الباب المفتوح " ( السؤال رقم 986 ) .
لكن إن لم يكن في أهل البيت من يستطيع أن يقرأ
سورة البقرة ، ولم يكن هناك من يقرؤها
لهم في البيت ، واستخدموا المسجل في قراءتها ،
فالأظهر ، إن شاء الله ، أنه يحصل لهم هذه
الفضيلة في البيت : فرار الشيطان منه ؛ لاسيما
إن كان من أهل البيت من يستمع القراءة من المسجل .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق