الأربعاء، 6 يوليو 2011

زهور السنة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ

السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ


إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه

مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ

فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ.

وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ

إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
[آل عِمْرَان:١٠٢].

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ

وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً

وَاتَّقُوا اللَّـهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ

عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
[النِّسَاء:١].

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *

يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّـهَ

وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
[الْأَحْزَاب:٧٠-٧١].

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّـهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ

مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا،

وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.

ثم أَمَّا بَعْدُ:

فإن أحسن الكلام كلام الله سبحانه وتعالى وخير

الهدي هدي محمد صلى الله


عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة

بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

ثم أما بعد

أهدافنا وعملنا على مرحلتين أساسيتين


*المرحلة الأولى


تصدير المشروع بتوطئة الهدف منها

بيان أهمية العزو والتخريج والتحقيق



*المرحلة الثانية

~ عرض باقة من أحاديث النبي -

صلى الله عليه وسلم – إذا تيسر -

مع اشتراطنا على أنفسنا

ألا نأتي إلا بما صح منها وتقديم

القرينة على ذلك

بعزو كل حديث لمصدره من حيث التخريج ،

والتحقيق إذا كان في غير الصحيحين

~ التعرف على راوي

الحديث بإيجاز لنحيا مع عظماء الرعيل الأول


~ شرح الحديث
بالتفصيل قدر المستطاع

لنتعرف عليه من جميع جوانبه


نسأل الله الإعانة والتيسير والفتح 

السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته

توطئة

إن حفــظ الســنة مـن حفــظ القـــرآن

قـال تعالـى :

{ إِنَّـا نَحْـنُ نَزَّلْنَـا الذِّكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ } .



سورة الحجر / آية : 9 .

فالله عـز وجـل قـد يسَّـرَ لكتابـه مـن

الدواعـي المُلزمـة بحفظــه ،

وقدر لـه مـن الأسـباب القاضيـة بحراسـته ،

مـع إحاطتـه بعنايتـه وإرادتـه ما عصمـه

الله بـه مـن الضيـاع والفقـد ، والزيـادة

والنقـص ، والتحريـف والتبديـل .


أمـا السـنة النبويــة المطهـرة

فهـي محفوظـة فـي جملتهـا بحفـظ الله

عـز وجـل ،

لـم يُضِـعْ منهـا شـيء ، ذلـك لأن إرادة الله

سـبحانه وتعالـى

حفـظ الذكـر تقتضـي أيضًـا حفـظ السـنة ،

لأنها مبينـة لـه ،

ففيها شـرح مقاصـده ، وتفصيـل مجملـه ،

وتخصيـص عمومـه ، وتقييـد مطلقـه ،

والدليـل على منسـوخه ،......

قـال تعالـى :

{ ... وَأَنزَلْنَـا إِلَيْـكَ الذِّكْـرَ لِتُبَيِّـنَ لِلنَّـاسِ

مَـا نُـزِّلَ إِلَيْهِـمْ وَلَعَلَّهُـمْ يَتَفَكَّـرُونَ } .

سورة النحل / آية : 44

فضيـاع السـنة إذن ـ بغيـر شـك ـ ضيـاع

لجملـة مـن الديـن

ولقـد حـاول بعـض المفسـدين لأسـباب مختلفـة ،

أن يدسـوا فـي السـنة مـا ليـس منهـا ،

فحدَّثـوا كذبًـا علـى رسـول الله ـ صلى

الله عليه وعلى آله وسلم ـ ،

وتقوَّلـوا عليـه مـا لـم يقـل ، فوضعـوا ألوفًـا

مـن الأحاديـث المكذوبـة علـى لسـانه ،

ولكـن شـاء الله تبـارك وتعالـى أن يحفـظ

لهـذه الأمـة دينهـا ،

فقيـض للسـنة رجـالاً أفـذاذًا مـن خيـرة

المسـلمين دينًـا وأمانـة وكفـاءة ، فوضعـوا

أدق المناهـج العلميـة وأعظـم القواعـد

النقديـة التـي يتميـز بهـا الحديـث

الصحيـح مـن غيـره ،

ثـم عكـف هـؤلاء الأئمـة الأفـذاذ علـى جمـع

الحديـث وطلـب أسـانيده ، وقامـوا بتدوينـه ،

ونقـد رجالـه ، وتمحيـص متونـه ،

وأقامـوا صرحـًا شـاهقًا مـن العلـوم

والمؤلفـات الحديثيـة ،

فألَّفـوا فـي صحيحـه ، وضعيفـه ، وعللـه ،

ورجالـه ، وطبقـات رواتـه ، وسـائر

فنونـه التـي تُيَسِّـر للباحـث التمييـز

بيـن مـا يصـح نسـبته إلـى النبـي ـ صلى

الله عليه وعلى آله وسلم ـ ومـا لا يصـح

نسـبته إليـه .

والناظـر بعيـن الإنصـاف إلـى هـذه

المؤلفـات الكثيـرة القيمـة ـ

فـي فنـون الحديـث وعلومـه ـ يـدرك أنـه

لـم يتوفـر لشـيء مـن الكتـب علـى وجـه

الأرض بعـد كتـاب الله عـز وجـل

ما توفـر للسـنة النبويـة

مـن منهـج دقيـق ، وتطبيـق واع ، وصـدقٍ

بالـغ ، وإتقـان كامـل ، وحـرص شـديد

علـى حفظهـا وصيانتهـا 0

ولا يفوتنـي عندئـذ أن أنبـه علـى ضـرورة

أن يتحـرى

المسـلمون فـي روايـة الحديـث والاسـتشـهاد

بـه ، أو اسـتخدامه فـي الوعـظ والتعليـم ،

وغيـر ذلـك ،

فـلا يذكـروا علـى لسـان النبـي ـ صلى الله

عليه وعلى آله وسلم ـ

إلا مـا يسـتوثقون مـن قبولـه وعـدم رده ،

ويتأكـدون مـن توثيـق أهـل العلـم لإسـناده .


......................................

أصل المعلومة مقتبس من
مقدمة جامع الأحاديث القدسية / ج : 1 / ص : 10 . إعداد عصام الدين الصبابطي/بتصرف
************************************** 

مكانـــة الســنة


0 ~0 ~0 ~ 0~ 0~ 0



اهتمامنـا بالسـنة ليـس اهتمـام دراسـة فحسـب

ولكـن اهتمـام اعتقـاد بالدرجـة الأولـى ، اهتمـام منهـج ،

كيـف تتجـه .

فالسـنة ليسـت فـرعًا مـن فـروع العلـم ،

ولكنهـا أصـل هـذا الديـن مـع كتـاب الله تبـارك وتعالـى ،

فـلا تنفـك السـنة عـن القـرآن ، ولا ينفـك

القـرآن عـن السـنة .

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال :

قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" تركـت فيكـم شـيئين ، لـن تضلـوا بعدهمـا :
كتـاب الله ، وسـنتي ،
ولـن يتفرقـا حتـى يـردا علـيَّ الحـوضَ " .

أخرجه الحاكم . وصححه الشيخ الألباني في :
صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي / ج : 1 /
حديث رقم : 2937 / ص : 566

* وكـل مسـلم لا يصـح إسـلامه إلا أن ينتمـيَ إلـى

سـنة الرسـول الكريـم ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .

فالشـهادتان ! هـل يصـح إسـلام أحـد بشـهادة أن لا إله إلا

الله وحدهـا ؟ ! . لا ، هنـاك شـهادة قرينــة مـع

شـهادة أن لا إله إلا الله ، هـي : " أن محمـدًا رسـولُ الله " ،

معنى شـهادة" أن لا إله إلا الله "

أي لامعبود بحق إلا الله

معنى شـهادة: " أن محمـدًا رسـولُ الله " ،

أي تجريد المتابعة لرسـول الله صلى الله عليه وسلم

فهـذا يُلزم باتبـاع هـذا الرسـول الأمـي ،

وأن يُتخـذ قـدوة كمـا نـص القـرآن الكريـم ،


قـال تعالـى :
{ مَّـنْ يُطِـعِ الرَّسُـولَ فَقَـدْ أَطَـاعَ اللهَ ... } .
سورة النساء / آية : 80 .

وقـال تعالـى :
{ قُـلْ إِن كُنتُـمْ تُحِبُّـونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِـي يُحْبِبْكُـمُ اللهُ ... } .
سورة آل عمران : آية : 31 . 
تحذيـــر

* عـن المِقْـدام بـن معـدي كَـرِبٍ ،
عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ـ أنـه قـال :
"ألا إنـي أوتيـت الكتـاب ومثلـه معـه، ألا يوشـكُ

رجـلٌ شـبعان علـى أريكتـه يقـول :
عليكـم بهـذا القـرآن ، فمـا وجدتـم فيـه مـن حـلال
فأحلُّـوه ،ومـا وجدتـم فيـه مـن حـرام فحرمـوه
ألا لا يحـل لكـم لحـم الحمـارالأهلـي ،
ولا كـلُّ ذي نـابٍ مـن السَّـبُع ، ولا لُقَطـةُ مُعاهِـد
إلا أن يسـتغنيَ عنهـا صاحبُهـا ، ومـن نـزل بقـومٍ

فعليهـم أن يَقْـروه ، فإن لـم يَقْـروه فلـه أن يُعْقِبهـم
بمثـل قِـراه" .
صحيح سنن أبي داود . تحقيق الشيخ الألباني / ( 34 ) ـ كتاب :
السنة/ ( 6 ) ـ باب : لزوم السنة /
حديث رقم : 4604 / ص : 831 .
* قـال أبـو داودفي سننه :

حدثنـا أحمـد بـن حنبـل وعبـد الله بـن محمـد


النفيلـي ،قـالا أخبرنـا سـفيان ، عـن أبـي النضـر ،


عـن عبيـد الله بـن أبـي رافـع ،عـن أبيـه ،


عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" لا أُلفيـن أحدكـم متكئًـا علـى أريكتـه ،
يأتيـه الأمـر مـن أمـري ، ممـا أمـرت بـه
أو نهيـت عنـه ، فيقـول :
لانـدري ، مـا وجدنـا فـي كتـاب الله اتبعنـاه " .


رواه أبو داود في عون المعبود ( ج : 12 / ص : 356 ) . والترمذي . وابن ماجه .

الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 1 / ص : 67 / تحقيق الشيخ مقبل بن هادي الوادعي .




قـال تعالـى :
{قُـلْ أَطِيعُـواْ اللهَ وَالرَّسُـولَ ... } .


سورة آل عمران / آية 32 .


ـ فالسـنة كالقـرآن فـي تحليـل الطيبـات ، وتحريـم الخبائـث،
وَرَدّ حـرف صـحَّ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله
وسلم ـكَـرَدّ حـرف مـن كـلام الله جـل وعـلا.
وقـد توعـد الله سـبحانه الذيـن يخالفـون سـنة
النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـفقـال :
{ ... وَمَـا آتَاكُـمُ الرَّسُـولُ فَخُـذُوهُ وَمَـا نَهَاكُـمْ
عَنْـهُ فَانتَهُـوا وَاتَّقُـوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَـدِيدُ الْعِقَـابِ } .
سورة الحشر / آية : 7 . 


الشيخ الألباني يحذر

قـال الشـيخ الألبانـي ـ رحمه الله تعالى - :
.................................... .........،

مـن البديهـي بعـد هـذا أن نقـول إن السـنة


التـي لهـا هـذه الأهميـة فـي التشـريع ، إنمـا هـي

السـنة الثابتـة عـن النبـي ـ صلى الله عليه

وسلم ـ بالطـرق العلميـة والأسـانيد

الصحيحـة المعروفـة عنـد

أهـل العلـم بالحديـث ورجالـه

وليسـت هـي التـي فـي بطـون مختلـف

الكتـب مـن التفسـير والفقـه والترغيـب

والترهيـب والرقائـق

والمواعـظ وغيرهـا ، فـإن فيهـا كثيـرًا

مـن الأحاديـث الضعيفـة والمنكـرة

والموضوعـة وبعضهـا ممـا

يتبـرأ منـه الإسـلام

وقبـل أن أنهـي كلمتـي هـذه أرى أنـه

لابـد لـي مـن أن ألفـت انتبـاه الإخـوة

الحاضريـن إلـى حديـث مشـهور - لغة -

قَلَّمَـا يخلـو منـه كتـاب مـن كتـب أصـول

الفقـه أو غيرهـم ، لضعفـه مـن حيـث

إسـناده ، ولتعارضـه مـع مـا انتهينـا

إليـه فـي هـذه الكلمـة مـن عـدم جـواز

التفريـق فـي التشـريع بيـن

الكتـاب والسـنة ـ الصحيحـة ـ ،

ووجـوب الأخـذ بهمـا

معـًا ألا وهـو : " حديـث معـاذ " :

* عـن أنـاس مـن أهـل حمـص مـن أصحـاب

معـاذ بـن جبـل ، أن رسـول الله ـ صلى الله

عليه وعلى آله وسلم ـ لمـا أراد

أن يبعـث معـاذًا إلى اليمـن قـال :

" كيـف تقضـي إذا عـرض لـك قضـاء ؟ "

قـال : أقضـي بكتـاب الله



قــال : " فـإن لـم تجــد فـي كتـاب الله ؟ "

قـال : فبسـنة رســول الله ـ صلى الله


عليه وسلم ـ

قـال : " فـإن لـم تجـد فـي سـنة رســول

الله ولا فـي كتـاب الله ؟ "

قـال : أجتهـد برأيـي ولا آلـو ،



فضـرب رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

صـدره فقـال :

" الحمـد لله الـذي وفـق رسـولَ رسـولِ الله

لمـا يُرْضـي رسـولَ اللهِ "

أبو داود / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب القضاء ( 18 ) / باب
( 11 ) اجتهاد الرأي في القضاء / حديث رقم : 3592 /
ص : 644 / وضعفه الألباني . وهذه رواية أبي داود
ورواه الترمذي /13- كتاب الأحكام / 3- باب / حديثرقم :
1327 / ص : 313 / التحقيق:حديث ضعيف


أمـا ضعـف إسـناده : فـلا مجـال لبيانـه الآن

وقـد بينـتُ ذلـك بيانـًا شـافيًا ربمـا لـم

أسـبق إليـه ، فـي :

" سـلسـلة الأحاديـث الضعيفـة والموضوعـة

وأثرهـا السـئ علـى الأمـة "

وحسـبي الآن أن أذكــر أن أميـر المؤمنيـن فـي

الحديـث ، الإمــام البخــاري ـ رحمه الله ـ ،

قــال فيـه : ( حديـث منكـر )

وبعـد هـذا ، يجـوز لـي أن أشـرع فـي بيـان

التعـارض الـذي أشـرتُ إليـه فأقـول :

إن حديـث معـاذ هـذا يضـع للحاكـم منهجـًا فـي

الحكـم ،علـى ثـلاث مراحـل ، لا يجـوز

أن يبحـث عـن الحكـم فـي الـرأي

إلا بعـد أن لا يجـده فـي السـنة ،

ولا فـي السـنة إلا بعـد أن لا يجـده فـي القـرآن

وهـو بالنسـبة للـرأي منهـج صحيـح

لـدى كافـة العلمـاء ،

وكذلـك قالـوا : إذا ورد الأثـر بَطُـل النظـر

ولكنـه بالنسـبة للسـنة ليـس صحيحـًا ،

لأن السـنة حاكمـة علـى كتـاب الله

ومُبَيِّنـة لـه ، فيجـب أن يبحـث عـن

الحكـم فـي السـنة ولـو ظـن وجـوده

فـي الكتـاب لِمَـا ذكرنـا

فليسـت السـنة مـع القـرآن ، كالـرأي مـع السـنة

كـلا ! ثـم كـلا ! بـل يجـب اعتبـار

الكتـاب والسـنة

مصـدرًا واحـدًا لا فصـل بينهمـا أبـدًا

كمـا أشـار إلـى ذلـك قولـه ـ صلـى الله

عليـه وسلـم ـ :

* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال : قـال



رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" تركـت فيكـم شـيئين ، لـن تضلـوا بعدهمـا :

كتـاب الله ،وسـنتي

ولـن يتفرقـا حتـى يـردا علـيَّ الحـوضَ "

أخرجه الحاكم / صحيح 0 صحيح الجامع الصغير
وزيادته / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم :
2937 / ص : 566



* وعـن المقـدام بـن مَعْدِيكـرب قـال : قـال

رسـول الله ـ صلى الله وسلم ـ :

" ألا إنـي أوتيـت الكتـاب ومثلـه معـه ،.... "

رواه أبو داود / كتاب السنة ( 34 ) / باب ( 6 ) /
حديث رقم : 4604 / ص : 831 / صحيح




رسالة : منزلة السنة في الإسلام / للشيخ الألباني /
بتصرف
________ 

صور حية


لقاؤنا اليوم مع صور حية من


*** حرص السلف الصالح من الصحابة والتابعين وغيرهم

على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم


و اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منه،


** فمن ذلك ما رواه البخاري في صحيحه بسنده

إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال:


{
كنت أنا وجار لي من الأنصار ، في بني أمية بن زيد ،

وهي من عوالي المدينة ،


وكنا نتناوب النزول على رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، ينزل يومًـا وأنزل يومًـا ،

فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره ،

وإذا نزل فعل مثل ذلك
،

فنزل صاحبي الأنصاري يوم نوبته ، فضرب بابي

ضربًـا شديدًا ، فقال : أثم هو ؟ ففزعت فخرجت إليه ،

فقال :

قد حدث أمر عظيم .

قال : فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي ، فقلت :

طلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

قالت :لا أدري ،

ثم دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا قائم :

أطلقت نساءك ؟ قال : "لا ".

فقلت :الله أكبر
}.

صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 27- باب التناوب

في العلم /حديث رقم : 89 / ص: 22 ./
طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط .


***ولم يكن اهتمام النساء وحرصهن على


حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم


بأقلَّ من اهتمام الرجال،



فقد روى البخاري في صحيحه بسنده إلى أبي


سعيد الخدري رضي الله عنه قال:

قالت النساء للنبي صلى الله عليه و سلم :

{غَلَبَنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوماً من نفسك، فوعدهن

يوماً لقيهنَّ فيه، فوعظهن وأمرهن….}


صحيح البخاري / 3- كتاب العلم / 35- باب هل يجعل للنساء

يوم على حِدة في العلم /حديث رقم : 101 / ص: 23./
طبعة دار ابن الهيثم . متون فقط

ولم يقتصر هذا الاهتمام والحرص ،على زمن الرسول

فحسب، بل استمر

الحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى

لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص

على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم

و اجتهادهم في ألا يفوتهم شيء منه

على زمن الرسول فحسب

بل استمر

الحال بعد انتقاله صلى الله عليه و سلم إلى الرفيق الأعلى

هذا الحرص نابع من تربية إيمانية صحيحة مبنية على

إخلاص العمل وصوابه

أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله

فحيـن خَلُصَـت نفـوس المؤمنيـن بـ " لا إله إلا الله "

مـن ألـوان الشـرك المختلفـة ، فقـد حـدث فـي

نفوسـهم تحـول هائـل كأنـه ميـلاد جديـد .

لـم يكـن مجـرد التصديـق ، ولا مجـرد الإقـرار

لقـد كـان كأنـه إعـادة ترتيـب ذرات نفوسـهم


علـى وضـع جديـد ،


كمـا يعـاد ترتيـب الـذرات فـي قطعـة الحديـد ،


فتتحـول إلـى طاقـة مغناطيسـية كهربائيـة

كـان الاهتـداء إلـى " الحـق " هائـل الأثـر فـي كـل

جوانـب حياتهـم

كـان فـي حسـهم أن حياتهـم كلهـا عبــادة ،

وأن الشعـائر

إنمـا هـي لحظـات مركـزة ، يتــزود الإنسـان

فيهـا بالطاقـة الروحيـة

التـي تعينـه علـى أداء بقيـة العبــادة المطلوبـة منـه

كانـوا يقومـون بالعبـادة وهـم يمارسـون

الحيـاة فـي شتَّـى مجالاتهـا ،

كانـوا يذكـرون الله فيسـألون أنفسهـم :

هـل هـم فـي الموضـع الـذي يُرضـي الله ،

أم فيمـا يُسـخط الله ؟ !

فإن كانـوا فـي موضـع الرضـى حمـدوا الله ،

وإن كانـوا علـى غيـر ذلـك

اسـتغفروا الله وتابـوا إليـه .

وكانـوا يذكـرون اللـه ، فيسـألون أنفسـهم :

مـاذا يريـد الله منـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

أي : مـا التكليـف المفـروض علينـا فـي هـذه اللحظـة ؟ !

0 إذا كـان التكليـف :

{ ... وَعَاشِـرُوهُنَّ بِالْمَعْـرُوفِ ... } .

سورة النساء / آية : 19 .

كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بهـذا الواجـب الـذي

أمـر بـه الله تجـاه الزوجـات .

وإذا كـان التكليـف :

{ ... قُـوا أَنفُسَـكُمْ وَأَهْلِيكُـمْ نَـاراً ... } .

سورة التحريم / آية : 6 .

كـان ذكـر الله مؤديـًا إلـى القيـام بتربيـة الأهـل


والأولاد علـى النهـج الربانـي

الـذي يضبـط سـلوكهم بالضوابـط الشـرعية .

وإذا كـان التكليـف

{ ... فَامْشُـوا فِـي مَنَاكِبِهَـا وَكُلُـوا مِـن رِّزْقِـهِ وَإِلَيْـهِ النُّشُـورُ } .

سورة الملك / آية : 15 .

كـان مقتضـى ذكـر الله ، هـو المشـي في مناكـب


الأرض وابتغـاء رزق الله في حـدود الحـلال

الـذي أحلَّـهُ الله ، لأنـه إليـه النشـور

فيحاسـب النـاس علـى مـا اجترحـوا في الحيـاة الدنيـا .

وهكـذا ... فقـد فهمـوا أن الصـلاةَ والنُّسُـك


( أى : الشـعائر ) إنمـا هـي

المنطلـق الـذي ينطلـق منـه الإنسـان ليقـوم ببقيـة


العبـادة التـي تشـمل الحيـاة كلهـا ، بـل المـوت كذلـك .

فالشـعائر مجـرد محطـات شـحن للانطـلاق إلـى بقيـة العبـادة ،

ويشمـل ذلـك المـوت .

المـوت فـي حـد ذاتـه لا يمكـن أن يكـون


عبـادة بطبيعـة الحـال ، لأنـه لا خيـار للإنسـان

فيـه ، ولكـن المقصـود فـي قولـه تعالـى :

{ ... وَمَحْيَـايَ وَمَمَاتِـي للهِ رَبِّ الْعَالَمِيـنَ * لاَ شَـرِيكَ لَـهُ ... } .
سورة الأنعام / آية : 162 ، 163

هـو أن يمـوت الإنسـان غيـر مشـرك بالله ،


وذلـك هـو الحـد الأدنـى

الـذي يكـون بـه الإنسـان ( فـي موتـه ) عابـدًا لله ،

أمـا الحـد الأعلـى فهـو أن يكـون موتُـه فـي سـبيل الله

 
لما كان الحرص

على حديث رسول الله الله صلى الله عليه و سلم

نابعًا من تربية إيمانية صحيحة مبنية على

إخلاص العمل وصوابه

أي إخلاصه لله ؛على نهج رسول الله


لذا

لم يقتصر هذا الاهتمام والحرص على

زمن الرسول فحسب، بل استمر
الحال إلى الأزمنة والأجيال التالية
فقد أخرج الحاكم في مستدركه،

عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال:
(لما قُـبِـضَ رسول الله صلى الله عليه و سلم
قلت لرجل
هلمَّ فلنتعلم من أصحاب النبي صلى الله

عليه وسلم فإنهم كثير،

فقال :
العجب والله لك يابن عباس ، أترى


الناس يحتاجون إليك وفي الناس من ترى من

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فركبت ذلك وأقبلت على المسألة
وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإن كنت لآتي الرجل في الحديث
يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله

عليه وسلم فأتوسد ردائي على باب داره،

تسفي الرياح عليَّ وجهي حتى يخرج إليَّ

فإذا رآني قال:

يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه و سلم


ما لك ؟

قلت :

حديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله


صلى الله عليه وسلم


فأحببت أن أسمعه منك .
فيقول :

هلاَّ أرسلت إليّ فآتِيَك؟

فأقول :

أنا كنت أحق أن آتيك،

وكان ذلك الرجل يراني فذهب

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

وقد احتاج الناس إليَّ .

فيقول :

أنت أعلم مني


مجمع الزوائد للهيثمي حديث رقم 9/280
خلاصة الدرجة : رجاله رجال الصحيح
(الدرر السنية)


*قال ابن عبد البر وغيره:

[الحجة عند التنازع السنة فمن أدلى

بها فقد أفلح]
ا.هـ
كتاب:[القول المبين في أخطاء المصلين ]

وهكذا كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم،
ومن بعدهم في حفظ السنة ونقلها،
جيلاً بعد جيل رواية وحفظاً وعملاً
فتأدبوا حتى وإن اختلفت
مذاهبهم وأفهامهم للسنة

فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم ** إن التشبه بالكرام فلاح.
عقوبة من يخالف السنة

توعـد الله سـبحانه الذيـن يخالفـون سـنة
النبـي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فقـال تعالى:
{مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ

وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }

سورة الحشر / آية :7



فـدل علـى أن مـن خالـف سـنة الرسـول ـ صلى 
الله عليه وسلم ـ فيمـا أُمـر بـه أو نُهـيَ عنـه 
أنـه مُعَـرَّض لعقـاب الله عـز وجـل


0 وقـال تعالـى :
{ فَـإِن لَّـمْ يَسْـتَجِيبُوا لَـكَ فَاعْلَـمْ
أَنَّمَـا يَتَّبِعُـونَ أَهْوَاءهُـمْ ... } .
سورة القصص / آية : 50 .


* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ أن رســول
الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قـال :

" كـل أمتـي يدخلـون الجنـة إلا مـن أبـى " .

قالـوا : يـا رسـول الله ومـن يأبـى .
قـال : " مـن أطاعنـي دخـل الجنـة ومـن عصانـي 
فقـد أبـى

صحيح البخاري / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / باب :

( 2 ) /حديث رقم : 7280 / ص : 845 .


وممـا يبيـن


عقوبـة مـن خالـف أمـر

الله ورسـوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ

الحديـث الآتـي :
قـال الإمـام مسـلم في صحيحه:

حدثنـا أبـو بكـر بـن أبـي شـيبة ،

قـال حدثنــا زيـد بـن الْحُبــابِ

عـن عِكرمـة بـن عمـار ،

قـال حدثنـي إيـاسُ بـنُ سـلمة بـن

الأكـوع ؛ أن أبــاه حدثـهُ ؛

أن رجـلاً أكـل عنـد رسـول الله ـ صلى الله

عليه وسلم ـ بشـماله ، فقـال ـ صلى الله عليه
وسلم ـ :

" كُـلْ بيمينـك" .

قـال : لا أسـتطيع .

قـال : " لا اسـتطعت " . مـا منعـه إلا الكِبـرُ .

قـال : فمـا رفعهـا إلـى فيـه .


صحيح مسلم / ( 36 ) ـ كتاب : الأشربة / ( 13 ) ـ

باب : آداب الطعام والشرابوأحكامها /

حديث رقم : 2021 / ص : 528


فهـذه عقوبـة عاجلـة ـ والعيـاذ بالله ـ فهـذا

دليـل علـى أن مـن خالـف سـنة

الرسـول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكبـرًا أنـه

مُعَـرَّض للعقوبـة والعيـاذ بالله .

وعلـى النقيـض الحديـث الآتـي :

* عـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ



أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رأى

خاتمًـا مـن ذهـب في يـد رجـل . فنزعـه

فطرحـه وقـال :

" يعمـد أحدكـم إلـى جمـرة مـن نـار

فيجعلُهـا فـي يـده " .

فقيـل للرجـل ، بعد ما ذهـب رسـول الله ـ صلى
الله عليه وعلى آله وسلم ـ خذ خاتمـك انتفـع به
قـال : لا . والله ! لا آخـذه أبـدًا وقـد طرحـه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى
آله وسلم ـ

صحيح مسلم / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / باب :
( 11 ) / حديث رقم : 2090 / ص : 547

فانظـر الفـرق بين الرجليـن في الامتثـال .
فالأول يقـول : لا أسـتطيع تكبـرًا ، والعيـاذ بالله ،
وهذا قـال : والله لا آخـذ هذا الخاتـم وقد طرحـه رسـول
الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، رغم إباحة الانتفاع به (ببيعه أو...)
فهذا هو الإيمـان ، وهذا هو الامتثـال العظيـم ،
والحرص على المتابعة.


أصل المعلومة مستقى من :رسالة



مكانة السنة في الإسلام / الفوزان / ص : 17 / بتصرف .
  ____________ 
النجاة ...النجاة

لننجي أنفسنا علينا التأسي بالرعيل الأول


كان اهتمام الصحابة رضي الله عنهم،



ومن بعدهم في حفظ السنة ونقلها،

جيلاً بعد جيل رواية وحفظاً وعملاً

فتأدبوا حتى وإن اختلفت مذاهبهم وأفهامهم للسنة


اقتباس:
مـن البديهـي بعـد هـذا أن نقـول إن السـنة التـي لهـا هـذه الأهميـة فـي التشـريع ،



إنمـا هـي السـنة الثابتـة عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بالطـرق

العلميـة والأسـانيد الصحيحـة المعروفـة عنـد أهـل العلـم بالحديـث ورجالـه



لذا ننبه على

أولاً :
أهمية التخريج والتحقيق

ثانيًا :
ننبه على أمر آخر قد يغفل عنه الكثيرمنا وهو أن
مسئولية الناقل لا تنتهي بقوله منقول
إذا نقلت فأنت مسئول أمام الله عن كل كلمة نقلتها
حتى كلمات الشكر لا تقرأ مشاركة ثم تكتب جزاك الله خيرًا إلا بعد أن
تعيها لأن شكرك إقرار لما شكرت عليه

وهذا إجمال لما أردناه

وسنفصله بحول من الله وقوة
تفصيل
النجاة ...النجاة


بحول من الله وقوة نفصل ما سبق إجماله



أهمية التخريج والتحقيق


ما هو التخريج ؟
التخريـج :

أ – في اللغة :التخريج على وزن " تفعيل "

بمعنى الإخراج ، كتكريم بمعنى الإكرام ،

وهو في أصل اللغة مأخوذ من (خرج ) ،

فهو النفاذ من الشيء ،واختلاف لونين .


ب- في اصطلاح المحدثين : عزو الحديث


إلى من أخرجه من أئمة الحديث


فالتخريج هو عزو الحديث أو الأثر لمصادره


الأصلية المسندة مثل الصحيحين


والسنن والمسانيد


كـأن يقـال بعـد ذكـر الحديـث :

" رواه الترمـذي / 1 / 270 " أو " رواه

ابـن ماجـه / 3 / 60 "


وهـذا لا يعنـي صحـة الحديـث أو ضعفـه

لأن الترمـذي علـى سـبيل المثـال لا الحصـر

روى فـي سـننه أحاديـث كثيـرة منهـا

الصحيـح ومنهـا الضعيـف ،

وكذلـك ابـن ماجـه ، والنسـائي ، وأبـو داود ،

وغيرهـم مـن أصحـاب كتـب الحديـث(1) ،

ما عـدا البخـاري ومسـلمًا ،

في صحيحيهما

اللذيـن يكفـي منهمـا قـول :

" رواه البخـاري " أو " مسـلم " .


فالتخريـج لا يـدل علـى صحـة الحديـث مـن

ضعفـه ، وإنما يدل على المكان الذي روي فيه .

وفائدته : تسهيل تتبع الحديث ، لتتم دراسته

سواء من حيث فقهه ، أو تحقيقه ....

ما هو التحقيـق :

فهـو ذكـر مرتبـة الحديـث مـن حيـث

القبـول أوالـرد .

الطريق إلى الجنة / ص : 10 / بتصرف

*والحديث المقبول

هو ما يجب اعتقاد صحة ما جاء فيه ،لثبوته

وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

ومتابعة أحكامه

*الحديث المردود

هو ما يجب رده ، وعدم العمل به ، لضعفه وعدم

ثبوته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

*ينقسـم الحديـث المقبـول

بالنسـبة إلـى تفـاوت مراتبـه


إلـى أربعـة أقسـام هـي :



القســم الأول : الحديـث الصحيـح لذاتـه .


القســم الثانـي : الحديـث الحسـن لذاتـه .


القسـم الثالـث : الحديـث الصحيـح لغيـره .


القسـم الرابـع : الحديـث الحسـن لغيـره .

____________________


(1) سيأتي الاستئناس بكلام العلماء في هذا إن شاء الله
 ___________ 
فوائد التخريج والتحقيق



*** توثيق الحديث – موضوع التخريج – و

معرفة درجته في اصطلاح المحدثين


*** معرفة الزيادة و النقص في متن الحديث ،

فيعرف ما هو صحيح وما هو شاذ

أو منكر أو مدرج


*** معرفة الوجوه المختلفة لرواية الحديث

مما يساعد في الاستنباط الصحيح

للأحكام الفقهية



*** تصويب النص مما يقع في التصحيف

أو التحريف ، فنخلص إلى نص

صحيح منضبط الألفاظ



***تصويب الأسماء في الإسناد ، وتوضيح

المبهمات و المهملات منها ، وضبطها

الضبط الصحيح ، وغير ذلك



*** فائدة تعود للباحث نفسه ، وهي تكوين

ملكة علمية لديه في اتقان وسرعة

تصويب وعزو النصوص وتوثيقها ،

واطلاعه على أوجه الاحتمالات للنصوص

العلمية ورواياتها ،

كما يزيد من أفقه العلمي من الاطلاع على

أساليب العلماء في العزو و الجرح

والتعديل و الاستنباط أيضًا



***التحصن من الوقوع في الكذب عن رسول

الله صلى الله عليه وسلم


عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال :

قـال رســول الله ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ :


" كفـى بالمـرءِ كذبـًا (1) أن يحـدِّث

بكـل مـا سـمع "

رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 .
وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في:
صحيح الجامع الصغيروزيادته /المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827


( 1 ) وفـي روايـة أبـي داود ( رقـم : 4992 ) :


" كفـى بالمـرء إثمـًا أن يحـدث بكـل مـا سـمع" .


وسيأتي عرض وتفصيل ما يخص

هذا الباب إن شاء الله



*** رجاء الفوز بالنضارة الموعودة


*قال أبو داود في سننه

حدثنا مسدد،قال: حدثنا يحيى، عن شعبة، قال :

حدثني عمر بن سليمان من ولد عمر بن

الخطاب ، عن عبد الرحمن بن أبان ،عن أبيه ،

عن زيد بن ثابت،قال: سمعت رسول الله

صلى الله عليه وسلم يقول

"نضر الله امرأ سمع منا حديثًا فحفظه حتى

يبلغه ، فرُب حامل فقه إلى من هو

أفقه منه،ورُب حامل فقه ليس بفقيه "

سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني / كتاب العلم /
باب فضل نشر العلم / حديث رقم : 3660 / التحقيق : صحيح

وهل هذا يُنال إلا إذا كان ما يبلغه عن الحبيب


صلى الله عليه وسلم صحيحًا !!

منقول بتصرف
 نصيحة غالية



حذاري أن تقع في الكذب

حيث لاتدري

مـا هـو الكـذب ؟ ! .

هـو الإخبـار عـن الشـيء علـى غيـر حقيقتـه .

فـإذا كـان هـذا الإخبـار للشـيء علـى غيـر الحقيقـة بتعمـد ،

فهـو كـذب لغـة وشـرعًا .

وإذا كـان هـذا الإخبـار للشـيء علـى غيـر حقيقتـه بغيـر تعمـد

فهـو يَصْـدُق عليـه أنـه كـذب لغـة ، ولـم يكـن كذبـًا شـرعًا .

ولذلـك حُمِـلَ الحديـث الـذي هـو فـي

مقدمـة (1)مسـلم فـي صحيحـه

وهـو صحيـح وسيأتي تخريجه وتحقيقه بالتفصيل بعد قليل *

" مـن حـدَّث عنـي بحديـث وهـو يَـرَى أو يُـرَى أنـه كـذب

فهـو أحـد الكاذِبِيـن أو الكاذِبَيْـن " .

فعلـى الروايـة التـي بهـا الكاذِبَيْـن :

أي أن هنـاك كـاذبٌ اختلـق هـذا الحديـث ،

وهنـاك كـاذبٌ آخـر سـاهم فـي نشـر هـذا الحديـث وترويجـه

ولـو بحسـن نيـة ( يُـرَى ). فكلاهمـا يصـدق عليـه أنـه كـاذب .


فالكـذب فـي اللغـة هـو الإخبـار عـن شـيء بخـلاف حقيقتـه .

*فالمقصـود هنـا أننـي أنصـح نفسـي وإخوانـي بالتحـري

والتثبـت فيمـا ننقُـل .

وكـان أهـلُ العلـم قديمـًا يصفـون الـراوي بالعبـادة وبالزهـد

وبالـورع ، ومـع ذلـك لا يقبلـون حديثـه .

بـل فـي مقدمـة مسـلم هـذه التـي أشـرت إليهـا ،

يذكـر الإمـام مسـلم عـن يحيـى بـن سـعيد القطـان

وبعـض أهـل العلـم أنهـم قالـوا :

" مـا رأينـا الصالحيـن أكـذب منهـم فـي شـيءٍ منهـم

فـي الحديـث ، يجـري الكـذبُ علـى ألسـِنتهم

ولا يتعمدونـه " .

*قال ابن ماجه في سننه

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد وعبد الله

ابن عامر بن زرارة وإسماعيل بن موسى،

قالوا :حدثنا شريك، عن سماك، عن عبد الرحمن بن

عبد الله بن مسعود عن أبيه قال

قال رسول الله صلى الله عليه:
" مـن كَـذَبَ علـيَّ متعمـدًا ، فليتبـوأ مقعـده مـن النـار "
سنن ابن ماجه . تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 4 ) باب التغليظ
في تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم / حديث رقم : 30 /
ص : 18 /التحقيق: صحيح ، بل متواتر .

* عـن عامـر بـن عبـد الله بـن الزبيـر ، عـن أبيـه قـال :
قلـتُ للزبيـر بـن العـوام : مالـي لا أسـمعُكَ تُحـدِّثُ عـن
رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كمـا أسـمع

ابـنَ مسـعودٍ وفلانـًا وفـلانـًا ؟ ! . قـال :

أمـا إنـي لـم أفارقـه منـذ أسـلمتُ ، ولكنـي سـمعتُ منـه كلمـةً ،
يقـول :
" مـن كـذب علـيَّ متعمـدًا فليتبـوأ مقعـده مـن النـار " .



سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب : / باب : ( 4 ) /حديث رقم : 36 /ص : 19 / صحيح .

________________



(1)الإمام مسلم لم يشترط في مقدمة صحيحه ما اشترطه في صلب صحيحه
___________
 * قال ابن ماجه في سننه

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ،قال: حدثنا علي بن هاشم ،

عن ابن أبي ليلى، عن الحكم عن عبد الرحمن بن

أبي ليلى عـن علـيّ ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه

وسلم ـ قـال :

" مـن حَـدَّثَ عنـي حديثـًا وهـو

يُـرَى (1) أنـه كـذبٌ فهـو أحـدُ الكاذِبَيْـنِ (2) " .

سنن ابن ماجه / تحقيق الشيخ الألباني / الأبواب الأولى / ( 5 ) - باب من حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثًا وهويرى أنه كذب / حديث رقم : 38 / ص : 19 / صحيح


( 1 ) يُـرَى : يُظَـنُّ ، أو : يَـرَى : يعتقـد .


( 2 ) أحـد الكاذِبَيْـن : المـراد أن الـراوي لـه يشـارك

الواضـع فـي الإثـم .

حاشية سنن ابن ماجه / ص : 19 .




* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ قـال :قـال رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" كفـى بالمـرءِ كذبـًا (1) أن يحـدِّث بكـل مـا سـمع " .

رواه مسلم في مقدمته / باب : النهي عن الحديث بكل ما سمع / حديث رقم : 5 / ص : 5 .*
وصححه الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في:
صحيح الجامع الصغيروزيادته /المجلد الثاني / حديث رقم : 4483 / ص : 827 .


( 1 ) وفـي روايـة أبـي داود
( رقـم : 4992 ) :

" كفـى بالمـرء إثمـًا أن يحـدث بكـل مـا سـمع " .



*قال أبو داود في سننه

حدثنا حفص بن عمر،قال: حدثنا شعبة ح وحدثنا

محمد بن الحسين ، قال: حدثنا علي بن حفص، قال:

حدثنا شعبة ،عن خبيب بن عبد الرحمن،

عن حفص بن عاصم:قال: قال: ابن حسين في حديثه

عن أبي هريرة ،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

" كفـى بالمـرء إثمـًا أن يحـدث بكـل مـا سـمع " .

سنن أبي داود / تحقيق الشيخ محمد ناصر الدين الألباني .محدث العصر .رحمه الله /
كتاب الأدب / باب في التشديد في الكذب / حديث رقم : 4992 / التحقيق : صحيح
[ سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني :
حديث رقم :2025 ] .

فلنحذر أن نكتب كل ما سمعنا
أو قرأنا ..... دون تحري وتحقيق 
 فالمقصـود هنـا أننـي أنصـح نفسـي وإخوانـي


بالتحـري والتثبـت فيمـا ننقُـل .


ولنفرق يفـرق بيـن الديانـة والـورع ،


وبيـن التحـري فـي العلـم والدِّقـة .



فقد كـان أهـلُ العلـم قديمـًا يصفـون الـراوي


بالعبـادة وبالزهـد وبالـورع ، ومـع ذلـك لا يقبلـون حديثـه .


ونقـل أيضـًا عـن بعـض أهـل العلـم أنـه قـال :


أدركـت كـذا وكـذا مـن أهـل المدينـة ، لـوائتُمِـنَ

أحدُهـم علـى بيـت مـالٍ لحفظَـهُ ، لكـن لا يصـح

أن يُـرْوَى عنهـم لأنهـم ليسـوا مـن أهـلِ هـذا الشـأن .


وذلـك برغـم أمانتهـم وديانتهـم .



فكثيـرٌ منـا لا يفـرق بيـن الديانـة والـورع ،


وبيـن التحـري فـي العلـم والدِّقـة .


فقـد نحـب الإنسـان لورعِـهِ وتقـواه وصلاحـه وعبادتـه ،


فيترتـب عليـه أن نقبـلَ منـه كـلَّ مـا يقـول ، وهـذا خطـأ ،


لأن أهـلَ التحــري هـؤلاء قـومٌ كـأن اللهَ


خلقهــم للتحـري وللتثبـت 
فكثيـرٌ منـا لا يفـرق بيـن الديانـة والـورع ،
وبيـن التحـري فـي العلـم والدِّقـة .
فقـد نحـب الإنسـان لورعِـهِ وتقـواه وصلاحـه وعبادتـه ،
فيترتـب عليـه أن نقبـلَ منـه كـلَّ مـا يقـول ، وهـذا خطـأ ،
لأن أهـلَ التحــري هـؤلاء قـومٌ كـأن اللهَ
خلقهــم للتحـري وللتثبـت
هذه الكلمات ذكرتني بمقطع صوتي للشيخ

العثيمين رحمه الله نبه فيه على

مسألة هامة جدًّاعند استقاء المعلومة

وضابط هام لهذه العبارة

فيترتـب عليـه أن نقبـلَ منـه كـلَّ مـا يقـول




ولن أقدم لهذا المقطع أكثر من ذلك

ولكن أترككم مع تفريغ المقطع

( التفريغ قريب جدًّا من النقل

الحرفي لكلام الشيخ

إلا النذر القليل من التصرف

لبعض العبارات )

تفريغ المقطع الصوتي


أحد محبي الشيخ يلقي قصيدة في



حضور فبدأ هذا الأخ الكريم في الكلام



فقال :ياأمتي إن هذا الليل يعقبه فجرٌ



وأنوار في الأرض تنتشر



والخير مرتقب والفتح منتظر



وبصحوة بارك الباري مسيرتها



بقية ما بها شوبٌ ولا كدرُ



ما دام فينا ابن صالح شيخ صحوتنا



بمثله يُرجى التأييد والظَّـفَـرُ



فأوقف الشيخ العثيمين القارئ وقال بانفعال



أنا لاأوافق على هذا ، لاأوافق ،



لأنني لاأريد أن يُرْبَطُ الحق ُ بالأشخاص



فكل شخص يفنى ، فإذا ربطنا الحق بالأشخاص



هذا معناه ، إذا مات قد ييأس الناس



فأقول -أي الشيخ-: تبدل البيت بأن تقول :



ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله صلى



الله عليه وسلم ، هذا طيب



فقال القارئ :



ما دام فينا كتاب الله وسنة رسوله



ابن العثيمين فقيه ...

فأوقف الشيخ العثيمين القارئ وقال بانفعال



لا ياشيخ ! أنا أنصحكم الآن وبعد الآن ،



أن لاتجعلوا الحق مربوطـًا بالرجال



فالرجال أولاً يَضِلُّون ، حتى ابن مسعود يقول :

( من كان مستنًّا ، فليستن بمن مات ،

فالحي لاتؤمن عليه الفتنة )


فيمكن للإنسان أن يغتر بنفسه أعوذ

بالله من ذلك ،

ويسلك طرقـًا غير صحيحة

ولذلك أنا أنصحكم الآن


أن لاتجعلوا الحق مقيدًا بالرجال

الرجل أولاً:

لايأمن الذلل والفتنة ،

وثانيًا :

أنه سيموت ، لاأحد يبقى ،


قال تعالى


{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن

مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ }


الأنبياء34

وثالثًا :


إن بني آدم بشر ، ربما يغتر إذا رأى

الناس يبجلونه ويكرمونه ،ويقفون حوله

ربما يغتر ويظن أنه معصوم ، ويدعي

لنفسه العِصمة ،وأن كل شيء يفعله

فهو الحق ، وكل طرق يسلكه فهو مشروع ،
يحصل بذلك الهلاك
لذلك امتدح رجل رجلاً عند النبي صلى
الله عليه وسلم ، فقال :

" ويحك ، قطعت عنق صاحبك ، أو قال ظهر صاحبك "

أنا أشكر الأخ مقدمًا ، وإن لم أسمع ما يقوله فيَّ ،
على ما يبديه من الشعور نحوي ،
وأسأل الله أن يجعلني عند حسن ظنه وأكثر

ا.هـ

كل منا يتأمل ويستخلص من

كلام الشيخ رحمه الله

الخير الكثير والمنهج القويم



رابط سماع المقطع الصوتي

للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين

رحمه الله



هنا
أو

سبق أن قلنا
سيأتي الاستئناس بكلام العلماء في
هذا إن شاء



وذلك عند الكلام عن
أهمية التخريج والتحقيق


ويشهد لما سقناه ما ورد على هذين الرابطين


*الأول*


للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تحت عنوان




الأمهات الست




هنا




*والثاني*




اختصار علوم الحديث




لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير رحمه الله


هنا


خاصة ما ورد تحت عنوان


مَسَائِلُ تَتَعَلَّقُ بِالْحَدِيثِ الصَّحِيحِ




وهذه قطوف مستخلصة من الرابطين المشار إليهما 

**البخاري ، ومسلم

اشترطا على نفسيهما الصحة

في صحيحيهما

*.*.*.*.

سنن النسائي:

ألف النسائي رحمه الله كتابه "السنن الكبرى" وضمنه

الصحيح، والمعلول،

ثم اختصره في كتاب "السنن الصغرى"، وسماه "المجتبى

جمع فيه الصحيح عنده، وهو المقصود بما ينسب

إلى رواية النسائي من حديث.

و"المجتبى" أقل السنن حديثاً ضعيفاً، ورجلاً مجروحاً


ودرجته بعد "الصحيحين"، فهو - من حيث الرجال –


مقدم على:

"سنن أبي داود والترمذي"؛

لشدة تحري مؤلفه في الرجال،

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:

كم من رجل أخرج له أبو داود والترمذي تجنب

النسائي إخراج حديثه،

بل تجنب إخراج حديثه جماعة في "الصحيحين"
. اهـ.

*.*.*.*.

سنن ابن ماجه

أقل رتبة من "السنن": "سنن النسائي وأبي داود والترمذي"،


حتى كان من المشهور أن ما انفرد به يكون ضعيفاً غالباً

إلا أن الحافظ ابن حجر قال:

ليس الأمر في ذلك على إطلاقه باستقرائي، وفي

الجملة ففيه أحاديث

كثيرة منكرة، والله المستعان.
اهـ،


وقال الذهبي:

فيه مناكير وقليل من الموضوعات. اهـ،


وقال السيوطي:

إنه تفرد بإخراج الحديث عن رجال متهمين بالكذب،

وسرقة الأحاديث، وبعض تلك الأحاديث،

لا تعرف إلا من جهتهم.
*.*.*.*.

موطأ مالك

وَقَدْ اِعْتَنَى النَّاسُ بِكِتَابِهِ (اَلْمُوَطَّأِ) وَعَلَّقُوا عَلَيْهِ كُتُبًا جَمَّةً وَمِنْ


أَجْوَدِ ذَلِكَ كِتَابَا (اَلتَّمْهِيدِ) ، وَ(اَلِاسْتِذْكَارِ) ، لِلشَّيْخِ

أَبِي عُمَرَ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ


النَّمْرِيِّ الْقُرْطُبِيِّ ، -رَحِمَهُ اللَّهُ- هَذَا مَعَ مَا فِيهِ مِنَ

الْأَحَادِيثِ الْمُتَّصِلَةِ
الصَّحِيحَةِ وَالْمُرْسَلَةِ وَالْمُنْقَطِعَةِ ،

وَالْبَلاغَاتِ اللاتِي لاتَكَادُ تُوجَدُ مُسْنَدَةً


إِلا عَلَى نُدُور
*.*.*.*.

مُسْنَدُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ

وَأَمَّا قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الْمَدِينِيِّ عَنْ

مُسْنَدِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ إِنَّهُ صَحِيحٌ ، فَقَوْلٌ ضَعِيفٌ ،

فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً ، بَلْ وَمَوْضُوعَةً ، كَأَحَادِيثِ فَضَائِلِ مَرْوٍ

، وَعَسْقَلانَ ، وَالْبَرْثِ الْأَحْمَرِ عِنْدَ حِمْصٍ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ،

كَمَا قَدْ نَبَّهَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ الْحُفَّاظِ.

ثُمَّ إِنَّ الْإِمَامَ أَحْمَدَ قَدْ فَاتَهُ فِي كِتَابِهِ هَذَا -مَعَ أَنَّهُ

لَا يُوَازِيهِ مُسْنَدٌ فِي
كَثْرَتِهِ وَحُسْنِ سِيَاقَتِهِ- أَحَادِيثُ

كَثِيرَةٌ جِدًّ ، بَلْ قَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَقَعْ لَهُ جَمَاعَةٌ

مِنْ الصَّحَابَةِ الَّذِينَ فِي الصَّحِيحَيْنِ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْنِ

(اَلْكُتُبُ الْخَمْسَةُ وَغَيْرُهَا)

وَهَكَذَا قَوْلُ الْحَافِظِ أَبِي طَاهِرٍ السَّلَفِيِّ فِي الْأُصُولِ

الْخَمْسَةِ ، يَعْنِي

الْبُخَارِيَّ وَمُسْلِمًا وَسُنَنَ أَبِي دَاوُدَ وَاَلتِّرْمِذِيِّ وَالنَّسَائِيِّ

إِنَّهُ اِتَّفَقَ عَلَى

صِحَّتِهَا (1) عُلَمَاءُ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ

تَسَاهُلٌ مِنْهُ وَقَدْ أَنْكَرَهُ اِبْنُ الصَّلَاحِ

وَغَيْرُهُ قَالَ اِبْنُ الصَّلَاحِ وَهِيَ ذَلِكَ أَعْلَى رُتْبَةً مِنْ

كُتُبِ الْمَسَانِيدِ كَمُسْنَدِ
عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ ، وَالدَّارِمِيِّ ،

وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، وَأَبِي يَعْلَى ، وَالْبَزَّارِ ،

وَأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ ، وَالْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ ، وَإِسْحَاقَ

ابْنِ رَاهْوَيْهِ ،
وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى ، وَغَيْرِهِمْ ؛

لِأَنَّهُمْ يَذْكُرُونَ عَنْ كُلِّ صَحَابِيٍّ مَا يَقَعُ لَهُمْ مِنْ حَدِيثِهِ.

___________
(1)


مما قيل عن مدلول هذه العبارة


اتفـق علمـاء المشـرق والمغـرب علـى صحـة هـذه الكتـب ،

أي اتفقــوا علـى صحـة نسـبتها إلـى مصنفيهـا ومؤلفيهـا ،

وأنـه لـم يُـزَدْ فيهـا ولـم يُنْقـص . فـلا نشـك فـي أن هـذا

الكتـاب الـذي بيـن أيدينـا هـو كتـاب الإمـام البخـاري ،

ولا نشـك أن هـذا الكتـاب الـذي بيـن أيدينـا هـو كتـاب

الترمـذي ، .....
وهكـذا باقـي الكتـب . 
يستخلص مما سبق




أن أحاديث البخاري ومسلم

إجمالاً يمكن الاستشهاد بها دون البحث عن تحقيقها

أما ما عداهما فلابد قبل الاستشهاد بأحديثهم

البحث والتنقيب عن تحقيقها ، لتمييز صحيحها من سقيمها

كيفية تطبيق ذلك وسبيله عمليًا عندما نتعامل مع الحديث النبوي

من سُبل ذلك

بداية لابد من التأكد من مخرج الحديث

أي التأكد من العزو الدقيق ، فإذا كتب بجانب الحديث رواه البخاري أو مسلم مثلاً

لابد من الرجوع لكتاب البخاري أو مسلم للتأكد من وجود

الحديث في السنة المشار


إليها ، ليس كأصل للحديث فقط بل بمراجعة ألفاظه

ليكون عزوك دقيقًا


* ثم في غير البخاري ومسلم ، بعد الخطوة السابقة ،

لابد من البحث عن تحقيق الحديث


هل هو مقبول أم مردود ؟

* وسبل هذه الخطوات ميسرة ، إما

بالرجوع للكتب المحققة

أو

بالرجوع للموسوعات ،والمكتبات ،والمواقع التي تهتم بالتحقيق

ومما يعينك على ذلك

** مكتبة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني

الإصدار الأول

رحمه الله

حمِّلْهَا على جهازك وابحث ، عن الحديث ،

واعلم أهو مقبول أم مردود قبل كتابته

دون الاحتياج لدخول الشبكة العنكبوتية (الإنترنت)

وهذا رابط تحميلها وعليه شرح كيفية البحث فيها
هنا


ولكن أضيف إضافة بسيطة وهامة

وهي بعد البحث على الحديث بالطريقة المشروحة

على الرابط ، اضغط على عبارة (عرض كامل)

وذلك لتحصل على عرض تفصيلي لاسم الكتاب

والباب و... للحديث المطلوب


لكن يلاحظ أن كتب السنن فيه غير محققة

فيرجع لمكتبة الألباني لتحقيقها
أو

الدرر السنية

ماعليك سوى وضع كلمة من الحديث الذي تريد التأكد

من صحته في محرك البحث

وتظهر لك النتيجة بإذن الله ..
فائدة منقولة


الخطأ : أمهات الكتب- الصواب : أمات الكتب-

السبب : تذكر كثير من المعاجم اللغوية :

أن الأمهات فيمن يعقل ، والأمات فيما
لايعقل ،

وبما أن الكتب غير عاقلة ، فجمعها يكون : أمات ،

ولكن ابن جني وغيره أجازوا جمع الجميع على

أمات أو أمهات ( للعاقل وغير العاقل )
.


هنا



*.*.*.*.*.*.*

وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين

قوله: «أمهات الأولاد» يقال: أمهات في بني آدم،
وأُمَّات في الحيوان،
تقول: أمات السخال ولا تقل: أمهات،
وإنما يقال: أمهات في بني آدم،
قال الله تعالى: {{حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَهَاتُكُمْ}}
[النساء: 23]

هنا 

تم بحمد الله
  
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق