زينب بنت رسول الله
وهي زينب بنت
سيد ولد آدم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم القرشية الهاشمية، وأمها خديجة
بنت خويلد، وكانت أكبر بناته صلى الله عليه وسلم وأول من تزوج منهن رضي الله عنهن،
وقد ولدت قبل البعثة بمدة قيل إنها عشر سنين وتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن
الربيع العبشمي، وأمه هاله بنت خويلد خالة زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وولدت زينب لأبي العاص علياً وأمامة فتوفي علي وهو صغير، وبقيت أمامة فتزوجها علي
بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت زينب رضي الله
عنها من المهاجرات السيدات
عن أبي قتادةَ قال بينا نحنُ في المسجدِ
جلوسٌ خرجَ علينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يحملُ أمامةَ بنتَ
أبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ وأمُّها زينبُ بنتُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ
وسلَّمَ وَهيَ صبيَّةٌ يحملُها على عاتقِهِ فصلَّى رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ
عليْهِ وسلَّمَ وَهيَ على عاتقِهِ يضعُها إذا رَكعَ ويعيدُها إذا قامَ حتَّى قضى صلاتَهُ
يفعلُ ذلِكَ بِها
الراوي: أبو قتادة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 918
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خلاصة حكم المحدث: صحيح
15 - أنَّ زينبَ بنتَ رسولِ
اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ حين خرج رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ
مُهاجرًا استأذنتْ أبا العاصِ بنَ الربيعِ زوجَها أن تذهبَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّمَ فأَذِنَ لها ، فقدمتْ عليه ، ثم إنَّ أبا العاصِ لحق
بالمدينةِ ، فأرسل إليها : أن خُذي لي أمانًا من أبيكِ ، فخرجتْ فأطلَّتْ برأسِها
من بابِ حُجرتِها ورسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في الصُّبحِ يُصلِّي
بالناسِ ، فقالتْ : يا أيها الناسُ أنا زينبُ
بنتُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، وإني قد أَجَرْتُ أبا العاصِ ، فلما
فرغ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ من الصلاةِ قال : يا أيها الناسُ إني
لم أعلمْ بهذا حتى سمعتُموه ، ألا وإنه يُجيرُ على المسلمينَ أدْناهم
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم:
6/770
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خلاصة حكم المحدث: صحيح
(ففي هذا الحديث منقبة ظاهرة لزينب رضي
الله عنها حيث قبل جوارها لزوجها وصار ذلك سنة للمسلمين إلى يوم القيامة، وهو أنه
يجير على المسلمين أدناهم ولو كان امرأة
______________________________
17 - لمَّا بعثَ أَهْلُ مَكَّةَ في فداءِ أَسراهم
بعثَتْ زينبُ ، بنتُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ في
فداءِ أبي العاصِ بنِ الرَّبيعِ بمالٍ ، وبعثَتْ فيهِ بقلادةٍ لَها كانت لِخديجةَ
، أدخَلَتْها بِها على أبي العاصِ حينَ بنى بها ، قالت: فلمَّا رآها رسولُ اللَّهِ
صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ ، رَقَّ لَها رقَّةً شديدةً ، وقالَ : إن
رأيتُمْ أن تطلقوا لَها أسيرَها ، وتردُّوا علَيها الَّذي لَها ، فافعَلوا ، فقالوا
: نعَم يا رسولَ اللَّهِ ، فأطلقوهُ ، وردُّوا عليها الَّذي لَها .
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:
الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم:
1651
خلاصة حكم المحدث: حسن
خلاصة حكم المحدث: حسن
_____________________
9 - أنَّ هبَّارَ بنَ الأسودِ نخَسَ زينبَ
بنتَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لمَّا أرسلَها زوجُها أبو العاصِ بنِ
الرَّبيعِ إلى المدينةِ فأسقطَتْ
الراوي:
- المحدث:
ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة
- الصفحة أو الرقم:
3/597
خلاصة حكم المحدث: القصة بذلك مشهورة
خلاصة حكم المحدث: القصة بذلك مشهورة
____________________________
يا معشرَ قريشٍ هل بقَيَ لأحدٍ منْكم عندي مالٌ لم أردَّهُ عليهِ ؟ قالوا: لا
فَجزاكَ اللَّهَ خيرًا قد وجدناكَ وفيًّا كريمًا قال: واللهِ ما منَعني أن أُسلِمَ
قبلَ أن أقدَمَ عليكُم إلَّا أن تظنُّوا أني أسلَمتُ لأذهبَ بأموالِكُم، فإنِّي
أشْهدُ أنَّ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ . وعادَ إلى
المدينةِ فردَّ عليهِ رسولُ اللهِ امرأتَهُ زينبَ
.
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث:
الألباني - المصدر: فقه السيرة - الصفحة أو الرقم:
338
خلاصة حكم المحدث: صحيح
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر
هي قصة زواج زينب بنت محمد وأبو العاص بن ربيع
زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم وابن خالتها وزوجها
فأبو العاص هو ابن أخت السيدة خديجة
وهو رجل من أشراف قريش و كان النبي يحبه
ذهب أبو العاص إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة
وقال له: أريد أن أتزوج زينب إبنتك الكبرى
فيقول له النبي: لا أفعل حتى أستأذنها
ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب
ويقول لها: ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجاً لك ؟
فاحمرّ وجهها وابتسمت
فخرج النبي صلوات الله و سلامه عليه
وتزوجت زينب أبا العاص بن الربيع، لكي تبدأ قصة حب قوية
وأنجبت منه 'علي' و 'أمامة'. ثم بدأت مشكلة كبيرة حيث بعث النبي
وأصبح نبياً بينما كان أبو العاص مسافراً وحين عاد وجد زوجته أسلمت
فدخل عليها من سفره، فقالت له: عندي لك خبر عظيم
فقام وتركها. فاندهشت زينب وتبعته
وهي تقول: لقد بُعث أبي نبياً وأنا أسلمت
فقال: هلا أخبرتني أولاً ؟
وتطل في الأفق مشكلة خطيرة بينهما مشكلة عقيدة
قالت له: ما كنت لأُكذِّب أبي. وما كان أبي كذاباً
إنّه الصادق الأمين. ولست وحدي
فلقد أسلمت أمي وأسلم إخوتي
-(وأسلم ابن عمي -(علي بن أبي طالب
-(وأسلم ابن عمتك (عثمان بن عفان
-( وأسلم صديقك ( أبو بكر الصديق
فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا خذّل قومه
وكفر بآبائه إرضاءً لزوجته
وما أباك بمتهم. ثم قال لها: فهلا عذرت وقدّرت؟
فقالت: ومن يعذر إنْ لم أعذر أنا؟
ولكن أنا زوجتك أعينك على الحق حتى تقدر عليه
ووفت بكلمتها له 20 سنة
وظل أبو العاص على كفره. ثم جاءت الهجرة
فذهبت زينب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وقالت: يا رسول الله..أتأذن لي أنْ أبقى مع زوجي
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبق مع زوجك وأولادك
وظلت بمكة إلى أنْ حدثت غزوة بدر
وقرّر أبو العاص أن يخرج للحرب
في صفوف جيش قريش زوجها يحارب أباها
وكانت زينب تخاف هذه اللحظة
-:فتبكي وتقول
اللهم إنّي أخشى من يوم تشرق شمسه فيتم ولدي أو أفقد أبي
ويخرج أبو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر، وتنتهي المعركة
فيُؤْسَر أبو العاص بن الربيع، وتذهب أخباره لمكة
فتسأل زينب: وماذا فعل أبي؟
فقيل لها: انتصر المسلمون. فتسجد شكراً لله
ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟
فقالوا: أسره حموه
فقالت: أرسل في فداء زوجي
ولم يكن لديها شيئاً ثميناً تفتدي به زوجها
فخلعت عقد أمها الذي كانت تُزيِّن به صدرها
وأرسلت العقد مع شقيق أبي العاص بن الربيع
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان النبي جالساً يتلقى الفدية ويطلق الأسرى
وحين رأى عقد السيدة خديجة
سأل: هذا فداء من ؟
قالوا: هذا فداء أبو العاص بن الربيع
فبكى النبي وقال: هذا عقد خديجة
-:ثم نهض وقال
أيها الناس..إنّ هذا الرجل ما ذممناه صهراً فهلا فككت أسره؟
وهلا قبلتم أنْ تردوا إليها عقدها؟
فقالوا نعم يا رسول الله
فأعطاه النبي العقد، ثم قال له
قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجة
ثم قال له: يا أبا العاص هل لك أن أساررك؟
-:ثم تنحى به جانباً وقال له
يا أبا العاص إنّ الله أمرني أنْ أُفرِّقَ بين مسلمة وكافر
فهلا رددت إلىّ ابنتي؟
فقال: نعم
وخرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة
فقال لها حين رآها: إنّي راحل
فقالت: إلى أين؟
قال: لست أنا الذي سيرتحل، ولكن أنت سترحلين إلى أبيك
فقالت: لم؟
قال: للتفريق بيني وبينك. فارجعي إلى أبيك
فقالت: فهل لك أن ترافقني وتُسْلِم؟
فقال: لا
فأخذت ولدها وابنتها وذهبت إلى المدينة
وبدأ الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات
وكانت ترفض على أمل أنْ يعود إليها زوجها
وبعد 6 سنوات كان أبو العاص قد خرج بقافلة
من مكة إلى الشام
وأثناء سيره يلتقي مجموعة من الصحابة
فسأل على بيت زينب وطرق بابها قبيل آذان الفجر
فسألته حين رأته: أجئت مسلماً؟
قال: بل جئت هارباً
فقالت: فهل لك إلى أنْ تُسلم؟
فقال: لا
قالت: فلا تخف. مرحباً بابن الخالة. مرحباً بأبي علي وأمامة
وبعد أن أمّ النبي المسلمين في صلاة الفجر
إذا بصوت يأتي من آخر المسجد: قد أجرت أبو العاص بن الربيع
فقال النبي: هل سمعتم ما سمعت؟
قالوا: نعم يا رسول الله
قالت زينب: يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة
وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله
فوقف النبي صلى الله عليه وسلم
-: وقال صل الله عليه و على آله و صحبه وسلم
يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهراً. وإنّ هذا الرجل
حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي
فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده
فهذا أحب إليّ
وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه
فقال الناس: بل نعطِه ماله يا رسول الله
فقال النبي: قد أجرنا من أجرت يا زينب
ثم ذهب إليها عند بيتها
وقال لها: يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال
ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك
فقالت نعم يا رسول الله
-:فدخلت وقالت لأبي العاص بن الربيع
يا أبا العاص أهان عليك فراقنا
هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا
قال: لا. وأخذ ماله وعاد إلى مكة
-:وعند وصوله إلى مكة وقف وقال
أيها الناس هذه أموالكم هل بقى لكم شيء؟
فقالوا: جزاك الله خيراً وفيت أحسن الوفاء
قال: فإنّي
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله
ثم دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي
وقال: يا رسول الله أجرتني بالأمس
واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
-:وقال أبو العاص بن الربيع
يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟
فأخذه النبي وقال: تعال معي
ووقف على بيت زينب وطرق الباب
وقال: يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك
فهل تقبلين؟
فأحمرّ وجهها وابتسمت
والغريب أنّ بعد سنه من هذه الواقعة ماتت زينب
فبكاها بكاء شديداً حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه
-:فيقول له
والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب
ومات بعد سنه من موت زينب
الشيخ السحيم :
الجواب :
بعض ألفاظ هذه القصة صِيغت بِلغة عصرية !
وبعضها غير صحيح .
أبو العاص بن الربيع هو ابن خالة زينب ، فأمه هي هالَة بنت خويلد أخت خديجة رضي الله عنها .
وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي العاص ، ففي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم خَطَب فقال : أَمَّا بَعْدُ أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ فَحَدَّثَنِي وَصَدَقَنِي .
قال ابن كثير في تفسيره : كان جائزًا في ابتداء الإسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة ؛ ولهذا كان أبو العاص بن الربيع زوج ابنة النبي صلى الله عليه وسلم زينب رضي الله عنها ، وقد كانت مُسْلِمة وهو على دِين قومه ، فلما وقع في الأسارى يوم بدر بعثت امرأته زينب في فدائه بِقلادة لها كانت لأمها خديجة ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رَقّ لها رقَّةً شَديدَةً ، وقال للمسلمين : "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فافعلوا" . ففعلوا ، فأطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يبعث ابنته إليه ، فَوفى له بذلك وصَدقه فيما وعده ، وبعثها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع زيد بن حارثة رضي الله عنه ، فأقامت بالمدينة من بعد وقعة بدر ، وكانت سنة اثنتين إلى أن أسلم زوجها العاص بن الربيع سنة ثمان فَرَدّها عليه بالنكاح الأول ، ولم يُحْدِث لها صداقًا ، كما قال الإمام أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، حدثنا بن إسحاق ، حدثنا داود بن الحصين، عن عكرمة عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّ ابنته زينب على أبي العاص ابن الربيع ، وكانت هجرتها قبل إسلامه بِسِتّ سنين على النكاح الأول ، ولم يُحْدِث شهادة ولا صَدَاقًا .
ورواه أبو داود والترمذي وابن ماجة . ومنهم من يقول : " بعد سنتين " ، وهو صحيح ؛ لأن إسلامه كان بعد تحريم المسلمات على المشركين بسنتين . اهـ .
روى الإمام أحمد من حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم قالت : لَمَّا بَعَث أهل مكة في فداء أسراهم بَعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في فِداء أبى العاص بن الربيع بِمَال وبَعثت فيه بقلادة لها ، كانت لخديجة أدخلتها بها على أبى العاص حين بَنَى عليها ، قالت : فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم رقّ لها رِقّـة شديدة ، وقال : إن رأيتم أن تُطْلِقُوا لها أسيرها وتَرُدّوا عليها الذي لها فافعلوا ، فقالوا : نعم يا رسول الله ، فأطلقوه ورَدّوا عليها الذي لها . قال شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن من أجل ابن إسحاق .
قال ابن حجر في " الإصابة " : أخرج ابن سعد بسند صحيح عن الشعبي قال : هاجَرت زينب مع أبيها وأبى زوجها أبو العاص أن يُسْلِم فلم يُفَرِّق النبي صلى الله عليه و سلم بينهما .
وقال في ترجمة أبي العاص : هذا مع صحة سنده إلى الشعبي مُرْسَل ، وهو شاذ خالفه ما هو أثبت منه .
وقال ابن حجر :
وعن الواقدي بِسند له عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أن أبا العاص شَهِد مع المشركين بدرا فأُسِر ، فَقَدِم أخوه عَمرو في فدائه وأرسلت معه زينب قلادة مِن جزع كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاص ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفها ورَقّ لها ، وذَكَر خديجة فَتَرَحّم عليها ، وكَلّم الناس فأطلقوه ، ورَدّ عليها القلادة ، وأخذ على أبي العاص أن يُخْلِي سبيلها ففعل .
قال الواقدي : هذا أثبت عندنا ، ويتأيد هذا بما ذَكَر ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قال : صلى النبي صلى الله عليه وسلم الصبح فنادت زينب : إني أجَرْت أبا العاص بن الربيع ، فقال بعد أن انصرف : هل سمعتم ما سَمِعْت ؟ قالوا : نعم . قال : والذي نفس محمد بيده ما علمت شيئا مما كان حتى سَمِعت ، وإنه يُجِير على المسلمين أدناهم .
وذَكر الواقدي من طريق محمد بن إبراهيم التيمي قال : خرج أبو العاص في عير لقريش ، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في سبعين ومائة راكب ، فلقوا العِير بناحية العِيص في جمادي الأولى سنة ست ، فأخذوا ما فيها وأسَروا ناسا منهم أبو العاص ، فدخل على زينب فأجارته ، فَذَكَر نحو هذه القصة ، وزاد : وقد أجَرنا مَن أجَارَت ، فسألته زينب أن يَرُدّ عليه ما أخذ عنه ففعل ، وأمرها ألاَّ يَقربها ، ومضى أبو العاص إلى مكة فأدى الحقوق لأهلها ورجع فأسلم في المحرم سنة سبع ، فَرَدّ عليه زينب بالنكاح الأول . اهـ .
وروى الطبراني والحاكم والبيهقي عن أم سلمة رضي الله عنها أَنَّ زَيْنَبَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَ إِلَيْهَا زَوْجُهَا أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ أَنْ خُذِى لِى أَمَانًا مِنْ أَبِيكِ ، فَخَرَجَتْ فَأَطْلَعَتْ رَأْسَهَا مِنْ بَابِ حُجْرَتِهَا وَالنَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم فِى صَلاَةِ الصُّبْحِ يُصَلِّى بِالنَّاسِ فَقَالَتْ : أَيُّهَا النَّاسُ أَنَا زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنِّى قَدْ أَجَرْتُ أَبَا الْعَاصِ . فَلَمَّا فَرَغَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الصَّلاَةِ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى لَمْ أَعْلَمْ بِهَذَا حَتَّى سَمِعْتُمُوهُ أَلاَ وَإِنَّهُ يُجِيرُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ أَدْنَاهُمْ .
وصحح الجزء المرفوع منه الألباني في " الصحيحة " .
ولم تبق زينب بعيدة عن أبي العاص إلاّ سِتّ سنوات .
قال الذهبي في السير عن أبي العاص رضي الله عنه : أَسْلَمَ قَبْلَ الحُدَيْبِيَةِ بِخَمْسَةِ أَشْهُرٍ.
وقال : وَلَمَّا هَاجَرَ رَدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوْجَتَهُ زَيْنَبَ بَعْدَ سِتَّةِ أَعْوَامٍ عَلَى النِّكَاحِ الأَوَّلِ . اهـ .
وأما وفاة أبي العاص رضي الله عنه ، فقد تأخّرت عن وفاة زينب رضي الله عنها .
قال الإمام الذهبي : زَيْنَبُ كَانَتْ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَكْبَرَ بَنَاتِ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتُوُفِّيَتْ سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الهِجْرَةِ .
وقال : وَمَاتَ أَبُو العَاصِ فِي شَهْرِ ذِي الحِجَّةِ ، سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ ، فِي خِلاَفَةِ الصِّدِّيْقِ .
وقال ابن حجر : مات أبو العاص بن الربيع في خلافة أبي بكر ، في ذي الحجة سنة اثنتي عشرة من الهجرة ، وفيها أرَّخَـه ابن سعد وابن إسحاق .
والله تعالى أعلم .هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق