رقائق في دقائق
أنفع الأدب
· نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم.
ما قيمة العلم ولو كان غزيراً بغير أدب.. ما قيمة العلم؟!!! إن لم يورثك الأدب.. إن لم يورثني أنا الأدب.. ما قيمة العلم إن لم يورثنا الأدب مع الله.. إن لم يورثنا الأدب مع سيدنا رسول الله..؟!!
نعم.. لازم نعرف يعني إيه الأدب مع الله..
من أجمع وأجمل ما قال شيخي وحبيبي ابن القيم رحمه الله تعالى قال: الأدب هو الدين كله.
مرة ثانية.. الأدب هو الدين كله، وهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام أدبٌ مع الله، وأدبٌ مع رسول الله، وأدبٌ مع الخلق.. يبقى الدين كله أم لا؟
· سئل الحسن البصري عن أنفع الأدب فقال رحمه الله تعالى: الفقه في الدين، والزهد في الدنيا ومعرفة ما لله عليك.. هذا أنفع الأدب.
أول شيء هو: الفقه في الدين.
والله العظيم يا إخوان قد يُحصِّلُ العبدُ شهادة الدكتوراة... الدكتوراة.. لا أقول الإعدادية ولا الثانوية ولا الشهادة الجامعية، ولا الماجستير.. بل الدكتوراة.. أقسم بالله وهو لا يجيد ولا يحسن أن يقرأ صفحة من كتاب الله جل وعلا قراءة صحيحة جيدة متقنة.
والله الذي لا إله غيره لا يُحسن وأنا أقول ذلك عن تجربة..
كنتُ في موسمٍ من مواسم الحج وكنتُ مع مجموعة كبيرة من أحبابنا والتقيتُ مع مجموعة من أساتذتنا الأفاضل في خيمة معينة وأردتُ في أيام الحج أن ننهي معهم مهجاً قرآنيا ومنهجا تربوياً معيناً وابتدأنا قراءة القرآن من سورة الفاتحة، وبدأ القراءة أستاذ للتاريخ الإسلامي.. لا أقول هذا من باب التنقيص حاشا لله.. ولكن للتبيين.. للتاريخ الإسلامي.
فقرأ الفاتحة قراءةً عجيبة جداً فاستحييتُ أن أرده في كل آية فتركته يقرأ فانتهى من قراءة الفاتحة وشرع في قراءة سورة البقرة وإذ به يقول: بسم الله الرحمن الرحيم ألم ذلك الكتاب..
فقلتُ له يا دكتور: الم (ألف لام ميم)، فقال: ألم، ثم قال: يا مولانا أليست هذه كهذه ـ وجاء بسورة الشرح ـ وقال: ألم نشرح لك صدرك.
فقلتُ له: هذا هو الفارق الكبير بين قراءتك لكتاب الملك القدير وبين قراءتك لأي كتابٍ آخر.
فيجب عليك مهما كان علمك ومهما كان قدرك ومهما كانت شهادتك إذا أردت أن تقرأ القرآن يجب عليك أن تتلقى القرآن من معلمٍ وملقن.. فها هو المصطفى يتلقى القرآن من جبريل كما تلقى جبريل القرآنَ من ربنا الملك القدير، ويلقن جبريل نبينا الجليل القرآن ويلقن نبينا الصحابةً القرآن ويعلم الصحابة التابعين القرآن ويعلم التابعون تابعي التابعين القرآن وهكذا إلى يومنا هذا..
لا يستطيع أحدٌ أبداً أن يقرأ القرآن قراءة متقنة إلا عن طريق ملقن وعن طريق معلم.
هنا تقرأ (الم) [ألف لام ميم] ونفس الرسم يقرأ في سورة الشرح (ألم)
(يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون )
قد يترقى الإنسان في الشهادات والدرجات وهو لا يعرف شيئاً عن رب الأرض والسماوات.
إذن الأدب مع الله..
أن يكون ظاهرك وباطنك على مقتضى التعظيم والإجلال والحياء منه سبحانه وتعالى كحال من يُجالس ملوك الأرض ولله جل وعلا المثل الأعلى.
اسمع..
فإذا صحت المحبة (يعني إن كنت صادقاً في محبتك لله جل وعلا) تأكد على المحب ملازمة الأدب.
إذا صحت المحبة تأكد للمحب أن يُلازم مقام الأدب مع المحبوب وذلك بامتثال أمره جل جلاله واجتناب نهيه جل جلاله
هذا تفريع لحلقات برنامج (رقائق في دقائق) للشيخ محمد حسان الذي تم تقديمه عل شاشة قناة الرحمة الفضائية
أسأل الله أن ينتفع الجميع بهذا العمل
ولا تنسونا من الدعاء بظهر الغيب
هنا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق