السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيهما أفضل التراب أم الذهب
مرض رجل في يوم من الأيام وأراد أن يخير أبناءه
فناداهما وقال ، ياحسن ، ياأحمد ، عندي عطاء لكما فاختارا .
فها هو كيس ذهب ، وهاهو تراب الأرض التي أملكها
وكلاهما بنفس القيمة فلاتفريق بين الأبناء ،فثمن الأرض يعادل قيمة الذهب الذي بالكيس ،
فانبرى أحمد أنا أريد الذهب ، وابتسم الحسن وقال هنيئا لك أخي الحبيب الذهب ، وقال أنا أختار التراب ياأبي
ومرت الأيام وتوفي الأب ، وأخذ كل منهما ما اختاره مسبقًا.
فأخذ أحمد ينفق بسعادة من الذهب الوفير الذي اختاره
وأخذ الحسن يعمل في تراب الأرض ويزرعها ، ويسأل الله البركة ، فأخذت الأرض تعطي أكلها كل حين ، فيأكل ويتصدق ويعيد الكرة و... حتى بارك الله له في ترابها وأصبح أغنى الأغنياء
في حين أخذ أحمد ينظر إلىكيس الذهب بقلق شديد فبدأ الكيس يفرغ مما كان فيه ، فحزن وذهب لأخيه يبث له أسفه ، فابتسم الحسن وقال له : أخي الحبيب أيهما أفضل الذهب أم التراب ، ففهم أحمد ما غاب عنه ، وغفل عن العمل والتصدق ، فقال له الحسن ، أخي الحبيب التراب موجود لم ينفذ ، فهيا شمر عن ساعديك واعمل معي ، وكل وتصدق ، واشكر الله على نعمه ،
فالعمل عزة وكرامة ،وللعمل مكانة عظيمة في حياة المسلم
أهميَّة العمل ومكانَته في الإسلام:للعمل في الإسلام مكانةٌ كبيرة ومنزلة رفيعة؛ حيث ينظر الإسلام إليه نظرةَ احتِرام وتكريم وإجلال، ولذلك مظاهر كثيرة في دين الله، أبرزها ما يلي:
♥أولى الإسلام عناية قصوى بالعمل، وأمر به كما أمر بالصلاة بنفس الصيغة الآمرة فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ»الجمعة:9 ثم قال تعالى: «فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» الجمعة:10 حيث أمرنا بالانتشار في الأرض بعد الصلاة مباشرة لطلب الرزق.
♥ أنَّه اعتَبَر العمل جهادًا،
عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ، قَالَ : مَرَّ عَلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رَجُلٌ ، فَرَأَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ : لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوَيْنِ شَيْخَيْنِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يُعِفُّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى رِيَاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ " .
صحيح الترغيب والترهيب / تحقيق الشيخ الألباني / كتاب النكاح وما يتعلق به/ الترغيب في النفقة على الزوجة والعيال والترهيب من ... / حديث رقم: 1959/التحقيق : صحيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق