الأحد، 26 يوليو 2015

مقدمة للحفل

 

أحيكم جميعًا بتحية الإسلام ، تحية من عند الله مباركة طيبة ، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الحمد لله جعلنا خير أمة وأرسل إلينا خيرَ رسلِه وشرع لن خيرَ شرائعِ دينهِ

جمعنا من فرقة وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة فله الحمد حمداً حمداً وله الشكر أشهد ألا إله إلا هو وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولِه ،أرسله بالهدى والنور وما يستوجب الفرح والسرور
قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" " يونس 85
قَوْله تَعَالَى " قُلْ بِفَضْلِ اللَّه وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا " أَيْ بِهَذَا الَّذِي جَاءَهُمْ مِنْ اللَّه مِنْ الْهُدَى وَدِين الْحَقّ فَلْيَفْرَحُوا فَإِنَّهُ أَوْلَى مَا يَفْرَحُونَ بِهِ " هُوَ خَيْر مِمَّا يَجْمَعُونَ "أَيْ مِنْ حُطَام الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا مِنْ الزَّهْرَة الْفَانِيَة الذَّاهِبَة لَا مَحَالَةتفسير ابن كثير .

 الحمد لله الذي بنعمته تتمُ الصالحات وبتوفيقه تتحققُ المكرُمات والصلاة والسلام على النبي محمدٍ الموصوفِ بأحسنِ الصفات وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسانٍ من المؤمنين والمؤمنات

فما أجمل اللقاء مع أهل الود والصفاء وما أعظم الإيمان إذا اجتمع الأحباب على قلب رجل واحد
وإن الزمان والمكان ليشرف بشرف الغاية فكيف إذا كانت الغاية أعظم المقاصد وأجل المطالب تلاوة وحفظ ودراسة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ،والاجتماع ابتغاء وجه الله تعالى 
ونشكر إداريات كانوا قدوه حسنه ومثال للإخلاص والتفاني والإقبال للعمل وكوكبة من المعلمات أنعم الله بهن على هذه الغرفة،وكوكبة من الطالبات حرصن على التواصي  بالحق والاصطبار عليه ،ومنهن مثابرات
فهو جهد جماعي قائم على التكاتف والتعاون على البر والتقوى
ومما نستشعره في هذا اللقاء جمع القلوب على الحب في الله ،ورجاء الفوز بالوعد   
- أنَّ رجلًا زارَ أخًا لَهُ في قريةٍ أخرى ، فأرصدَ اللَّهُ لَهُ ، على مَدرجَتِهِ ، ملَكًا فلمَّا أتى عليهِ ، قالَ : أينَ تريدُ ؟ قالَ : أريدُ أخًا لي في هذِهِ القريةِ ، قالَ : هل لَكَ عليهِ من نعمةٍ تربُّها ؟ قالَ : لا ، غيرَ أنِّي أحببتُهُ في اللَّهِ عزَّ وجلَّ ، قالَ : فإنِّي رسولُ اللَّهِ إليكَ ، بأنَّ اللَّهَ قد أحبَّكَ كما أحببتَهُ فيهِ

الراوي : أبو هريرة . المحدث : مسلم . المصدر : صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 2567 . خلاصة حكم المحدث : صحيح
 شرح المفردات
 أرصده : أَقْعَدَهُ يَرْقُبهُ.
الْمَدْرَجَة : الطَّرِيق، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ النَّاس يَدْرُجُونَ عَلَيْهَا، أَيْ يَمْضُونَ وَيَمْشُونَ.
هل لَك عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَة تَرُبُّهَا: أي : تَحْفَظُها، وتُراعيها، وتُرَبِّيها، كما يُرَبِّي الرجل ولده، والفارس فَلُوَّهُ.
من فوائد الحديث:
 - فضل الزيارة في الله عز وجل، والتي يكون الباعث عليها الحب في الله تعالى وليس غرض من أغراض الدنيا، أو مصلحة من المصالح العاجلة، فهي سبب لمحبة الله تعالى للعبد، وسبب لدخول الجنة؛؛ ففي الحديث أنّ النبي-صلى الله عليه وسلم- قال :
-" مَن عادَ مريضًا ، أو زارَ أخًا لَهُ في اللَّهِ ناداهُ مُنادٍ : أن طِبتَ وطابَ مَمشاكَ وتبوَّأتَ مِنَ الجنَّةِ منزلًا".الراوي : أبو هريرة - المحدث : الألباني- المصدر : صحيح الترمذي-الصفحة أو الرقم: 2008 - خلاصة حكم المحدث : حسن
 (مَنْ عَادَ مَرِيضًا): أي محتسباً.
(أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ): أي في الدين.
(فِي اللَّهِ): أي لوجه الله لا للدنيا.
(مُنَادٍ): أي ملك.
(أَنْ طِبْتَ): دعاء له بطيب عيشه في الدنيا والأخرة.
(وَطَابَ مَمْشَاكَ): مصدر أو مكان أو زمان مبالغة. قال الطيبي: كناية عن سيره وسلوكه طريق الاَخرة بالتعري عن رذائل الأخلاق والتحلي بمكارمها .
(وَتَبَوَّأْتَ): أي تهيأت.
(مِنَ الْجَنَّةِ): أي من منازلها العالية.
(مَنْزِلاً): أي منزلة عظيمة ومرتبة جسيمة بما فعلت. وقال الطيبي دعاء له بطيب العيش في الأخرى. كما أن طبت دعاء له بطيب العيش في الدنيا، وإنما أخرجت الأدعية في صورة الأخبار إظهار للحرص على عيادة الأخيار.

تحفة الأحوذي   

قَوْلُهُ : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا ) أَيْ مُحْتَسِبًا ( أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ ) أَيْ فِي الدِّينِ ( فِي اللَّهِ ) أَيْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا لِلدُّنْيَا ( مُنَادٍ ) أَيْ مَلَكٌ ( أَنْ طِبْتَ ) دُعَاءٌ لَهُ بِطِيبِ عَيْشِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْأُخْرَى ( وَطَابَ مَمْشَاكَ ) مَصْدَرٌ أَوْ مَكَانٌ أَوْ زَمَانٌ مُبَالَغَةً ، قَالَ الطِّيبِيُّ : كِنَايَةٌ عَنْ سَيْرِهِ وَسُلُوكِهِ طَرِيقَ الْآخِرَةِ بِالتَّعَرِّي عَنْ رَذَائِلِ الْأَخْلَاقِ وَالتَّحَلِّي بِمَكَارِمِهَا ( وَتَبَوَّأْتَ ) أَيْ تَهَيَّأْتَ ( مِنَ الْجَنَّةِ ) أَيْ مِنْ مَنَازِلِهَا الْعَالِيَةِ ( مَنْزِلًا ) أَيْ مَنْزِلَةً عَظِيمَةً وَمَرْتَبَةً جَسِيمَةً بِمَا فَعَلْتَ ، وَقَالَ الطِّيبِيُّ : دُعَاءٌ لَهُ بِطِيبِ الْعَيْشِ فِي الْأُخْرَى كَمَا أَنَّ طِبْتَ دُعَاءٌ لَهُ بِطِيبِ الْعَيْشِ فِي الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا أُخْرِجَتِ الْأَدْعِيَةُ فِي صُورَةِ الْأَخْبَارِ إِظْهَارًا لِلْحِرْصِ عَلَى عِيَادَةِ الْأَخْيَارِ .
 - " قال اللهُ تباركَ وتعالى : "وجَبَتْ مَحَبَّتِي للمُتَحابِّينَ فِيَّ ، وللمتجالسين فِيَّ ، وللمتزاورين فِيَّ، وللمتباذلين فِيَّ"

الراوي : معاذ بن جبل- المحدث : الألباني -لمصدر : صحيح الترغيب-الصفحة أو الرقم: 2581 - خلاصة حكم المحدث : صحيح
الدرر السنية    

شرح العلامة المناوي رحمه الله (والمتباذلين فيّ) في فيض القدير شرح الجامع الصغير فقال
(
وللمتباذلين فِيَّ) أي بذل كل واحد منهم لصاحبه نفسه وماله في مهماته في جميع حالاته كما فعل الصديق رضي اللّه عنه ببذل نفسه ليلة الغار وماله حتى تخلل بعباءة لا لغرض من الدنيا ولا لدار القرار . اهـ .
 - على المسلم أن يجتهد في إحياء هذه الشعيرة العظيمة، ولاسيما وقد كثر التفريط فيها في هذا الزمن حيث أصبح أكثر الناس لا يتزاورون إلا من أجل الدنيا والمصالح العاجلة. 
- "إنَّ اللَّهَ يقولُ يومَ القيامةِ :" أينَ المُتحابُّونَ بجلالي ، اليومَ أظلُّهم في ظلِّي . يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلِّي"

الراوي : أبو هريرة - المحدث : مسلم - المصدر : صحيح مسلم -الصفحة أو الرقم: 2566 - خلاصة حكم المحدث : صحيح

الدرر السنية   

الحفل .. ما اجتمع من كلِّ شيء
 الحفل اجتماع الماء وحفل الوادي بالسيل واحتفل جاء بملء جنبيه