السبت، 22 فبراير 2014

القناعة والزهادة

القناعة والزهادة

التَّحَلي بِالقَّناعَةِ وَالزَّهادَة، وَحَقيقَةُ الزّهُدْ
الزُّهْد بِالحَرامِ، وَالابْتِعادِ عَنِ حِماه؛ بِالكَفِّ عَن
الْمُشْتَبَهاتِ وَعَنِ التَّطَلُّعِ إِلى مافي أَيْدي النّاس

الشرح

التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم، يعني أن يقتنع بما اتاه الله عز وجل ولا يطلب أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجده يريد أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، فيتكلف النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله من الديون، وهذا خطا؛ لكن عليك بالقناعة فهي خير زاد للمسلم

لابـد للمسـلم في هـذه الحيـاة مـن وقفـات يقفهـا مـع نفسـه ، يعيـد فيهـا تقويـم أمـوره ، ويتفكـر فـي مصيـره ، ويصحـح بهـا مسـاره ، فقطـار الحيـاة يسـير بنـا شـئنا أم أبينـا ، ولابـد مـن وقـت نتركـه فيـه كمـا تركـه مـن سـبقنا .



لقـد سـبقنا إلـى القبـور أُنـاس كثيـرون ، لهـم أحـلام وطموحـات مثلنـا ، يُمْسـون ويصبحـون عليهـا ، وفجـأة جاءهـم ملـك المـوت ، فـي هـذه اللحظـات العصيبـة ، انكشـفت لهـم حقيقـة الوجـود في الدنيـا ، وأنها مرحلـة مـن رحلـة طويلـة ..... رحلـة العـودة إلـى الله . وتمنـوا فـي هـذه اللحظــات أن ينصـرف عنهـم ملـك المـوت ولـو للحظـة يصلحـون


فيهـا مـا أفسـدوا .

قـال تعالـى : { حَتَّـى إِذَا جَـاء أَحَدَهُـمُ الْمَـوْتُ قَـالَ رَبِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَـلُ صَالِحـاً فِيمَـا تَرَكْـتُ كَـلاَّ إِنَّهَـا كَلِمَـةٌ هُـوَ قَائِلُهَـا وَمِـن وَرَائِهِـم بَـرْزَخٌ إِلَـى يَـوْمِ يُبْعَثُـونَ } .                                                              

   سورة المؤمنون / آية : 99 ، 100  .

فـإذا كـان هـذا هـو حـال الكثيـر ممـن سـبقنا إلـى لقـاء المـوت فلمـاذا لا نعتبـر بهـم حتـى لا نقـع فيمـا وقعـوا فيـه ؟



 إن مـن فضـل الله علينـا أننـا مازلنـا فـي الأمنيـة التـي يتمناهـا هـؤلاء في العـودة إلـى الدنيـا ... فهـل لنـا أن نفعـل ما يتمنـون فعلـه لـو كانـوا مكاننـا ؟ !

هـل لنـا أن نبـدأ فـي تصحيـح المسـار ، ووضـع الدنيـا فـي حجمهـا الصحيـح ، والزهـد فيهـا ، والتعامـل معهـا علـى أنهـا مزرعـة للآخـرة ؟ !



ولنحـذر مـن حـب الدنيـا والحـرص عليهـا فحـب الدنيـا هـو الـذي عَمَّـرَ النـار بأهلهـا ، والزهـد فـي الدنيـا هـو الـذي عَمَّـرَ الجنـة بأهلهـا .

وممـا يعيـن علـى الزهـد فيهـا ، والعمـل للآخـرة ، ذكـر المـوت .





ـ الحـذر مـن تحقيـر شـأن الذنـوب وعاقبتهـا مهمـا قَلَّـتْ .

فقـد ورد في كتـاب فوائـد الفوائـد لابـن القيـم .../ ترتيب علي حسن علي عبد الحميد / ص : 389 :   

يـا مغـرورًا بالأمانـيِّ ! لُعِـنَ إِبليـسُ وأُهْبِـطَ مـن منـزلِ العـزِّ بتـركِ سـجدةٍ واحـدةٍ أُمِـرَ بهـا ، وأُخـرِجَ آدمُ مـن الجنّـةِ بلقمـةٍ تناولَهـا ، وحُجِـب القاتـلُ عنها (1) بعـد أنْ رآهـا عِيانـًا بمـلءِ كـفٍّ مـن دم ٍ، وأُمـرَ بقتـلِ الزَّانـي أَشـنعَ القِتْـلاتِ بإِيـلاجِ قَـدْرِ الأُنملـةِ فيما لا يَحِـلُّ ، وأُمرَ بإِيسـاعِ الظهـرِ سـياطًا (2) بكلمـةِ قَـذْفٍ أو بقطـرةٍ من مُسْـكرٍ ، وأَبـانَ (3) عضـوًا مـن أعضائـكَ بثلاثـةِ دراهـمَ ! فلا تأمنْـهُ أنْ يحبسَـكَ فـي النَّـارِ بمعصيـةٍ واحـدةٍ .  { وَلاَ يَخَـافُ عُقْبَاهَـا } .       سورة الشمس / آية : 15 .    

" دخلـت امـرأة النـار فـي هـرة " (4) ، " إن الرجـل ليتكلـم بالكلمـة لا يلقـي لهـا بـالاً يهـوي بهـا فـي النـار أبعـد ما بيـن المشـرق والمغـرب " (5) .                                           ا . هـ . 


( 1 ) عنها : أي الجنة .                   ( 2 ) سياطًا : أي بالجلد .
( 3 ) أبان : قطع .                        ( 4 ) رواه البخاري ( 3318 ) ، ومسلم ( 2242 ) عن ابن عمر .
( 5 ) رواه البخاري ( 6478 ) ، ومسلم ( 2988 ) عن أبي هريرة .

 " دخلَتِ امرأةٌ النارَ في هِرَّةٍ ربَطَتْها ، فلم تَطعَمْها ، ولم تَدَعْها تأكلُ من خَشاشِ الأرضِ ".
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3318
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
  إنَّ الرجُلَ لَيتكلَّمُ بِالكلِمَةِ لا يَرى بِها بَأسًا ، يَهوِي بِها سَبعينَ خَريفًا في النارِ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1618
خلاصة حكم المحدث: صحيح 
 " إنَّ الرجلَ ليتكلم بالكلمةِ من الخيرِ، ما يعلم مبلغَها ؛ يكتب اللهُ له بها رضوانَه إلى يومِ يلقاه، وإن الرجلَ ليتكلم بالكلمة من الشرِّ ما يعلم مبلغَها ؛ يكتب اللهُ بها عليه سخَطه - وإلى يومِ يلقاهُ ".
 
الراوي: بلال بن الحارث المزني المحدث: الألباني - المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4762
خلاصة حكم المحدث: صحيح على اختلاف في إسناده 
 " إنَّ الرجُلَ لَيتكلَّمُ بِالكلِمَةِ من رِضوانِ اللهِ تَعالى ما يَظُنَّ أنْ تَبلُغَ ما بَلَغَتْ ؛ فيَكتبُ اللهُ له بِها رِضوانَهُ إلى يَومِ القِيامةِ ، وإنَّ الرجُلَ لَيتكلمُ بِالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ تَعالى ما يَظنُّ أنْ تبلُغَ ما بَلَغَتْ ؛ فيُكتُبُ اللهُ عليه بِها سَخَطَهُ إلى يَومِ القِيامَةِ"
 
الراوي: بلال بن الحارث المزني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1619
خلاصة حكم المحدث: صحيح 


  مَن كانتِ الآخرةُ هَمَّه . جعل اللهُ غِنَاه في قلبِه وجَمَع له شَمْلَه ، وأَتَتْه الدنيا وهي راغمةٌ ، ومَن كانت الدنيا هَمَّه . جعل اللهُ فقرَه بين عَيْنَيْهِ ، وفَرَّق عليه شَمْلَه ، ولم يَأْتِهِ من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6510
خلاصة حكم المحدث: صحيح 



*
المتن

وَيُؤْثرُ عَنِ الإِمامِ الشّافِعّي
:- رَحِمَهُ الله تَعالى- لَوْ أَوْصى إِنْسانٌ لأَعْقَلِ النّاسِ؛ صُرِفَ إِلى الزُّهادِ








الشرح


الله أكبر!!
يعني في الوصية لو قال
أوصيت لأعقل الناس،يُصرف لمن؟ إلى الزهاد، لأن الزهاد هم أعقل الناس، حيث تجنبوا مالا ينفعهم في الآخرة، وهذا الذي قاله رحمه الله ليس على إطلاقه، لأن الوصايا والأوقاف والهبات والرهون وغيرها ترجع إلى معناها في العُرف، فإذا كان أعقل الناس في عرفنا الزهاد صُرف لهم ما أوصى به الزهاد، وإذا كان أعقل الناس هم ذوو المروءة والوقار والكرم بالمال والنفس صُرف إليهم

* * *

المتن
وعن محمد بن الحسن الشيباني رحمه الله تعالى لما قيل له
ألا تصنف كتابا في الزهد؟ قال
قد صنفت كتاباً في البيوع
يعنى
الزاهد من يتحرز عن الشبهات، والمكروهات، في التجارات، وكذلك في سائر المعاملات والحرف

شرح الشيخ

لما طلب منه ان يصنف في الزهد قال قد صنفت كتابا في البيوع لان من عرف البيوع وأحكامها وتحرز من الحرام واستحل الحلال
فإن هذا هو الزاهد




المتن
وعليه، فليكن معتدلاً في معاشه بما لا يشينه، بحيث يصون نفسه ومن يعول، ولا يرد مواطن الذلة والهون
وقد كان شيخنا محمد الأمين الشنقيطى المتوفى في
17/12/1393
رحمه الله تعالى متقللاً من الدنيا، وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية، وقد شافهني بقوله
لقد جئت من البلاد
شنقيط
ومعي كنز قل أن يوجد عند أحد، وهو
(القناعة)
ولو أردت المناصب، لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية
فرحمه الله تعالى رحمه واسعة آمين

شرح الشيخ
هذا كلام من الشيخ الشنقيطي
, وأشباهه من أهل العلم
, لا يريدون بذلك تزكية النفس
إنما يريدون نفع الخلق
, وأن يقتدي الناس بهم ,
وأن يكونوا على هذا الطريق
لأننا نعلم هذا من أحوالهم أي من أحوال العلماء ,
فهم أبعد الناس عن ذلك
وهو رحمه الله كما ذكره الشيخ أبو بكر من الزهاد
. البعث اذا رأيته لا تقول الا انه رجل من أهل
 , حتى العباءة تجد انها عباءة عادية
ولا يهتم بهندام نفسه
رحمه الله تعالى
 ***********************
معنى القناعة لغةً واصطلاحًا
معنى القناعة لغةً القناعة مصدر قنِع، بالكسر، يقنَع قُنوعًا وقناعةً إذا رضي، وقَنَعَ، بالفتح، يقنَع قُنوعًا إذا سأل، والقُنوع: الرضا باليسير من العطاء. وقال بعض أهل العلم: إن القُنوع قد يكون بمعنى الرضا، والقانع بمعنى الراضي، وهو من الأضداد. وسمِّيت قناعةً؛ لأنه يقبل على الشيء الذي له راضيًا
معنى القناعة اصطلاحًا
(القناعة: هي الرضا بما أعطى الله)
وقال السيوطي: (القناعة: الرضا بما دون الكفاية، وترك التشوُّف إلى المفقود، والاستغناء بالموجود) .
هنا
يا أبا هريرةَ كن ورعًا تكن أعبدَ الناسِ وكن قنعًا تكن أشكرَ الناسِ وأحبَّ للناسِ ما تحبُّ لنفسِك تكن مؤمنًا وأحسِنْ جوارَ من جاورَك تكن مسلمًا وأقِلَّ الضحكَ فإنَّ كثرةَ الضحكِ تميتُ القلبَ
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3417
خلاصة حكم المحدث:
صحيح
الدرر السنية
المؤمن الموحد من خصاله القناعة في أمور الدنيا الفانية فهو يعلم أن هذه الدار هي دار ممر ، لا دار مستقر ، فنراه يجاهد نفسه على دفع هذا الحرص ويرضى بما كتب الله له، ويُسلم بما قُسم له،ويشكر الله جل جلاله على ما رزقه ويسأله المزيد من فضله
المؤمن يقنع بما قسم الله له فيما يتعلق بأمور الدنيا، لكنه يحرص دائما على الزيادة من الأعمال الصالحة التي تكون سببا بعون الله للفوز بالجنة ، وهذا امتثالا لقوله تعالى

وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ

سورة آل عمران الآية 133

   

الاثنين، 17 فبراير 2014

إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ




«إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ »

من ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وبعد: فقد رُوِيَ عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((مَنْ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِنْه)).
وهذا الحديث ضعيف لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا اللفظ، وإن كان مشهورًا - لغويًا - عند كثير من الناس، وقد ثبت بِلَفْظٍ آخر

«إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ »
. الراوي: رجل من أهل البادية المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1523
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية 

هنا
فقد جرت سنة الله تعالى في خلقه أن من آثر الألم العاجل على الوصال الحرام أعقبه ذلك في الدنيا المسرّة التامة، وإن هلك فالفوز العظيم، والله تعالى لا يضيع ما تحمّل عبده لأجله.
 " مَن كانتِ الآخرةُ هَمَّه . جعل اللهُ غِنَاه في قلبِه وجَمَع له شَمْلَه ، وأَتَتْه الدنيا وهي راغمةٌ ، ومَن كانت الدنيا هَمَّه . جعل اللهُ فقرَه بين عَيْنَيْهِ ، وفَرَّق عليه شَمْلَه ، ولم يَأْتِهِ من الدنيا إلا ما قُدِّرَ له"


الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6510
خلاصة حكم المحدث: صحيح 
  من ترَكَ اللِّباسِ تواضعًا للَّهِ وَهوَ يقدرُ عليْهِ دعاهُ اللَّهُ يومَ القيامةِ على رؤوس الخلائقِ حتَّى يخيِّرَهُ من أي حللِ الإيمانِ شاءَ يلبسُها
الراوي: معاذ بن أنس الجهني المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2481
خلاصة حكم المحدث: حسن 
الدرر السنية 
فكل من خرج عن شيء منه لله حفظه الله عليه أو أعاضه الله ما هو أجلُّ منه، كما ترك يوسف الصديق عليه السلام امرأة العزيز لله وأختار السجن على الفاحشة فعوّضه الله أن مكّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال فتزوجها فلما دخل بها قال: هذا خيرٌ مما كنت تريدين.

فتأمل كيف جزاه الله سبحانه وتعالى على ضيق السجن أن مكنه في الأرض ينزل منها حيث يشاء، وأذل له العزيز وامرأته، وأقرّت المرأة والنسوة ببراءته، وهذه سُنّته تعالى في عباده قديماً وحديثاً إلى يوم القيامة.


 وما حرّم الله على عبادة شيئاً إلا عوضهم خيراً منه.
كما حرّم عليهم الربا وعوّضهم منه التجارة الرابحة،
وحرّم عليهم الحرير وأعاضهم منه أنواع الملابس الفاخرة من الصوف والكتان والقطن،
وحرّم عليهم الزنا واللواط وأعاضهم منه النكاح بالنساء الحسان،
وحرّم عليهم شرب المسكر وأعاضهم عنه بالأشربة اللذيذة النافعة للروح والبدن،
وحرّم عليهم سماع آلات اللهو من المعازف وغيرها وأعاضهم عنها بسماع القرآن العظيم
وحرّم عليهم الخبائث من المطعومات وأعاضهم عنها بالمطاعم الطيبات..

هنا 

السبت، 15 فبراير 2014

القناعة والزهادة

القناعة والزهادة

6 - القناعة والزهادة :

 

التَّحَلي بِالقَّناعَةِ وَالزَّهادَة، وَحَقيقَةُ الزّهُدْ

الزُّهْد بِالحَرامِ، وَالابْتِعادِ عَنِ حِماه؛ بِالكَفِّ عَن

الْمُشْتَبَهاتِ وَعَنِ التَّطَلُّعِ إِلى مافي أَيْدي النّاس

القناعة والزهادة
فقد قال ابن القيم -رحمه الله- سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: 

الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة. وهذه العبارة من أحسن ما قيل في الزهد والورع وأجمعها. انتهى كلامه رحمه الله.
وحقيقة الزهد هي خلو القلب من التعلق بما لا ينفع في الآخرة وهو على مراتب:
الأولى: ترك الحرام والشبهة.
الثانية: ترك الفضول من الحلال.
الثالثة: ترك ما يشغل عن الله تعالى.

هكذا قال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-
وحقيقة الورع توقي الحرام والشبهة وما يضر أقصى ما يمكن.
وعلى هذا، فالورع داخل في الزهد وهو جزء منه. ولذا قال بعض العلماء
: الورع أول الزهد كما أن القناعة أول الرضا.


إسلام ويب 


قال الشيخ العثيمين في شرحه لحلية طالب العلم

التحلي بالقناعة من أهم خصال طالب العلم، يعني أن يقتنع بما اتاه الله عز وجل ولا يطلب أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، لأن بعض طلبة العلم وغيرهم تجده يريد أن يكون في مصاف الأغنياء والمترفين، فيتكلف النفقات في المأكل والمشرب والملبس والمفرش ثم يثقل كاهله من الديون، وهذا خطا؛ لكن عليك بالقناعة فهي خير زاد للمسلم
قال
(وحقيقة الزهد...)
كأنه أراد بالزهد هنا الورع، لأن هناك ورعاً وزهداً
والزهد أعلى مقاماً من الورع، لأن الورع ترك ما يضر في الآخرة والزهد ترك مالا ينفع في الآخرة، بينهما فرق
الفرق الذي بينهما :
المرتبة التي ليس فيها ضرر وليس فيها نفع، فالوَرِع لا يتحاشاها، والزاهِد يتحاشاها ويتركها، لأنه لا يريد إلا ما ينفعه في الآخرة.
انتهى 
 

السبت، 1 فبراير 2014

التواضع- فَالزَمْ – رَحِمَكَ الله- اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ،

التواضع- فَالزَمْ  – رَحِمَكَ الله-  اللُّصوقَ إِلى الأَرْضِ،
فالْزَمْرَحِمَك اللهُ – اللُّصُوقَ إلى الأرضِ والإزراءَ على نفسِك وهَضْمَهاومُراغَمَتَها عندَ الاستشرافِ لكِبرياءَ أو غَطرسةٍ أو حُبِّ ظُهورٍ أوعُجْبٍ ... ونحوِ ذلك من آفاتِ العِلْمِ القاتلةِ لهالْمُذهِبَةِلِهَيْبَتِه الْمُطْفَئِةِ لنورِه وكُلَّمَا ازْدَدْتَ عِلْمًا أو رِفعةًفي وِلايةٍ فالزَمْ ذلك ، تُحْرِزْ سعادةً عُظْمَى ،ومَقامًا يَغْبِطُكَ عليه الناسُ .
وعن عبدِ اللهِ بنِ الإمامِ الحُجَّةِ الراويةِ في الكتُبِ الستَّةِ بكرِ بنِ عبدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ رَحِمَهما اللهُ تعالى قالَ :
(
سَمِعْتُ إنسانًا يُحَدِّثُ عن أبي ، أنه كان واقفًا بعَرَفَةَ فَرَقَّ ، فقالَ : لولا أَنِّي فيهم ، لقُلْتُ قد غُفِرَ لهم ) .
خَرَّجَه الذهبيُّ ثم قالَ : ( قلتُ : كذلك يَنبغِي للعبْدِ أن يُزْرِيَ على نفسِه ويَهْضِمَها ) اهـ .


فما هو التواضع؟
التعريف لغة:
التواضع مأخوذ من مادة (وضع)، التي تدل على الخفض للشيء وحطه، يقال: وضعته بالأرض وضعا، ووضعت المرأة ولدها.
وأما في الاصطلاح فهو: إظهار التنزل عن المرتبة لمن يراد تعظيمه.
وقيل: هو تعظيم من فوقه لفضله.
وفي (مدارج السالكين: 2/329): قال الجنيد بن محمد رحمه الله: "التواضع هو خفض الجناح ولين الجانب".

وفيه (2/329) : "سئل الفضيل بن عياض- رحمه الله عن التواضع؟ فقال: يخضع للحق، وينقاد له ويقبله ممن قاله، ولو سمعه من صبي قبله، ولو سمعه من أجهل الناس قبله. وقال أبو يزيد البسطامي: هو أن لا يرى لنفسه مقاما ولا حالا، ولا يرى في الخلق شرا منه. وقال ابن عطاء: هو قبول الحق".
 
*الأمر به:

قال تعالى: "
وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
الشعراء 215 هنا

"لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ"  الحجر 88
هنا  
"إنَّ اللهَ أوحى إليَّ أن تواضَعوا حتى لا يبغيَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ"
الراوي: عياض بن حمار المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4895
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
 أصل المعلومة مستقى من هنا 

أحاديث في التواضع
"ما نقُصتْ صدقةٌ من مالٍ وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلَّا عزًّا . وما تواضَع أحدٌ للهِ إلَّا رفعه اللهُ"
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2588
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر السنية 


قال الله تعالى: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(سـبأ: 39)، أي يجعل بدله خلفاً، فلا تظن أنك إذا تصدقت بعشرة من مائة فصارت تسعين أن ذلك ينقص المال؛ بل يزيده بركة ونماءً، وترزق من حيث لا تحتسب.

شرح رياض الصالحين للعثيمين

  "جلسَ جبريلُ إلى النبيِّ فَنظرَ إلى السَّماءِ ، فإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ ، فقال لهُ جبريلُ : هذا المَلَكُ ما نزلَ مُنْذُ خُلِقَ قبلَ هذه السَّاعَةِ ، فلمَّا نزلَ قال : يا محمدُ ! أَرْسَلَنِي إليكَ رَبُّكَ ؛ أَمَلَكًا جعلكَ ، أَمْ عبدًا رَسُولًا ؟ قال لهُ جبريلُ : تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يا محمدُ ! فقال رسولُ اللهِ : لا بَلْ عبدًا رَسُولًا ".
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3280
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر السنية

"يقولُ اللهُ تباركَ وتعالى : مَنْ تَوَاضَعَ لي هكذا – وجعلَ يزيدُ باطِنَ كَفِّهِ إلى الأرضِ وأدناهُ – رَفَعْتُهُ هكذا –وَجعلَ باطِنَ كَفِّهِ إلى السَّماءِ ورفعَها نَحْوَ السَّماءِ ."

الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2894
خلاصة حكم المحدث: صحيح

الدرر السنية

"ما من آدميٍّ إلا في رأسِه حَكَمَةٌ بيدِ مَلَكٍ ، فإذا تواضَع قيل للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه ، وإذا تكبَّر قيل للملَكِ : ضَعْ حَكَمَتَه" .

الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2895
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره

الدرر السنية

حكم الفرسَ: جَعَل للجامه حَكمَةً» وهي الحديدة التي تكون في فم الفرس.تمنعه من مخالفة راكبه
وفي الحديث فإذا تواضَع قيل للملَكِ ارْفَعْ حَكَمَتَه أي ارفع قدره ومنزلته

كما يقال له عندنا حكَمَة أي قدر ، فلان عالي الحكمة
وقيل الحكمة من الإنسان أسفل وجهه ،مستعار من موضع حكمة اللجام
ورفعها كناية عن الاعتزاز ،لأنه من صفة الذليل تنكيس رأسه
النهاية في غريب الحديث والأثر /حرف الحاء /باب الحاء مع الكاف /ص: 223

صور من تواضع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

خلق التواضع كان خلقاً ملازماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه من الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها و يحرص عليها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كي ينال خيريِّ الدنيا والآخرة.

هوِّنْ عليكَ ، فإِنَّي لستُ بمَلِكٍ ، إِنَّما أنا ابنُ امرأةٍ من قريشٍ ، كانتْ تأكُلُ القَديدَ
الراوي: أبو مسعود البدري و جرير و قيس بن أبي حازم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7052
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنَّه إذا مرَّ على الصِّبيان، سلَّم عليهم، فقد روى البخاريُّ ومسلم عن أنس رضي الله عنه:

أنه مَرَّ على صِبيانٍ فسلَّم عليهم، وقال : كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَفعَلُه .
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6247
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية

صور من تواضع النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم

خلق التواضع من الأخلاق الفاضلة الكريمة ، والشيم العظيمة التي حث عليها الإسلام ورغَّب فيها، وتمثله رسول الله صلى الله عليه وسلم منهجاً عملياً في حياته،

فخلق التواضع كان خلقاً ملازماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه من الأخلاق التي ينبغي على المسلم أن يتحلى بها و يحرص عليها إقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كي ينال خيريِّ الدنيا والآخرة.



عن قيس بن أبي حازم : أن رجلاً أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام بين يديه فأخذته رعدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هوّن عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد)  ـ والقديد هو اللحم المجفف - وهذا من تمام تواضعه صلى الله عليه وسلم حيث بين له أنه ليس بملك، وذكر له ما كانت تأكله أمه لبيان أنه رجل منهم ، وليس بمتجبر يُخاف منه.


"هوِّنْ عليكَ ، فإِنَّي لستُ بمَلِكٍ ، إِنَّما أنا ابنُ امرأةٍ من قريشٍ ، كانتْ تأكُلُ القَديدَ"
الراوي: أبو مسعود البدري و جرير و قيس بن أبي حازم المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7052
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية
مِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنَّه إذا مرَّ على الصِّبيان، سلَّم عليهم، فقد روى البخاريُّ ومسلم عن أنس رضي الله عنه:

قالَ ثابتٌ: كُنتُ معَ أنسٍ، فمرَّ على صبيانٍ فسلَّمَ عليهم، وقالَ أنسٌ: كنتُ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فمرَّ على صبيانٍ فسلَّمَ علَيهِم"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2696
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية

"أنه مَرَّ على صِبيانٍ فسلَّم عليهم، وقال : كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه
وسلَّم يَفعَلُه ".
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6247
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية

فالتواضع كان سمةً ملازمةً له صلى الله عليه وسلم في حياته كلها، في جلوسه ، وفي ركوبه ، وفي أكله ، وفي شأنه كله ، ففي أكله وجلوسه نجده يقول (إنما أنا عبد، آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد) رواه ابن حبان ، وفي ركوبه يركب ما يركب عامة الناس، فركب صلى الله عليه وسلم البعير و الحمار والبغلة والفرس، قال أنس رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود المريض، ويشهد الجنازة، ويجيب دعوة العبد، وكان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف ) رواه الترمذي.

"آكُل كما يأكلُ العبدُ ، وأجلِسُ كما يجلسُ العبدُ ، فإنَّما أنا عبدٌ"
الراوي: يحيى بن أبي كثير المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 8
خلاصة حكم المحدث: صحيح
الدرر السنية 

صلَّى في مسجدِ الخَيْفِ سَبعونَ نبيًّا منهُم موسَى ، كأنِّي أنظرُ إليه وعليهِ عباءتانِ قَطوانِيَّتانِ وهوَ مُحرِمٌ ، على بعيرٍ من إبلِ شَنوءَةَ مَخطومٍ بخطامِ ليفٍ ، لهُ ضَفيرَتانِ .
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 1127
خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره
الدرر السنية
"أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ركب على حمارٍ، على إكافٍ عليه قطيفةٌ فدكيةٌ، وأردف أسامةَ وراءَه ".

الراوي: أسامة بن زيد المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 5964
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية

ومِن تواضعه صلى الله عليه وسلم، أنَّه كان يشارك في خدمة أهله في البيت، فقد روى البخاريُّ عن الأسود، قال: ((سألت عائشة: ما كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مِهْنَةِ أهله - تعني خدمة أهله -، فإذا حضرت الصَّلاة خرج إلى الصَّلاة)
"سألتُ عائشةَ ما كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يصنعُ في بيتِه ؟ قالت: كان يكونُ في مهنةِ أهلِه -تعني خدمةَ أهلِه- فإذا حضرتِ الصلاةُ خرجَ إلى الصلاةِ."
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 676
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الدرر السنية